خلفية الألبوم وتسجيله
بعد إصدار ألبوم “Alien” عام 2005، شعرت الفرقة بأنها وصلت إلى ذروة إبداعها، وأنها بحاجة إلى تقديم شيء مختلف ومميز في ألبومها القادم. بدأ العمل على كتابة وتسجيل “الأسود الجديد” في أوائل عام 2006، تحت إشراف المنتج والمغني الرئيسي للفرقة، ديفن تاونسند (Devin Townsend). تميزت عملية التسجيل بالدقة والاهتمام بالتفاصيل، حيث حرص تاونسند على استكشاف جميع الإمكانيات الصوتية المتاحة، والوصول إلى أفضل جودة ممكنة.
صرح تاونسند بأن الألبوم يمثل “نظرة ساخرة على ثقافة الميتال”، وأنه أراد من خلاله تقديم “موسيقى ممتعة ومثيرة، ولكنها في الوقت نفسه تحمل رسالة عميقة”. وأضاف أن الألبوم يعكس “شعور الفرقة بالإحباط من بعض جوانب صناعة الموسيقى، ورغبتها في التحرر من القيود والقواعد التقليدية”.
موسيقى الألبوم وكلماته
يتميز “الأسود الجديد” بتنوعه الموسيقي، حيث يجمع بين عناصر مختلفة من موسيقى الميتال المتطرفة. تتراوح الأغاني بين المقطوعات السريعة والعنيفة، التي تعتمد على الإيقاعات المعقدة والريذمات المتلاحقة، والمقطوعات الأكثر لحنية وتناغمًا، التي تعتمد على الألحان الجذابة والتوزيعات الموسيقية المتقنة.
تتميز كلمات الألبوم بالسخرية والفكاهة السوداء، حيث تتناول مواضيع مختلفة، مثل العنف والجنس والموت والدين، ولكن بطريقة غير تقليدية ومثيرة للتفكير. تستخدم الفرقة في كلماتها أسلوبًا لغويًا جريئًا وصريحًا، يعكس رؤيتها الخاصة للعالم والمجتمع.
من أبرز أغاني الألبوم:
- Almost Again: تعتبر هذه الأغنية من أشهر أغاني الفرقة، وتتميز بإيقاعها السريع والعنيف، وكلماتها الساخرة التي تنتقد ثقافة الميتال.
- Zodiac: تتميز هذه الأغنية بلحنها الجذاب وتوزيعها الموسيقي المتقن، وكلماتها التي تتناول موضوع علم التنجيم بطريقة غير تقليدية.
- Far Beyond Metal: تعتبر هذه الأغنية بمثابة بيان موسيقي للفرقة، حيث تعبر عن رغبتها في تجاوز حدود موسيقى الميتال التقليدية، واستكشاف آفاق جديدة من الإبداع.
- The New Black: هي الأغنية التي تحمل اسم الألبوم، وتتميز بإيقاعها الثقيل وكلماتها المظلمة التي تتناول موضوع الموت والتحول.
- Wrong Side: تتميز هذه الأغنية بلحنها الحزين وتوزيعها الموسيقي المؤثر، وكلماتها التي تتناول موضوع الندم واليأس.
استقبال الألبوم
حظي “الأسود الجديد” باستقبال جيد من النقاد والمعجبين على حد سواء. أشاد النقاد بتنوع الألبوم الموسيقي، وجودة الإنتاج، وكلماته الساخرة والمثيرة للتفكير. كما أشاد المعجبون بقدرة الفرقة على تقديم موسيقى ممتعة ومثيرة، ولكنها في الوقت نفسه تحمل رسالة عميقة.
اعتبر العديد من النقاد أن “الأسود الجديد” هو أفضل ألبوم لفرقة “سترابينغ يونغ لاد”، وأنه يمثل تتويجًا لمسيرتها الفنية. كما اعتبره البعض علامة فارقة في تاريخ موسيقى الميتال المتطرفة، وأنه أثر على العديد من الفرق الموسيقية الأخرى.
حقق الألبوم نجاحًا تجاريًا جيدًا، حيث تمكن من الدخول إلى قوائم الألبومات الأكثر مبيعًا في العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وأوروبا. كما تم ترشيح الألبوم لجائزة “جونو” (Juno Award) لأفضل ألبوم ميتال لهذا العام.
تأثير الألبوم وإرثه
ترك “الأسود الجديد” تأثيرًا كبيرًا على موسيقى الميتال المتطرفة، حيث ألهم العديد من الفرق الموسيقية الأخرى لتبني أسلوبًا مشابهًا، يجمع بين العنف والفكاهة والسخرية. كما ساهم الألبوم في تعريف جمهور أوسع على موسيقى “سترابينغ يونغ لاد”، وجعلها واحدة من أكثر الفرق الموسيقية تأثيرًا في تاريخ الميتال المتطرفة.
لا يزال “الأسود الجديد” يحظى بشعبية كبيرة بين محبي موسيقى الميتال، ويعتبره الكثيرون تحفة فنية لا تُنسى. لا تزال أغاني الألبوم تُذاع على محطات الراديو المتخصصة في موسيقى الميتال، وتُعرض على مواقع الإنترنت ومنصات البث الموسيقي.
بعد إصدار “الأسود الجديد”، أعلنت فرقة “سترابينغ يونغ لاد” عن توقفها عن النشاط، بسبب رغبة أعضائها في التركيز على مشاريعهم الفردية. ومع ذلك، لا يزال إرث الفرقة الموسيقي حيًا، ولا يزال “الأسود الجديد” يعتبر أحد أهم الألبومات في تاريخ الميتال المتطرفة.
أعضاء الفرقة
- ديفن تاونسند (Devin Townsend): غناء، جيتار، لوحات المفاتيح، إنتاج
- جيب كريست (Gene Hoglan): طبول
- جيد سيمون (Jed Simon): جيتار
- بايرون ستراود (Byron Stroud): جيتار البيس
قائمة الأغاني
- Devour
- Almost Again
- Piledriver
- Antiproduct
- Monument
- Wrong Side
- Meaning of Life
- The New Black
- Fucker
- Far Beyond Metal
- Zodiac
- The Mighty Masturbator
خاتمة
“الأسود الجديد” هو ألبوم فريد ومميز، يجمع بين عناصر مختلفة من موسيقى الميتال المتطرفة، مع لمسة من السخرية والفكاهة السوداء. يعتبر الألبوم تتويجًا لمسيرة فرقة “سترابينغ يونغ لاد” الفنية، ويستحق أن يكون ضمن قائمة أفضل الألبومات في تاريخ الميتال المتطرفة. الألبوم عبارة عن تحفة فنية لا تنسى، ولا يزال تأثيرها يتردد في المشهد الموسيقي حتى اليوم.