السفينة الأصلية: يو إس إس بولاريس (USS Polaris)
كانت السفينة الأصلية التي حملت اسم “بولاريس” في الأصل عبارة عن سفينة صيد أسماك اسكتلندية تُدعى “تيغريس”. اشتراها الكونغرس الأمريكي في عام 1871، وتم تحويلها لتكون سفينة استكشاف قطبية. قاد هذه البعثة تشارلز فرانسيس هول، وهو مستكشف قطبي أمريكي. كان هدف البعثة هو الوصول إلى القطب الشمالي.
انطلقت “بولاريس” من نيويورك في يوليو 1871. كانت مجهزة بمحرك بخاري ومجهزة أيضًا للإبحار. تم تصميم السفينة لتتحمل ظروف القطب الشمالي القاسية. بعد تقدمها شمالًا، واجهت السفينة العديد من المشاكل، بما في ذلك العواصف الثلجية والجليد الكثيف. توفي تشارلز فرانسيس هول في أكتوبر 1871 في ظروف غامضة، مما أثار جدلاً حول سبب الوفاة.
بعد وفاة هول، تولى قيادة السفينة ضابط آخر. ومع ذلك، استمرت المشاكل. في أكتوبر 1872، حاصرت السفينة في الجليد. بعد ذلك، انقسم طاقم السفينة إلى مجموعتين. تمكنت مجموعة صغيرة من الوصول إلى اليابسة بعد أشهر من المعاناة، بينما فقدت المجموعة الأخرى. نجا أفراد المجموعة الصغيرة، في حين لم يُعثر على المجموعة الأخرى. وقد تمكن الناجون من عبور آلاف الأميال للوصول إلى بر الأمان.
تم العثور على حطام “بولاريس” بعد ذلك، مما أثار المزيد من الأسئلة حول مصيرها. على الرغم من هذه النهاية المأساوية، تركت بعثة “بولاريس” بصمة في تاريخ الاستكشاف القطبي. أظهرت الرحلة تحديات الإبحار في المحيط المتجمد الشمالي وقدمت رؤى قيمة حول البيئة القطبية.
سفن أخرى تحمل اسم يو إس إس بولاريس
بالإضافة إلى السفينة الأصلية، حملت سفينتان أخريان اسم “بولاريس” في تاريخ البحرية الأمريكية.
يو إس إس بولاريس (AK-280)
كانت هذه السفينة عبارة عن سفينة شحن تابعة للبحرية الأمريكية، تم الحصول عليها خلال الحرب العالمية الثانية. تم تشغيلها في الفترة من عام 1945 إلى عام 1946. استخدمت السفينة في المقام الأول لنقل البضائع والإمدادات للقوات الأمريكية في المحيط الهادئ.
يو إس إس بولاريس (SSBN-717)
كانت هذه الغواصة النووية الصاروخية الباليستية من فئة أوهايو، وهي واحدة من أكثر الغواصات الهجومية قوة في العالم. تم إطلاقها في عام 1984 ودخلت الخدمة في عام 1986. كانت “بولاريس” (SSBN-717) جزءًا من قوة الردع النووي التابعة للبحرية الأمريكية، وكانت مجهزة بصواريخ باليستية نووية.
كانت الغواصة تعمل في المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي طوال فترة خدمتها. تم إيقاف تشغيلها في عام 2015، بعد ما يقرب من 30 عامًا من الخدمة. كانت “بولاريس” (SSBN-717) مثالًا على التكنولوجيا المتقدمة والقدرات الاستراتيجية للبحرية الأمريكية.
التراث والأهمية
يُظهر تكرار اسم “بولاريس” في البحرية الأمريكية الأهمية التاريخية لهذا الاسم. سواء كانت سفينة استكشاف قطبية رائدة أو سفينة شحن في زمن الحرب أو غواصة نووية استراتيجية، فقد مثلت “بولاريس” دائمًا قيمًا معينة مثل الاستكشاف، والمرونة، والقدرة على التحمل. كل سفينة حملت هذا الاسم تركت بصمة في تاريخ البحرية الأمريكية وفي تاريخ العالم.
إن قصة “بولاريس” الأصلية، على الرغم من مأساتها، تلهم وتذكرنا بصلابة المستكشفين وشجاعتهم. إنها أيضًا شهادة على المخاطر والتحديات التي يواجهها أولئك الذين يغامرون في مناطق غير مستكشفة. كما تجسد الغواصة “بولاريس” (SSBN-717) القدرات التقنية المتقدمة والردع الاستراتيجي الذي حافظ على السلام خلال الحرب الباردة وما بعدها.
خاتمة
يو إس إس بولاريس هو اسم يحمل تاريخًا غنيًا في البحرية الأمريكية. من سفينة استكشاف قطبية إلى سفن أخرى في الخدمة، يمثل هذا الاسم الشجاعة، والاستكشاف، والمرونة. إن فهم تاريخ هذه السفن يساعدنا على تقدير التحديات والإنجازات التي شكلت تاريخ البحرية الأمريكية وتاريخ العالم.