مقدمة
هيبتاستورنيس (Heptasteornis) هو الاسم الذي أُطلق على جنس ديناصورات الألفاريز صوريدات (Alvarezsauridae) المحتمل أن يكون مشكوكًا فيه، والذي يعود إلى العصر الطباشيري المتأخر. النوع النمطي (والوحيد المعروف) هو Heptasteornis andrewsi.
الاكتشاف والتصنيف
تم اكتشاف بقايا هيبتاستورنيس في رومانيا، في تكوين هاك (Hațeg Formation)، الذي يعود تاريخه إلى فترة الماسترخي (Maastrichtian) المتأخرة، أي منذ حوالي 72-66 مليون سنة. يتكونholotype BMNH A.1234 من عظم فخذ جزئي. تم وصفه في الأصل بواسطة بارون فرانز نوبكسا في عام 1915 على أنه طائر جارح كبير، وأطلق عليه اسم Ornithomimus andrewsi. في عام 1929، أعاد نوبكسا تصنيف العينة، واعتبرها تمثل ديناصورًا ثيروبوديًا (Theropoda) مختلفًا، وأنشأ له جنسًا جديدًا، وهو هيبتاستورنيس.
مع مرور الوقت، تم اقتراح العديد من التصنيفات المختلفة لهيبتاستورنيس. في عام 1930، اقترح نوبكسا نفسه أن يكون مرتبطًا بالثيروبودات العملاقة مثل ميغالوصور (Megalosaurus) أو أفيروسبونديلس (Aviatyrannis). في عام 1933، اقترح نوبكسا أيضًا أنه قد يكون سينثارسوس (Syntarsus). ومع ذلك، في عام 1934، اعتبر نوبكسا أنه من المحتمل أن يكون كوريلوفوصور (Coelurosaur). بعد فترة طويلة من عدم الاهتمام، قام جورجي جريغوريسكو بتحليل العينة في عام 1984، واقترح أنها تمثل جنسًا منفصلاً من الطيور الجارحة، وأعاد تسميته ليصبح Bradycneme draculae. لاحقًا، تم اعتبار كلا الجنسين (هيبتاستورنيس وبراديكنيمي) على أنهما ليسا من الطيور، ولكنهما ينتميان إلى ديناصورات الألفاريز صوريدات.
على الرغم من هذه التقييمات، لا يزال وضع هيبتاستورنيس مثيرًا للجدل. يعتبر العديد من الباحثين أن العينة مجرد قطعة عظمية غير قابلة للتحديد، أو أنها تمثل ديناصورًا ألفاريز صوريديًا (Alvarezsauridae) معروفًا بالفعل. يرى البعض الآخر أنه جنس صالح ومتميز.
علم التشريح
بسبب الطبيعة المجزأة لبقايا هيبتاستورنيس، من الصعب تحديد خصائصه التشريحية بدقة. ومع ذلك، يمكن استخلاص بعض الملاحظات بناءً على عظم الفخذ الأحفوري الوحيد المعروف:
- الحجم: تشير التقديرات إلى أن هيبتاستورنيس كان ديناصورًا صغيرًا نسبيًا، ربما كان طوله حوالي 1.5 إلى 2 متر.
- عظم الفخذ: يتميز عظم الفخذ بكونه نحيفًا ومستقيمًا نسبيًا، مما يشير إلى أنه كان حيوانًا رشيقًا وسريع الحركة.
- الخصائص الأخرى: بسبب نقص المواد الأحفورية، من الصعب تحديد أي خصائص تشريحية أخرى مميزة لهيبتاستورنيس.
علم الأحياء القديمة
نظرًا لغموض التصنيف، فإن فهم علم الأحياء القديمة لهيبتاستورنيس محدود للغاية. ومع ذلك، يمكن استخلاص بعض الاستنتاجات بناءً على وضعه التصنيفي المحتمل كألفاريز صوريدي:
- النظام الغذائي: يُعتقد أن الألفاريز صوريدات كانت حيوانات آكلة للحشرات بشكل أساسي، تعتمد على الحشرات واللافقاريات الصغيرة الأخرى كمصدر للغذاء.
- الموطن: من المحتمل أن هيبتاستورنيس كان يعيش في بيئات الغابات أو السهول الفيضية في رومانيا خلال العصر الطباشيري المتأخر.
- السلوك: من المحتمل أن يكون هيبتاستورنيس حيوانًا نشطًا ونهاريًا، يستخدم سرعته وخفة حركته للبحث عن الطعام والهروب من الحيوانات المفترسة.
الأهمية الأحفورية
تكمن أهمية هيبتاستورنيس في أنه يمثل جزءًا من التنوع الأحفوري الغني للعصر الطباشيري المتأخر في أوروبا. على الرغم من أن وضعه التصنيفي لا يزال غير مؤكد، إلا أنه يسلط الضوء على تعقيد العلاقات التطورية بين الديناصورات والأصول المبكرة للطيور.
تساهم دراسة هيبتاستورنيس، حتى مع وجود بقايا أحفورية قليلة، في فهمنا لتطور الألفاريز صوريدات وانتشارها الجغرافي خلال العصر الطباشيري. كما أنه يذكرنا بأهمية الحفاظ على المواقع الأحفورية وحماية الاكتشافات الجديدة المحتملة.
التحديات في البحث
يشكل البحث عن هيبتاستورنيس تحديات كبيرة بسبب:
- الندرة الشديدة للمواد الأحفورية: عظم الفخذ الجزئي هو العينة الوحيدة المعروفة، مما يجعل من الصعب استخلاص استنتاجات قوية حول التشريح والتصنيف.
- الغموض التصنيفي: لا يزال وضع هيبتاستورنيس مثيرًا للجدل، حيث يعتبره البعض مجرد عينة غير قابلة للتحديد أو مرادفًا لأجناس أخرى.
- التحيزات التاريخية: أدت التصنيفات الأصلية الخاطئة من قبل نوبكسا إلى سنوات من الارتباك حول هوية هذا الديناصور.
أبحاث مستقبلية
لتحسين فهمنا لهيبتاستورنيس، هناك حاجة إلى:
- اكتشاف المزيد من المواد الأحفورية: يمكن أن يوفر العثور على عظام إضافية رؤى جديدة حول التشريح والتصنيف.
- إجراء تحاليل فيلوجينية مفصلة: يمكن أن تساعد المقارنات مع الألفاريز صوريدات الأخرى في تحديد موقع هيبتاستورنيس في شجرة العائلة.
- إعادة تقييم العينة الحالية: يمكن أن تساعد التقنيات التحليلية الحديثة في الكشف عن معلومات جديدة من عظم الفخذ الأحفوري.
خاتمة
يبقى هيبتاستورنيس لغزًا في عالم الديناصورات. على الرغم من أن الاكتشافات المستقبلية قد تلقي مزيدًا من الضوء على طبيعة هذا المخلوق، إلا أنه يمثل حاليًا مثالًا على التحديات التي تواجه علماء الحفريات عند التعامل مع المواد الأحفورية المجزأة وغير المكتملة.