نشأته وتعليمه
ولد يعقوب بيري في تل أبيب عام 1944، ونشأ في عائلة متواضعة. التحق بالجيش الإسرائيلي عام 1962، وخدم في وحدة المظليين. بعد تسريحه من الجيش، درس العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، وحصل على درجة البكالوريوس. لاحقًا، حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد.
مسيرته المهنية في الشاباك
انضم يعقوب بيري إلى جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) في عام 1966، وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسًا للجهاز في عام 1988. خلال فترة رئاسته، واجه الشاباك تحديات كبيرة، بما في ذلك الانتفاضة الفلسطينية الأولى وتصاعد العمليات الإرهابية. يُنسب إلى بيري الفضل في تطوير أساليب جديدة لمكافحة الإرهاب، وتحسين التعاون بين الشاباك والأجهزة الأمنية الأخرى.
من أبرز إنجازات بيري خلال فترة رئاسته للشاباك:
- تطوير استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب، تعتمد على جمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها بشكل دقيق.
- تحسين التعاون بين الشاباك والأجهزة الأمنية الأخرى، مثل الجيش والشرطة.
- تجنيد عملاء جدد من داخل المجتمع الفلسطيني، مما ساهم في الحصول على معلومات استخباراتية قيمة.
- إحباط العديد من العمليات الإرهابية قبل وقوعها.
ترك يعقوب بيري الشاباك في عام 1994، بعد أن أمضى 28 عامًا في الخدمة.
مسيرته في مجال الأعمال
بعد تركه الشاباك، دخل يعقوب بيري عالم الأعمال، وشغل مناصب قيادية في العديد من الشركات الكبرى. شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة “ميفدا” للاتصالات، وهي شركة اتصالات إسرائيلية رائدة. كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة بنك “مزراحي تفاهوت”، وهو أحد أكبر البنوك في إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، شغل بيري مناصب في مجالس إدارة العديد من الشركات الأخرى، بما في ذلك شركات في مجالات التكنولوجيا والطاقة والعقارات. يُعتبر بيري رجل أعمال ناجحًا، وله خبرة واسعة في إدارة الشركات الكبرى.
دخوله المعترك السياسي
في عام 2013، دخل يعقوب بيري المعترك السياسي، وانضم إلى حزب “يش عتيد” برئاسة يائير لابيد. تم انتخابه عضوًا في الكنيست في انتخابات عام 2013، وشغل منصب وزير العلوم والتكنولوجيا في حكومة بنيامين نتنياهو الثالثة.
خلال فترة توليه منصب وزير العلوم والتكنولوجيا، عمل بيري على تعزيز البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في إسرائيل. أطلق العديد من المبادرات الجديدة لدعم الباحثين والعلماء الإسرائيليين، وتشجيع الابتكار والإبداع.
استقال يعقوب بيري من منصبه كوزير للعلوم والتكنولوجيا في عام 2014، بعد خلافات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول قضايا تتعلق بالأمن القومي. بقي عضوًا في الكنيست حتى عام 2015، عندما قرر عدم الترشح للانتخابات مرة أخرى.
مواقفه وآراؤه السياسية
يعتبر يعقوب بيري من الشخصيات المعتدلة في السياسة الإسرائيلية. يدعم حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويعتقد أن المفاوضات المباشرة بين الطرفين هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام.
كما يدعم بيري الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، ويعتقد أن الحكومة يجب أن تلعب دورًا أكبر في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، مثل التعليم والصحة. يدعو إلى تحقيق المساواة بين جميع المواطنين الإسرائيليين، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس.
يعارض بيري بشدة العنف والإرهاب، ويعتقد أن إسرائيل يجب أن تتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية أمنها ومواطنيها. ومع ذلك، يؤكد على أهمية احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي في مكافحة الإرهاب.
الجدل والانتقادات
على الرغم من مسيرته المهنية الطويلة والمثيرة للإعجاب، تعرض يعقوب بيري لبعض الجدل والانتقادات. في عام 2013، تم الكشف عن أنه كان على علم بقضية فساد تورط فيها أحد كبار المسؤولين في الشاباك، ولكنه لم يبلغ السلطات عنها. نفى بيري ارتكاب أي مخالفات، وقال إنه تصرف وفقًا للقانون.
كما تعرض بيري لانتقادات بسبب تصريحات أدلى بها حول القضية الفلسطينية. اتهمه البعض بالتحيز ضد الفلسطينيين، بينما دافع آخرون عنه، قائلين إنه يعبر عن رأيه بصراحة وصدق.
حياته الشخصية
يعقوب بيري متزوج وأب لثلاثة أطفال. يعيش في تل أبيب.
الجوائز والتكريمات
حصل يعقوب بيري على العديد من الجوائز والتكريمات، تقديرًا لمساهماته في الأمن القومي الإسرائيلي والاقتصاد الإسرائيلي. من بين الجوائز التي حصل عليها:
- جائزة إسرائيل للأمن (1994)
- جائزة رجل الأعمال المتميز (2000)
- الدكتوراه الفخرية من جامعة تل أبيب (2010)
خاتمة
يعقوب بيري شخصية بارزة في المشهد الأمني والسياسي الإسرائيلي. شغل منصب رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، وعضو في الكنيست، ووزيرًا للعلوم والتكنولوجيا. يُعتبر بيري رجل أعمال ناجحًا، وله خبرة واسعة في إدارة الشركات الكبرى. على الرغم من تعرضه لبعض الجدل والانتقادات، يُعتبر بيري شخصية محترمة ومؤثرة في إسرائيل.