حياته المبكرة واعتناقه المذهب السبتي
ولد جون نيفينز أندروز في بولسبريدج، ولاية مين، في 22 يوليو 1829. تلقى تعليمه المبكر في المنزل، وأظهر اهتمامًا مبكرًا بالدراسة. اعتنقت عائلته تعاليم وليام ميلر في عام 1840، وكان جون مقتنعًا تمامًا بصحة هذه الرسالة. بعد خيبة الأمل الكبرى عام 1844، ظل جون وعائلته ثابتين في إيمانهم، وسرعان ما انضموا إلى مجموعة المؤمنين السبتيين الذين كانوا يظهرون.
في سبتمبر 1849، التقى أندروز بجيمس وايت وإلين جي وايت، وساعدهم في عملهم. بدأ يكرس نفسه للدراسة المتعمقة للكتاب المقدس، وسرعان ما أصبح مساهمًا منتظمًا في منشورات السبتيين. في عام 1850، بدأ أندروز التبشير وتكريس نفسه لخدمة الكنيسة.
خدمته في الكنيسة السبتية
تم ترشيح أندروز للخدمة في عام 1853، وسرعان ما أصبح شخصية قيادية في الكنيسة السبتية. كان مدافعًا قويًا عن تعاليم الكنيسة، وكتب العديد من المقالات والكتب التي تشرح وتدافع عن معتقدات السبتيين. كان أيضًا مدافعًا قويًا عن الإصلاح الصحي، وشجع أعضاء الكنيسة على تبني أسلوب حياة صحي.
تشمل إسهاماته البارزة في الكنيسة السبتية:
- الكتابة والنشر: كان أندروز كاتبًا غزير الإنتاج، حيث كتب العديد من المقالات والكتب حول مجموعة متنوعة من الموضوعات، بما في ذلك اللاهوت والتاريخ والنبوءات. تشمل أعماله البارزة “تاريخ السبت” و”ثلاثة رسائل من الملائكة”.
- العمل الرائد في أوروبا: في عام 1874، أرسلته الكنيسة السبتية كمبشر إلى أوروبا، ليصبح أول مبشر رسمي للكنيسة في الخارج. أسس دار نشر في سويسرا وأشرف على العمل التبشيري في جميع أنحاء أوروبا.
- الدفاع عن الحقائق الكتابية: دافع أندروز بقوة عن تعاليم الكتاب المقدس، وخاصة فيما يتعلق بالسبت والناموس. كان مدافعًا قويًا عن الحقيقة الكتابية في وجه المعارضة.
- الإدارة والقيادة: لعب أندروز دورًا قياديًا في الكنيسة السبتية، حيث شغل مناصب مختلفة في الإدارة والمجالس. ساعد في تنظيم وتوحيد الكنيسة في سنواتها الأولى.
عمله التبشيري في أوروبا
في عام 1874، أرسلته الكنيسة السبتية كمبشر إلى أوروبا. كان هذا قرارًا جريئًا من جانب الكنيسة، حيث لم يكن لديها سوى عدد قليل من الأعضاء في أوروبا في ذلك الوقت. وصل أندروز إلى سويسرا مع ابنه وابنته، وسرعان ما بدأ العمل في تأسيس وجود للكنيسة في أوروبا. أسس دار نشر في سويسرا وأشرف على العمل التبشيري في جميع أنحاء أوروبا. لقد واجه العديد من التحديات في أوروبا، بما في ذلك الاختلافات اللغوية والثقافية، والمعارضة الدينية. ومع ذلك، فقد كان قادرًا على التغلب على هذه التحديات ورؤية الكنيسة تنمو وتزدهر في أوروبا.
قضى أندروز السنوات التسع الأخيرة من حياته في أوروبا، حيث كرس نفسه لخدمة الكنيسة. توفي في بازل، سويسرا، في 21 أكتوبر 1883، عن عمر يناهز 54 عامًا. تركت وفاته خسارة كبيرة للكنيسة السبتية، ولكن إرثه لا يزال يلهم السبتيين في جميع أنحاء العالم حتى اليوم.
إرثه
يُذكر جون نيفينز أندروز باعتباره أحد أهم الشخصيات في تاريخ الكنيسة السبتية. كان عالمًا لاهوتيًا لامعًا، وكاتبًا غزير الإنتاج، وقائدًا فعالًا. لقد ساهم بشكل كبير في نمو الكنيسة السبتية وتطويرها، وإرثه لا يزال يلهم السبتيين في جميع أنحاء العالم.
تشمل جوانب إرثه الدائم ما يلي:
- مساهماته اللاهوتية: كان أندروز عالمًا لاهوتيًا بارعًا، حيث قدم مساهمات كبيرة في فهم الكتاب المقدس وعقائد الكنيسة السبتية. ساعدت كتاباته في تشكيل اللاهوت السبتي المبكر.
- العمل التبشيري الرائد: بصفته أول مبشر رسمي للكنيسة السبتية في الخارج، مهد أندروز الطريق للعمل التبشيري العالمي للكنيسة. لقد أظهر الشجاعة والرؤية في نشر رسالة السبتيين في أوروبا.
- مثاله في التفاني والخدمة: كرس أندروز حياته لخدمة الله والكنيسة السبتية. لقد كان مثالًا للمؤمنين في التفاني والعمل الجاد والإخلاص للحق الكتابي.
حياته الشخصية
تزوج جون نيفينز أندروز من أنجيلين ستيفنز في عام 1856. أنجبا ثلاثة أطفال: تشارلز م. أندروز، وماري أندروز، وجون إن. أندروز جونيور توفيت زوجته أنجيلين في عام 1872. كان أندروز رجلاً عائليًا ملتزمًا، وكان حريصًا على توفير بيئة محبة وداعمة لأطفاله. على الرغم من التحديات التي واجهها، حافظ على إيمان قوي وكان مثالًا لأولاده.
خاتمة
كان جون نيفينز أندروز شخصية بارزة في تاريخ الكنيسة السبتية. بصفته قسًا، وعالمًا، وكاتبًا، ومبشرًا، قدم مساهمات كبيرة في نمو وتطور الكنيسة. لقد كرس حياته لخدمة الله، وإرثه لا يزال يلهم السبتيين في جميع أنحاء العالم حتى اليوم. سيظل أندروز في الذاكرة كواحد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ الكنيسة السبتية.