<![CDATA[
مقدمة
توماس وورثينغتون، دكتوراه في اللاهوت (1549 في بلينسكوف هول، بالقرب من ويغان، لانكشاير – ربما 1627، في بيدولف هول، ستافوردشاير) كان شخصية بارزة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا خلال فترة الإصلاح. اشتهر بكونه كاهنًا كاثوليكيًا إنجليزيًا تحول إلى يسوعي، ورئيسًا لكلية دواي، وداعمًا قويًا للقضية الكاثوليكية في المنفى. لعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الإيمان الكاثوليكي وتوفير التعليم للشباب الإنجليز الكاثوليك خلال فترة الاضطهاد الديني.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد توماس وورثينغتون في عام 1549 في بلينسكوف هول، وهي ملكية تقع بالقرب من ويغان في مقاطعة لانكشاير الإنجليزية. تلقى تعليمه المبكر في المنزل، على الأرجح على يد مدرسين خاصين، كما كان شائعًا في العائلات الكاثوليكية الثرية في ذلك الوقت. في وقت مبكر من حياته، أظهر علامات التفوق الفكري والتقوى الدينية، مما جعله مرشحًا مثاليًا للحياة الكهنوتية.
في سن مبكرة، أُرسل إلى القارة لمتابعة تعليمه، حيث كانت الفرص المتاحة للكاثوليك في إنجلترا محدودة بسبب القوانين المعادية للكاثوليكية. التحق بكلية دواي، وهي مؤسسة تأسست في عام 1568 في دواي (الآن في فرنسا) خصيصًا لتعليم وتدريب الكهنة الإنجليز للخدمة في إنجلترا. كانت كلية دواي مركزًا مهمًا للحفاظ على الإيمان الكاثوليكي وتوفير التعليم للشباب الإنجليز الكاثوليك الذين لم يتمكنوا من الحصول عليه في وطنهم.
درس وورثينغتون اللاهوت والفلسفة والقانون الكنسي في دواي، وسرعان ما برز كطالب متميز. أظهر تفانيًا كبيرًا في دراسته والتزامًا قويًا بالإيمان الكاثوليكي. حصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت وأصبح شخصية محترمة داخل الكلية.
دخوله الرهبنة اليسوعية
في عام 1577، اتخذ توماس وورثينغتون قرارًا مهمًا بدخول الرهبنة اليسوعية، وهي جماعة دينية معروفة بتفانيها في التعليم والعمل التبشيري. كان هذا القرار علامة على التزامه العميق بالإيمان الكاثوليكي ورغبته في تكريس حياته لخدمة الكنيسة.
بعد دخوله الرهبنة اليسوعية، خضع وورثينغتون لبرنامج صارم من التدريب والتكوين الروحي. درس اللاهوت والفلسفة والروحانية اليسوعية، وتعلم كيفية تطبيق مبادئ الرهبنة اليسوعية في حياته وعمله. تعهد بالفقر والعفة والطاعة، والتزم بخدمة الكنيسة الكاثوليكية تحت قيادة البابا.
أدى دخوله الرهبنة اليسوعية إلى تعزيز التزامه بالقضية الكاثوليكية ومنحه منصة أقوى للدفاع عن الإيمان وتوفير التعليم للشباب الإنجليز الكاثوليك.
رئاسته لكلية دواي
في عام 1599، عُين توماس وورثينغتون رئيسًا لكلية دواي، وهو منصب كان له أهمية كبيرة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا. كانت كلية دواي مركزًا حيويًا لتدريب الكهنة الإنجليز وإعدادهم للخدمة السرية في إنجلترا، حيث كانت الكاثوليكية محظورة بموجب القانون.
خلال فترة رئاسته، واجه وورثينغتون العديد من التحديات، بما في ذلك الضغوط المالية والصعوبات في الحفاظ على أمن الكلية. ومع ذلك، تمكن من قيادة الكلية بنجاح وتوسيع برامجها التعليمية. أشرف على تدريب مئات الكهنة الذين ذهبوا للخدمة في إنجلترا، وقدم الدعم الروحي والمادي للكاثوليك الإنجليز الذين عانوا من الاضطهاد.
كان وورثينغتون أيضًا كاتبًا غزير الإنتاج وداعية قويًا للقضية الكاثوليكية. كتب العديد من الكتب والكتيبات التي دافعت عن الإيمان الكاثوليكي وهاجمت الإصلاح البروتستانتي. كان عمله له تأثير كبير على الرأي العام في إنجلترا وساعد في الحفاظ على الإيمان الكاثوليكي في البلاد.
بصفته رئيسًا لكلية دواي، لعب وورثينغتون دورًا حاسمًا في الحفاظ على الإيمان الكاثوليكي وتوفير التعليم للشباب الإنجليز الكاثوليك خلال فترة الاضطهاد الديني. كان قائدًا مؤثرًا وداعمًا قويًا للقضية الكاثوليكية في المنفى.
دوره في الجدال حول قسم الولاء
شارك توماس وورثينغتون بشكل كبير في الجدل حول قسم الولاء في أوائل القرن السابع عشر. كان قسم الولاء مطلبًا قانونيًا جديدًا فرضه الملك جيمس الأول ملك إنجلترا على الكاثوليك الإنجليز بعد مؤامرة البارود عام 1605. كان الهدف الظاهري للقسم هو إعلان الولاء للملك وإنكار السلطة الزمنية للبابا، لكنه تضمن صيغًا دقيقة اعتبرها العديد من الكاثوليك تتعارض مع إيمانهم.
عارض وورثينغتون بشدة قسم الولاء، بحجة أنه ينتهك حرية الضمير ويتعارض مع التعاليم الكاثوليكية. كتب العديد من الكتب والكتيبات التي انتقدت القسم ودعت الكاثوليك إلى رفضه. كان يعتقد أن القسم كان محاولة لتقويض السلطة الروحية للبابا وإجبار الكاثوليك على التخلي عن إيمانهم.
أثار معارضة وورثينغتون للقسم جدلاً كبيرًا بين الكاثوليك الإنجليز. جادل البعض بأنه من الضروري إظهار الولاء للملك من أجل تجنب المزيد من الاضطهاد، بينما أيد آخرون موقف وورثينغتون ورفضوا القسم. أدى الجدل إلى انقسام عميق بين الكاثوليك الإنجليز وأضعف القضية الكاثوليكية في البلاد.
على الرغم من الجدل، ظل وورثينغتون ثابتًا في معارضته للقسم. كان يعتقد أن من واجبه الدفاع عن الإيمان الكاثوليكي وحماية الكاثوليك الإنجليز من الاضطهاد الديني. لعب دوره في الجدل حول قسم الولاء دورًا مهمًا في تشكيل مسار الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا.
سنواته الأخيرة ووفاته
بعد فترة طويلة من الخدمة كرئيس لكلية دواي، تقاعد توماس وورثينغتون من منصبه وعاش في عزلة نسبية خلال سنواته الأخيرة. ومع ذلك، استمر في الكتابة والدفاع عن القضية الكاثوليكية.
تشير بعض المصادر إلى أنه توفي عام 1627 في بيدولف هول، ستافوردشاير، على الرغم من أن تفاصيل وفاته غير مؤكدة. بغض النظر عن الظروف الدقيقة لوفاته، فقد ترك وراءه إرثًا كبيرًا كرجل دين متعلم ومدافع قوي عن الإيمان الكاثوليكي في إنجلترا.
إرثه
كان لتوماس وورثينغتون تأثير كبير على تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا. بصفته رئيسًا لكلية دواي، أشرف على تدريب مئات الكهنة الذين ذهبوا للخدمة في إنجلترا، وقدم الدعم الروحي والمادي للكاثوليك الإنجليز الذين عانوا من الاضطهاد. كان أيضًا كاتبًا غزير الإنتاج وداعية قويًا للقضية الكاثوليكية، ولعب دورًا مهمًا في الجدل حول قسم الولاء.
يُنظر إلى وورثينغتون على نطاق واسع على أنه شخصية مهمة في تاريخ الكاثوليكية الإنجليزية. كان مدافعًا قويًا عن الإيمان الكاثوليكي وقائدًا مخلصًا لشعبه. تظل أعماله وكتاباته مصدر إلهام للكاثوليك في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
كان توماس وورثينغتون شخصية بارزة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا خلال فترة الإصلاح. بصفته كاهنًا كاثوليكيًا إنجليزيًا تحول إلى يسوعي، ورئيسًا لكلية دواي، وداعمًا قويًا للقضية الكاثوليكية في المنفى، لعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الإيمان الكاثوليكي وتوفير التعليم للشباب الإنجليز الكاثوليك خلال فترة الاضطهاد الديني. تظل حياته وعمله بمثابة شهادة على قوة الإيمان وأهمية الدفاع عن الحقيقة.