نشأتها وبداياتها
ولدت هاركيرتان كور في عام 1930 في أمريتسار، البنجاب، الهند البريطانية (الآن البنجاب، الهند). بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث عملت كممثلة طفلة في الأفلام البنجابية. سرعان ما لفتت انتباه صناع السينما الهندية، وانتقلت إلى مومباي (بومباي سابقًا) في أواخر الأربعينيات لمتابعة حلمها في أن تصبح ممثلة.
اسمها الفني “جيتا بالي” كان من اختيارها، وسرعان ما بدأت في الحصول على أدوار صغيرة في الأفلام. كانت بدايتها الحقيقية مع فيلم “سهيلي” (1947)، حيث لعبت دورًا ثانويًا ولكنه لفت الأنظار. هذا الدور فتح لها الأبواب لأدوار أكبر وأكثر أهمية.
مسيرتها الفنية وتألقها
شهدت الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ذروة مسيرة جيتا بالي الفنية. ظهرت في أكثر من 70 فيلمًا، وعملت مع كبار المخرجين والممثلين في ذلك العصر. تنوعت أدوارها بين الكوميديا والدراما والرومانسية، وأثبتت قدرتها على التكيف مع مختلف الشخصيات.
من أبرز أفلامها:
- بازي (Baazi): فيلم جريمة وتشويق من عام 1951، أخرجهGuru Dutt ويعتبر من كلاسيكيات السينما الهندية. لعبت جيتا بالي دور راقصة في ملهى ليلي، وأظهرت موهبتها في الرقص والتمثيل الدرامي.
- جالباز (Jaalbaz): فيلم درامي اجتماعي من عام 1952، تناول قضايا الفقر والجريمة. قدمت جيتا بالي أداءً قويًا ومؤثرًا في دور امرأة تعاني من الظروف الصعبة.
- فانتوش (Funtoosh): فيلم كوميدي رومانسي من عام 1956، حقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر. أظهرت جيتا بالي جانبها الكوميدي وأثبتت قدرتها على إضحاك الجمهور.
- كافتا (Kavita): فيلم درامي من عام 1960، تناول قصة حب معقدة. قدمت جيتا بالي أداءً مؤثرًا في دور امرأة تواجه تحديات كبيرة في حياتها العاطفية.
- مستر كارتون إم. إيه. (Mr. Cartoon M.A.): فيلم كوميدي من عام 1958.
- تيسري مانزيل (Teesri Manzil): فيلم إثارة وتشويق من عام 1966، صدر بعد وفاتها وحقق نجاحًا كبيرًا.
لم تقتصر موهبة جيتا بالي على التمثيل فحسب، بل كانت أيضًا راقصة بارعة. قدمت العديد من العروض الراقصة في أفلامها، وأبهرت الجمهور بمهاراتها وحركاتها الرشيقة. كانت تعتبر رمزًا للجمال والأناقة، وأثرت في العديد من النساء في ذلك العصر.
حياتها الشخصية وزواجها من شامي كابور
تزوجت جيتا بالي من الممثل الشهير شامي كابور في عام 1955. كان زواجهما مفاجئًا للجميع، حيث تم في حفل خاص وسري. كانا قد التقيا أثناء تصوير فيلم “رانجين راتين” (1956)، ونشأت بينهما قصة حب قوية.
أنجبت جيتا بالي وشامي كابور طفلين: ابن اسمه أديتيا راج كابور وابنة اسمها كانشان كابور. كان زواجهما سعيدًا ومليئًا بالحب والتفاهم، ويعتبر من أشهر قصص الحب في السينما الهندية.
وفاتها المفاجئة وتأثيرها
توفيت جيتا بالي بشكل مفاجئ في 21 يناير 1965، عن عمر يناهز 34 عامًا، بسبب إصابتها بمرض الجدري. صدم خبر وفاتها الوسط الفني والجمهور، وخيم الحزن على الجميع.
على الرغم من وفاتها المبكرة، تركت جيتا بالي بصمة لا تُنسى في السينما الهندية. تُعتبر واحدة من أعظم الممثلات في تاريخ السينما الهندية، وما زالت أفلامها تُشاهد وتُستمتع بها حتى اليوم. أثرت في العديد من الممثلات الشابات، وتعتبر مثالًا يحتذى به في الإبداع والاحتراف.
إرثها وتكريمها
بعد وفاتها، تم تكريم جيتا بالي بالعديد من الجوائز والأوسمة. تم تسمية العديد من المؤسسات والشوارع باسمها تكريمًا لذكراها وإسهاماتها في السينما الهندية. وما زالت ذكراها حية في قلوب محبيها وعشاق السينما.
أفلام جيتا بالي مستمرة في إلهام الأجيال الجديدة من الممثلين والمخرجين. إنها رمز للأناقة والجمال والموهبة، وستظل دائمًا جزءًا لا يتجزأ من تاريخ السينما الهندية.
خاتمة
كانت جيتا بالي ممثلة هندية موهوبة ومتعددة الاستخدامات، تركت بصمة لا تُمحى في السينما الهندية. بفضل جمالها الطبيعي وعفويتها وقدرتها على تجسيد مجموعة واسعة من الأدوار، أصبحت واحدة من أكثر الممثلات المحبوبات والمحترمات في عصرها. على الرغم من وفاتها المبكرة، إلا أن إرثها يستمر في إلهام الأجيال القادمة من الممثلين والمخرجين.