نشأتها وتعليمها
ولدت سيندي كوهن وترعرعت في الولايات المتحدة. حصلت على درجة البكالوريوس من جامعة ميشيغان ودرجة الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة تمبل. خلال دراستها، أبدت اهتمامًا مبكرًا بقضايا العدالة الاجتماعية والحقوق المدنية، مما قادها لاحقًا إلى التركيز على قانون الإنترنت والحريات الرقمية.
مسيرتها المهنية
بدأت كوهن مسيرتها المهنية في مجال المحاماة بالعمل في قضايا الحريات المدنية التقليدية، لكنها سرعان ما تحولت إلى التركيز على القضايا المتعلقة بالإنترنت والتكنولوجيا. في التسعينيات، انضمت إلى مؤسسة الحدود الإلكترونية (EFF)، وهي منظمة غير ربحية تدافع عن الحريات المدنية في العالم الرقمي. لعبت دورًا حاسمًا في توسيع نطاق عمل المؤسسة ليشمل قضايا مثل الخصوصية وحرية التعبير والابتكار التكنولوجي.
قضية بيرنشتاين: أحد أبرز إنجازات كوهن هو تمثيلها لدانيال ج. بيرنشتاين، وهو عالم رياضيات رفع دعوى قضائية ضد الحكومة الأمريكية بسبب القيود المفروضة على تصدير برنامجه للتشفير. جادلت كوهن بأن هذه القيود تنتهك التعديل الأول للدستور الأمريكي الذي يحمي حرية التعبير. بعد معركة قانونية طويلة، فاز بيرنشتاين بالقضية، مما أرسى سابقة مهمة لحماية برامج التشفير كشكل من أشكال التعبير المحمي بموجب الدستور.
مؤسسة الحدود الإلكترونية (EFF)
تقود سيندي كوهن مؤسسة الحدود الإلكترونية (EFF) كرئيسة تنفيذية. تحت قيادتها، نمت المؤسسة لتصبح واحدة من أبرز المنظمات المدافعة عن الحريات المدنية الرقمية في العالم. تعمل EFF على مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك:
- حرية التعبير على الإنترنت: تدافع EFF عن حق الأفراد في التعبير عن آرائهم بحرية على الإنترنت، دون تدخل من الحكومات أو الشركات.
- الخصوصية الرقمية: تحارب EFF المراقبة الحكومية والتجارية المفرطة وتسعى لحماية خصوصية المستخدمين على الإنترنت.
- الإصلاح الرقمي: تعمل EFF على إصلاح قوانين حقوق النشر وبراءات الاختراع لتعزيز الابتكار والإبداع.
- الأمن السيبراني: تدعو EFF إلى سياسات أمن سيبراني تحمي الحقوق المدنية وتحافظ على الإنترنت مفتوحًا وآمنًا.
مواقفها وآراؤها
تُعرف سيندي كوهن بمواقفها القوية بشأن مجموعة متنوعة من القضايا المتعلقة بالحقوق الرقمية. إنها من أشد المنتقدين للمراقبة الحكومية الجماعية وتدعو إلى مزيد من الشفافية والمساءلة في استخدام التكنولوجيا من قبل الحكومات ووكالات إنفاذ القانون. كما أنها من المؤيدين المتحمسين لحيادية الإنترنت، وهي المبدأ الذي ينص على أن جميع البيانات على الإنترنت يجب أن تعامل على قدم المساواة، دون تمييز أو حظر.
تؤمن كوهن بأن الإنترنت يجب أن يكون منصة مفتوحة وحرة للجميع، وأن الحكومات والشركات يجب ألا يكون لها سلطة مفرطة في التحكم في المعلومات أو تقييد حرية التعبير. لقد حذرت من مخاطر “الرقابة الخلفية”، حيث تستخدم الشركات الخاصة سلطتها للرقابة على المحتوى أو تقييد الوصول إليه بناءً على اعتبارات سياسية أو تجارية.
جوائز وتكريمات
تقديراً لعملها في مجال الحريات المدنية الرقمية، حصلت سيندي كوهن على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- جائزة Pioneer من مؤسسة الحدود الإلكترونية (EFF).
- جائزة Bill of Rights من الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية (ACLU) في شمال كاليفورنيا.
- تم إدراجها في قائمة “أكثر 100 امرأة نفوذاً في مجال التكنولوجيا” من قبل مجلة فوربس.
تأثيرها وإرثها
لقد كان لسيندي كوهن تأثير كبير على تشكيل المشهد القانوني والسياسي للإنترنت. من خلال عملها في مؤسسة الحدود الإلكترونية وتمثيلها في قضايا بارزة مثل قضية بيرنشتاين، ساهمت في حماية الحريات المدنية الرقمية وتعزيز فهم أعمق لأهمية الخصوصية وحرية التعبير في العصر الرقمي. يُنظر إليها على نطاق واسع كواحدة من أبرز المدافعين عن الحقوق الرقمية في العالم، ومحاضرة متحدثة مطلوبة في المؤتمرات والأحداث المتعلقة بالتكنولوجيا والقانون والسياسة.
مستقبل الحقوق الرقمية: مع استمرار تطور التكنولوجيا، تظل سيندي كوهن ملتزمة بالدفاع عن الحقوق الرقمية وحماية الإنترنت المفتوح. إنها تحذر من التحديات الجديدة التي تواجه الحريات المدنية في العصر الرقمي، مثل انتشار المعلومات المضللة، واستخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض المراقبة، والتهديدات السيبرانية. تدعو إلى اتباع نهج استباقي لحماية الحقوق الرقمية، مع التركيز على التعليم والتوعية والعمل القانوني.
خاتمة
سيندي كوهن شخصية بارزة في مجال الحريات المدنية الرقمية. من خلال عملها كمحامية ورئيسة تنفيذية لمؤسسة الحدود الإلكترونية (EFF)، لعبت دورًا حاسمًا في حماية حرية التعبير والخصوصية والابتكار على الإنترنت. تظل كوهن ملتزمة بالدفاع عن الحقوق الرقمية في مواجهة التحديات الجديدة، وتدعو إلى اتباع نهج استباقي لحماية الإنترنت المفتوح وضمان بقائه منصة حرة ومنصفة للجميع.