نشأتها وبداياتها المهنية
ولدت راشيل ويتستون في المملكة المتحدة ونشأت في بيئة أكاديمية وسياسية. درست السياسة والفلسفة والاقتصاد في كلية الملكة بجامعة كامبريدج، وحصلت على درجة البكالوريوس. بعد تخرجها، بدأت ويتستون مسيرتها المهنية في مجال السياسة، حيث عملت كمساعدة للنائب المحافظ مايكل هوارد. اكتسبت خلال هذه الفترة خبرة قيمة في العمل الحكومي وفهمًا عميقًا للعملية السياسية.
لاحقًا، انتقلت ويتستون إلى مجال العلاقات العامة، حيث عملت في شركة Hill & Knowlton، وهي إحدى أكبر شركات العلاقات العامة في العالم. في Hill & Knowlton، عملت ويتستون مع مجموعة متنوعة من العملاء، مما أتاح لها تطوير مهاراتها في إدارة السمعة والاتصالات المؤسسية.
جوجل
في عام 2005، انضمت راشيل ويتستون إلى شركة جوجل لتولي منصب مديرة الاتصالات والسياسة العامة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. كان انضمام ويتستون إلى جوجل في وقت حرج، حيث كانت الشركة تواجه تحديات تنظيمية متزايدة في أوروبا بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية والمنافسة. لعبت ويتستون دورًا حاسمًا في مساعدة جوجل على التعامل مع هذه التحديات، وبناء علاقات قوية مع صناع السياسات والجهات التنظيمية.
خلال فترة وجودها في جوجل، أشرفت ويتستون على مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك:
- قضايا الخصوصية وحماية البيانات
- قضايا مكافحة الاحتكار والمنافسة
- حرية التعبير والرقابة على الإنترنت
- العلاقات مع وسائل الإعلام
تمكنت ويتستون من خلال عملها الدؤوب من تحسين صورة جوجل في أوروبا وتخفيف حدة الانتقادات الموجهة للشركة. كما ساهمت في تعزيز فهم الجمهور لفوائد التكنولوجيا التي تقدمها جوجل.
فيسبوك (ميتا)
في عام 2011، تركت راشيل ويتستون جوجل وانضمت إلى فيسبوك (الآن ميتا) لتولي منصب نائبة الرئيس للاتصالات والسياسة العامة. كان انتقال ويتستون إلى فيسبوك بمثابة تحدٍ جديد، حيث كانت الشركة تواجه تدقيقًا متزايدًا بشأن قضايا الخصوصية، والأخبار المزيفة، والتأثير على الانتخابات.
في فيسبوك، قادت ويتستون فريقًا كبيرًا من المتخصصين في الاتصالات والسياسة العامة، وعملت على تطوير وتنفيذ استراتيجيات للتعامل مع التحديات التي تواجه الشركة. شملت مسؤولياتها:
- إدارة سمعة فيسبوك في جميع أنحاء العالم
- بناء علاقات مع صناع السياسات والجهات التنظيمية
- التعامل مع الأزمات الإعلامية
- تطوير وتنفيذ برامج المسؤولية الاجتماعية
خلال فترة وجودها في فيسبوك، واجهت ويتستون العديد من التحديات الصعبة، بما في ذلك فضيحة كامبريدج أناليتيكا، والتحقيق في تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، والانتقادات المتزايدة بشأن تأثير فيسبوك على الصحة النفسية للمراهقين. على الرغم من هذه التحديات، تمكنت ويتستون من الحفاظ على هدوئها وقيادة فريقها بفعالية. لعبت دورًا حاسمًا في مساعدة فيسبوك على تجاوز هذه الأزمات، واستعادة ثقة الجمهور.
ستاندرد تشارترد
في عام 2018، استقالت راشيل ويتستون من فيسبوك وانضمت إلى بنك ستاندرد تشارترد لتولي منصب رئيسة الشؤون المؤسسية والاستدامة. يمثل انتقال ويتستون إلى القطاع المالي تحولًا كبيرًا في مسيرتها المهنية، ولكنه يعكس أيضًا اهتمامها المتزايد بقضايا الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية.
في ستاندرد تشارترد، تتولى ويتستون مسؤولية الإشراف على استراتيجية الاستدامة للبنك، بالإضافة إلى إدارة علاقاته مع الحكومات والجهات التنظيمية. تعمل ويتستون على دمج الاستدامة في صميم عمليات البنك، وتعزيز التمويل المستدام، ودعم المجتمعات التي يعمل فيها البنك.
أهم الإنجازات
تعتبر راشيل ويتستون واحدة من أبرز الشخصيات في مجال العلاقات العامة والاتصالات المؤسسية. حققت ويتستون العديد من الإنجازات الهامة خلال مسيرتها المهنية، بما في ذلك:
- المساهمة في تحسين صورة جوجل في أوروبا
- مساعدة فيسبوك على تجاوز العديد من الأزمات الصعبة
- تعزيز الاستدامة في بنك ستاندرد تشارترد
- بناء علاقات قوية مع صناع السياسات والجهات التنظيمية
- قيادة فرق كبيرة من المتخصصين في الاتصالات والسياسة العامة
تُعرف ويتستون بمهاراتها القيادية القوية، وقدرتها على التفكير الاستراتيجي، وخبرتها الواسعة في التعامل مع القضايا التنظيمية المعقدة. تعتبر ويتستون نموذجًا يحتذى به للمهنيين في مجال العلاقات العامة والاتصالات المؤسسية.
انتقادات
على الرغم من نجاحها الكبير، واجهت راشيل ويتستون بعض الانتقادات خلال مسيرتها المهنية. اتهمها البعض بأنها تدافع عن مصالح الشركات الكبرى على حساب المصلحة العامة. كما انتقدها البعض بسبب دورها في مساعدة فيسبوك على التهرب من المساءلة بشأن قضايا الخصوصية والأخبار المزيفة.
ومع ذلك، يرى أنصار ويتستون أنها تلعب دورًا حاسمًا في مساعدة شركات التكنولوجيا على فهم التحديات التنظيمية التي تواجهها، والتواصل بفعالية مع صناع السياسات والجمهور. يؤكدون على أن ويتستون ملتزمة بالشفافية والمساءلة، وأنها تعمل دائمًا لصالح جميع الأطراف المعنية.
خاتمة
راشيل ويتستون هي شخصية مؤثرة في عالم العلاقات العامة والاتصالات المؤسسية. لعبت دورًا حاسمًا في تشكيل صورة بعض أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، وساعدتها على التعامل مع التحديات التنظيمية المعقدة. سواء كنت تتفق معها أم لا، فمن المؤكد أن ويتستون تركت بصمة لا تُمحى في عالم التكنولوجيا والسياسة.