<![CDATA[
مقدمة
تعتبر سلسلة الصهارة الثولييتية واحدة من سلسلتين رئيسيتين للصهارة في الصخور النارية تحت القلوية، والسلسلة الأخرى هي السلسلة الكلسية القلوية. تتميز هذه السلسلة بتركيبها الكيميائي الفريد وتكوينها في بيئات جيولوجية متنوعة، مما يجعلها موضوعًا ذا أهمية كبيرة في علم الصخور النارية.
التركيب الكيميائي
تتميز الصهارة الثولييتية بمحتواها العالي نسبيًا من الحديد مقارنة بالصهارة الكلسية القلوية. بالإضافة إلى ذلك، فإنها غالبًا ما تكون فقيرة نسبيًا في الألومينا. تشمل المعادن الرئيسية المكونة للصخور النارية الثولييتية البلاجيوكلاز والبيروكسين والأوليفين، وقد تحتوي أيضًا على كميات صغيرة من الكوارتز أو النفيلين. تعتمد التركيبة المعدنية الدقيقة على درجة تمايز الصهارة.
التصنيف
غالبًا ما يتم تصنيف الصخور النارية الثولييتية باستخدام مخططات TAS (إجمالي القلويات مقابل السيليكا)، والتي تصنف الصخور بناءً على محتواها من القلويات (Na2O + K2O) والسيليكا (SiO2). يمكن أيضًا تصنيفها بناءً على محتواها من المعادن، مثل نسبة البلاجيوكلاز إلى البيروكسين.
- البازلت الثولييتي: هو النوع الأكثر شيوعًا من الصخور الثولييتية، ويتميز بمحتواه العالي من البلاجيوكلاز والبيروكسين.
- الأنديزيت الثولييتي: أقل شيوعًا من البازلت الثولييتي، ويحتوي على نسبة أعلى من السيليكا.
- الريوليت الثولييتي: هو النوع الأقل شيوعًا، ويحتوي على أعلى نسبة من السيليكا.
التكوين والبيئات الجيولوجية
تتشكل الصهارة الثولييتية في مجموعة متنوعة من البيئات الجيولوجية، بما في ذلك:
- تلال وسط المحيط: حيث تتشكل قشرة محيطية جديدة. يعتبر البازلت الثولييتي المكون الرئيسي لقشرة المحيط.
- أقواس الجزر: المرتبطة بمناطق الاندساس. هنا، يمكن أن تنتج الصهارة الثولييتية عن طريق انصهار الوشاح فوق منطقة الاندساس.
- النقاط الساخنة: مثل جزر هاواي، حيث ترتفع أعمدة الوشاح الساخن إلى السطح.
- السهول الفيضية البازلتية: هي مناطق واسعة مغطاة بتدفقات بازلتية متكررة، مثل هضبة الدكن في الهند وهضبة كولومبيا ريفر في الولايات المتحدة.
إن فهم البيئة الجيولوجية التي تشكلت فيها الصهارة الثولييتية يمكن أن يوفر رؤى قيمة حول العمليات التكتونية والجيوديناميكية التي شكلت الأرض.
العمليات الصهارية
تخضع الصهارة الثولييتية لسلسلة من العمليات الصهارية أثناء صعودها وبرودتها، بما في ذلك:
- التبلور الجزئي: حيث تتبلور بعض المعادن من الصهارة قبل غيرها، مما يغير التركيب الكيميائي للصهارة المتبقية.
- الاندماج الجزئي: حيث ينصهر جزء فقط من صخرة المصدر، مما ينتج عنه صهارة بتركيب مختلف عن الصخرة الأصلية.
- التلوث القشري: حيث تتفاعل الصهارة مع الصخور المحيطة، مما يغير تركيبها.
- اختلاط الصهارة: حيث تختلط صهارتان أو أكثر بتركيبات مختلفة، مما ينتج عنه صهارة بتركيب وسيط.
تؤثر هذه العمليات على التركيب النهائي للصخور النارية الثولييتية.
الأهمية الاقتصادية
قد تكون الصخور الثولييتية مرتبطة ببعض الرواسب المعدنية، بما في ذلك:
- رواسب الكبريتيد الضخمة البركانية النشأة (VMS): والتي تتشكل من خلال ترسب المعادن من السوائل الحرارية المائية المرتبطة بالنشاط البركاني.
- رواسب النيكل والنحاس والبلاتين: التي يمكن أن تتشكل في الصخور النارية المتداخلة المرتبطة بالصهارة الثولييتية.
- الحديد الخام: يمكن العثور على بعض رواسب الحديد الخام في التكوينات الحديدية الشريطية المرتبطة بالنشاط البركاني القديم.
وبالتالي، فإن فهم العمليات الجيولوجية التي تؤدي إلى تكوين الصخور الثولييتية يمكن أن يكون له آثار اقتصادية كبيرة.
التحول
يمكن أن تخضع الصخور الثولييتية للتحول تحت تأثير الحرارة والضغط. تشمل معادن التحول الشائعة الأكتينوليت والكلوريت والإبيدوت. يمكن أن يؤدي التحول إلى تغيير التركيب المعدني والنسيج الأصلي للصخور.
استخداماتها
تستخدم الصخور الثولييتية في العديد من التطبيقات، بما في ذلك:
- مواد البناء: يستخدم البازلت الثولييتي على نطاق واسع في البناء، خاصة في الطرق والأساسات.
- الركام: يستخدم البازلت الثولييتي كمادة ركام للخرسانة والأسفلت.
- الزينة: يمكن استخدام بعض الصخور الثولييتية ذات الألوان والنقوش الجذابة في الزينة.
أمثلة على الصخور الثولييتية
تشمل بعض الأمثلة البارزة على الصخور الثولييتية:
- بازلت تلال وسط المحيط: المكون الرئيسي للقشرة المحيطية.
- بازلت هضبة كولومبيا ريفر: سهل فيضي بازلتي واسع النطاق في شمال غرب الولايات المتحدة.
- بازلت هضبة الدكن: سهل فيضي بازلتي واسع النطاق في الهند.
- صخور جزر هاواي البركانية: تتكون في الغالب من البازلت الثولييتي.
أهمية دراسة الصخور الثولييتية
تكمن أهمية دراسة الصخور الثولييتية في عدة جوانب:
- فهم العمليات الجيولوجية: تساعد دراسة الصخور الثولييتية على فهم العمليات الجيولوجية التي تشكل الأرض، مثل تكتونية الصفائح والنشاط البركاني.
- تكوين القشرة الأرضية: تلعب الصخور الثولييتية دورًا حاسمًا في تكوين القشرة الأرضية، خاصة القشرة المحيطية.
- تطور الوشاح: توفر الصخور الثولييتية معلومات حول تركيب وتطور الوشاح الأرضي.
- الاستكشاف المعدني: تساعد دراسة الصخور الثولييتية في تحديد المناطق التي قد تحتوي على رواسب معدنية قيمة.
- النشاط البركاني: فهم أنواع الصهارة الثولييتية يساعد في تقييم المخاطر المتعلقة بالنشاط البركاني في مناطق معينة.
خاتمة
تعتبر سلسلة الصهارة الثولييتية جزءًا هامًا من فهمنا لتكوين وتطور الأرض. من خلال دراسة تركيبها وتكوينها وبيئاتها الجيولوجية، يمكننا الحصول على رؤى قيمة حول العمليات الجيولوجية التي تشكل كوكبنا. إن فهم هذه السلسلة الصهارية له آثار كبيرة في مجالات مثل علم الصخور النارية، وعلم البراكين، والاستكشاف المعدني، وفهم العمليات الجيوديناميكية.