الاكتشاف والتسمية
تم اكتشاف حفريات الأنتاركتوبيلتا لأول مرة في جزيرة جيمس روس، وهي جزيرة تقع قبالة شبه الجزيرة القطبية الجنوبية. تم العثور على العينة الأصلية، التي أصبحت الآن بمثابة النمط الشكلي للجنس، في عام 1986 من قبل الجيولوجي الأرجنتيني إدواردو أوليفيرو وعالم الحفريات خوسيه بونابرت. يتكون النمط الشكلي من حوالي 75 قطعة عظمية، بما في ذلك الفقرات والضلوع وعظام الأطراف والعديد من الصفائح الدرعية الصغيرة (القطع المدرعة) التي تغطي الجسم. تم جمع الحفريات من تكوين سانتا مارتا، وهو تكوين جيولوجي يعود إلى المرحلة الكامبانية من العصر الطباشيري المتأخر، أي ما يقرب من 76 إلى 72 مليون سنة مضت.
تم وصف الأنتاركتوبيلتا وتسميته رسميًا في عام 2006 من قبل عالمي الحفريات الأرجنتينيين ليوناردو سالغادو وزاباتا. الاسم العام “أنتاركتوبيلتا” مشتق من كلمة “أنتاركتيكا” للإشارة إلى مكان اكتشاف الحفرية، والكلمة اليونانية “pelta” (πελτη) التي تعني “درع”، وهو مصطلح شائع في أسماء الأنكيلوصورات. الاسم المحدد “oliveroi” يكرم إدواردو أوليفيرو، مكتشف العينة الأصلية.
الوصف
الأنتاركتوبيلتا معروف بشكل غير مكتمل، حيث تم استرداد حوالي 75 قطعة عظمية فقط من الهيكل العظمي. ومع ذلك، فإن هذه العظام كافية لإعطاء فكرة عامة عن مظهر الديناصور. تشير التقديرات إلى أن الأنتاركتوبيلتا كان ديناصورًا متوسط الحجم، حيث بلغ طوله حوالي 3 إلى 4 أمتار (9.8 إلى 13.1 قدم). مثل الأنكيلوصورات الأخرى، كان لديه جسم عريض وثقيل البناء، وأربعة أرجل قوية، وذيل قصير نسبيًا.
الجمجمة: لم يتم العثور على جمجمة كاملة للأنتاركتوبيلتا، ولكن تم العثور على بعض أجزاء الجمجمة. تشير هذه الأجزاء إلى أن الجمجمة كانت مغطاة بدرع عظمي، كما هو الحال في الأنكيلوصورات الأخرى. يبدو أن الأسنان صغيرة وبسيطة، ومناسبة لأكل النباتات.
هيكل عظمي بعد الجمجمة: تشمل العظام الأخرى التي تم العثور عليها فقرات من الرقبة والظهر والذيل. كانت الفقرات قوية ومبنية بشكل جيد، مما يشير إلى أن الأنتاركتوبيلتا كان حيوانًا قويًا. تم العثور أيضًا على بعض الضلوع وعظام الأطراف. كانت عظام الأطراف قصيرة وسميكة، مما يشير إلى أن الأنتاركتوبيلتا كان رباعي الأرجل بطيئًا وثابتًا.
الدرع: السمة المميزة للأنتاركتوبيلتا هي درعه. تم العثور على العديد من الصفائح الدرعية الصغيرة (osteoderms) المرتبطة بالهيكل العظمي. تتراوح هذه الصفائح الدرعية في الحجم والشكل، وتشير إلى أنها كانت تغطي معظم أجزاء الجسم. ربما وفرت الصفائح الدرعية حماية ضد الحيوانات المفترسة.
التصنيف
يعتبر الأنتاركتوبيلتا أنكيلوصورًا، وهي مجموعة من الديناصورات العاشبة المدرعة. داخل الأنكيلوصوريات، يعتبر الأنتاركتوبيلتا عمومًا عضوًا في الأنكيلوصوريا، وهي المجموعة التي تضم الأنكيلوصورات الأكثر تقدمًا. ومع ذلك، فإن العلاقات الدقيقة للأنتاركتوبيلتا داخل الأنكيلوصوريا لا تزال غير واضحة، نظرًا لطبيعته المجزأة.
صنفت دراسة أجريت عام 2021 الأنتاركتوبيلتا على أنه نوودوصوريد.
الأهمية الجيولوجية: وجود الأنتاركتوبيلتا في القارة القطبية الجنوبية له آثار مهمة على فهمنا لتوزيع الديناصورات خلال العصر الطباشيري. خلال هذه الفترة، كانت القارة القطبية الجنوبية جزءًا من قارة عظمى تسمى غندوانا، والتي شملت أيضًا أمريكا الجنوبية وأفريقيا وأستراليا والهند. يشير اكتشاف الأنتاركتوبيلتا إلى أن الأنكيلوصورات كانت منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء غندوانا.
البيئة القديمة
عاش الأنتاركتوبيلتا في بيئة ساحلية خلال العصر الطباشيري المتأخر. كانت جزيرة جيمس روس، حيث تم العثور على الحفريات، تقع بالقرب من خط الاستواء مما هي عليه اليوم. كان المناخ أكثر دفئًا ورطوبة من مناخ القارة القطبية الجنوبية الحديثة. تشمل الديناصورات الأخرى التي عاشت في نفس المنطقة الكريولوفوصور، وهو ديناصور مفترس كبير.
تحديات الدراسة: دراسة حفريات من القارة القطبية الجنوبية تمثل تحديات لوجستية كبيرة. الطقس القاسي والبعد عن المنطقة يجعل التنقيب والاستخراج والنقل من المهام الصعبة والمكلفة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحفريات غالبًا ما تكون مجزأة وغير مكتملة، مما يجعل من الصعب إعادة بناء مظهر وسلوك الديناصور.
البحث المستقبلي: هناك حاجة إلى مزيد من الحفريات للعثور على عينات أكثر اكتمالًا من الأنتاركتوبيلتا. هذا سيسمح للعلماء بفهم أفضل لتشريح هذا الديناصور وعلاقاته التطورية. بالإضافة إلى ذلك، فإن دراسة البيئة القديمة التي عاش فيها الأنتاركتوبيلتا يمكن أن تلقي الضوء على تطور الديناصورات في المناطق ذات المناخات الباردة.
الأهمية العلمية
على الرغم من كونه معروفًا من خلال عينات مجزأة، إلا أن الأنتاركتوبيلتا يمثل إضافة قيمة إلى فهمنا لتنوع الديناصورات خلال العصر الطباشيري المتأخر. وجوده في القارة القطبية الجنوبية يدعم فكرة أن الأنكيلوصورات كانت منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وأنها كانت قادرة على التكيف مع مجموعة متنوعة من البيئات. كما يسلط الضوء على أهمية الاستمرار في استكشاف المناطق النائية مثل القارة القطبية الجنوبية بحثًا عن حفريات جديدة.
خاتمة
الأنتاركتوبيلتا هو ديناصور أنكيلوصوري عاش في القارة القطبية الجنوبية خلال العصر الطباشيري المتأخر. على الرغم من أن الحفريات المكتشفة مجزأة، إلا أنها قدمت معلومات قيمة حول توزيع الديناصورات وتطورها في تلك الفترة. الأنتاركتوبيلتا يمثل تحديًا وفرصة للعلماء لاستكشاف وفهم الحياة القديمة في المناطق النائية من العالم.