نشأته وتعليمه
ولد ألبرت ويبستر إدجيرلي في عام 1852، ونشأ في بيئة ربما شكلت اهتماماته اللاحقة بالإصلاح الاجتماعي والفلسفة. تفاصيل حياته المبكرة وتعليمه ليست موثقة على نطاق واسع، ولكن من الواضح أنه كان مفكرًا مستقلاً ومتحمسًا لاستكشاف طرق جديدة لتحسين حالة الإنسان.
المتعة الموجهة
كانت “المتعة الموجهة” هي الفلسفة المركزية التي ابتكرها إدجيرلي. تقوم هذه الفلسفة على الاعتقاد بأن السعادة والرفاهية ليستا مجرد أمور عشوائية أو نتيجة للظروف الخارجية، بل يمكن تحقيقها من خلال التدريب الواعي والسيطرة على المشاعر والرغبات. يعتقد إدجيرلي أن معظم الناس يعيشون حياة غير سعيدة لأنهم يسمحون لأهواءهم ورغباتهم بتقويض سعادتهم.
تتضمن “المتعة الموجهة” عدة مبادئ رئيسية:
- الوعي الذاتي: فهم عميق للمشاعر والرغبات والدوافع الداخلية.
- السيطرة على الذات: القدرة على التحكم في ردود الفعل العاطفية والسلوكيات.
- التفكير الإيجابي: التركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة وتجنب الأفكار السلبية.
- تنمية الفضائل: ممارسة الفضائل الأخلاقية مثل الصبر والصدق والكرم.
- العيش في الحاضر: الاستمتاع باللحظة الحالية وتجنب القلق بشأن الماضي أو المستقبل.
اعتقد إدجيرلي أن تطبيق هذه المبادئ في الحياة اليومية سيؤدي إلى تحسين الصحة العقلية والجسدية، وزيادة الإنتاجية، وتعزيز العلاقات الاجتماعية، وتحقيق السعادة الحقيقية.
الدفاع عن القتل الرحيم
كان إدجيرلي مدافعًا قويًا عن القتل الرحيم، أو المساعدة على الموت، للأشخاص الذين يعانون من أمراض مستعصية وغير قابلة للشفاء. كان يعتقد أن لكل فرد الحق في تقرير مصيره، بما في ذلك الحق في إنهاء حياته بكرامة إذا كان يعاني من ألم لا يطاق ولا أمل في الشفاء.
جاء دفاع إدجيرلي عن القتل الرحيم من إيمانه العميق بالحرية الفردية والرحمة. كان يعتقد أن إجبار شخص ما على الاستمرار في المعاناة ضد إرادته هو عمل غير إنساني. كتب على نطاق واسع عن القتل الرحيم، وقدم حججًا أخلاقية واجتماعية وقانونية لدعم تقنينه.
في ذلك الوقت، كان القتل الرحيم موضوعًا مثيرًا للجدل للغاية، ولا يزال كذلك حتى اليوم. ومع ذلك، فإن أفكار إدجيرلي ساهمت في النقاش العام حول هذا الموضوع، وساعدت في زيادة الوعي بحقوق المرضى وحاجتهم إلى الرعاية الرحيمة في نهاية حياتهم.
مؤلفاته
كتب إدجيرلي العديد من الكتب والمقالات حول مواضيع مختلفة، بما في ذلك الفلسفة وعلم النفس والصحة والإصلاح الاجتماعي. من بين أبرز مؤلفاته:
- “المتعة الموجهة: فن وعلم التحكم الذاتي السعيد”
- “القوة الداخلية: دليل عملي لتنمية الشخصية”
- “فن التفكير: كيفية التحكم في أفكارك وعواطفك”
- “الصحة والسعادة: برنامج شامل لتحسين الصحة العقلية والجسدية”
تعكس مؤلفات إدجيرلي اهتمامه العميق برفاهية الإنسان وسعيه الدؤوب لإيجاد طرق لتحسين حياة الناس. أفكاره كانت مؤثرة في عصره، ولا تزال ذات صلة حتى اليوم.
تأثيره وإرثه
كان لأفكار ويبستر إدجيرلي تأثير كبير على حركة الإصلاح الاجتماعي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ألهم العديد من الأشخاص لتبني نمط حياة أكثر وعيًا وتوجهًا نحو تحقيق السعادة والرفاهية. كما ساهم في النقاش العام حول القتل الرحيم، وساعد في زيادة الوعي بحقوق المرضى.
على الرغم من أن أفكار إدجيرلي قد تكون مثيرة للجدل في بعض الأحيان، إلا أنها تعكس إيمانه العميق بالحرية الفردية والرحمة. كان مفكرًا مستقلاً ومتحمسًا لاستكشاف طرق جديدة لتحسين حالة الإنسان. إرثه يظل حيًا حتى اليوم من خلال مؤلفاته وأفكاره.
نقد لأفكاره
على الرغم من أن أفكار إدجيرلي لاقت استحسانًا من البعض، إلا أنها تعرضت أيضًا لانتقادات من قبل آخرين. اتهمه البعض بأنه سطحي وساذج، وأن فلسفته “المتعة الموجهة” تركز بشكل مفرط على السعادة الشخصية على حساب المسؤولية الاجتماعية. كما انتقد البعض الآخر دفاعه عن القتل الرحيم، بحجة أنه يتعارض مع القيم الأخلاقية والدينية الأساسية.
يجدر الإشارة إلى أن أفكار إدجيرلي تعكس السياق التاريخي والاجتماعي الذي عاش فيه. في ذلك الوقت، كانت هناك حركة واسعة النطاق نحو الإصلاح الاجتماعي والتحسين الذاتي. كان إدجيرلي جزءًا من هذه الحركة، وكان يسعى إلى إيجاد طرق جديدة لتحسين حياة الناس.
حياته الشخصية
تفاصيل حياة ويبستر إدجيرلي الشخصية ليست معروفة على نطاق واسع. تشير بعض المصادر إلى أنه تزوج وعاش حياة هادئة نسبيًا. ومع ذلك، فإن تركيزه الأساسي كان على عمله الفكري والكتابة.
توفي إدجيرلي في عام 1926، بعد حياة مكرسة للإصلاح الاجتماعي والفلسفة. على الرغم من أنه قد لا يكون معروفًا على نطاق واسع اليوم، إلا أن أفكاره لا تزال ذات صلة ومثيرة للاهتمام.
إسهاماته في علم النفس
على الرغم من أن إدجيرلي لم يكن عالم نفس بالمعنى الحديث، إلا أن أفكاره حول “المتعة الموجهة” يمكن اعتبارها مساهمة مبكرة في علم النفس الإيجابي. يركز علم النفس الإيجابي على دراسة السعادة والرفاهية والفضائل الإنسانية. أفكار إدجيرلي حول الوعي الذاتي والسيطرة على الذات والتفكير الإيجابي تتفق مع العديد من المبادئ الأساسية لعلم النفس الإيجابي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن اعتبار أفكار إدجيرلي حول القتل الرحيم مساهمة في مجال الأخلاقيات الحيوية. الأخلاقيات الحيوية هي فرع من الفلسفة يدرس القضايا الأخلاقية المتعلقة بالطب والعلوم البيولوجية. تساهم أفكار إدجيرلي حول حقوق المرضى والرعاية الرحيمة في النقاش الدائر حول القتل الرحيم والمساعدة على الموت.
تأثيره على الحركات الفكرية الأخرى
يمكن تتبع تأثير أفكار إدجيرلي على العديد من الحركات الفكرية الأخرى. على سبيل المثال، يمكن اعتبار فلسفته “المتعة الموجهة” سابقة لحركة العصر الجديد، التي تركز على النمو الشخصي والروحانية والوعي الذاتي. كما يمكن اعتبار دفاعه عن القتل الرحيم مساهمة في حركة حقوق الموت، التي تسعى إلى تقنين القتل الرحيم والمساعدة على الموت.
بشكل عام، كان ويبستر إدجيرلي مفكرًا مؤثرًا وناشطًا إصلاحيًا اجتماعيًا ساهم في العديد من المجالات المختلفة. أفكاره لا تزال ذات صلة ومثيرة للاهتمام حتى اليوم.
خاتمة
كان ألبرت ويبستر إدجيرلي شخصية بارزة في حركة الإصلاح الاجتماعي في القرنين التاسع عشر والعشرين. اشتهر بدفاعه عن القتل الرحيم وفلسفته “المتعة الموجهة” التي تسعى إلى تحقيق السعادة والرفاهية من خلال السيطرة الواعية على المشاعر والرغبات. على الرغم من أن أفكاره قد تكون مثيرة للجدل في بعض الأحيان، إلا أنها تعكس إيمانه العميق بالحرية الفردية والرحمة. كان مفكرًا مستقلاً ومتحمسًا لاستكشاف طرق جديدة لتحسين حالة الإنسان، وإرثه يظل حيًا حتى اليوم من خلال مؤلفاته وأفكاره.