نشأته وتعليمه
ولد تشيستر بورلي واتس في وينشستر بولاية إنديانا. لم تتوفر الكثير من التفاصيل حول سنواته الأولى وتعليمه المبكر، لكن من الواضح أنه أظهر اهتمامًا مبكرًا بالعلوم، وخاصة علم الفلك. التحق بجامعة إنديانا، حيث درس الرياضيات والفيزياء، وحصل على درجة البكالوريوس في عام 1911. بعد ذلك، تابع دراساته العليا في جامعة إنديانا، وحصل على درجة الماجستير في عام 1912. خلال دراسته، عمل كمساعد فلكي في مرصد كيركوود التابع للجامعة، مما أتاح له فرصة التعرف على الأدوات الفلكية وتقنيات الرصد.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على درجة الماجستير، بدأ واتس مسيرته المهنية في مجال علم الفلك. في عام 1912، انضم إلى المرصد البحري الأمريكي في واشنطن العاصمة، حيث عمل حتى تقاعده في عام 1959. خلال فترة عمله الطويلة في المرصد البحري، كرس واتس جهوده لقياس مواقع النجوم والكواكب بدقة عالية، وهو عمل أساسي لتحديد المواقع الجغرافية بدقة، وتطوير الخرائط الملاحية، وفهم حركة الأجرام السماوية.
إسهاماته في علم الفلك
كان لتشيستر بورلي واتس إسهامات كبيرة في علم الفلك الموضعي، ويمكن تلخيص أهم إنجازاته في النقاط التالية:
- قياس مواقع النجوم والكواكب بدقة عالية: قام واتس بقياس مواقع آلاف النجوم والكواكب بدقة متناهية، باستخدام أدوات فلكية متطورة مثل التلسكوبات الدائرية (Transit Telescopes) والميكرومترات. ساهمت قياساته الدقيقة في تحسين دقة الخرائط النجمية والجداول الفلكية.
- تطوير جداول فلكية دقيقة: بناءً على قياساته الدقيقة، قام واتس بتطوير جداول فلكية دقيقة لحركة الشمس والقمر والكواكب. استخدمت هذه الجداول على نطاق واسع في الملاحة وعلم الفلك لتحديد مواقع الأجرام السماوية في أي وقت.
- دراسة تضاريس القمر: اهتم واتس بدراسة تضاريس القمر، وقام بقياس ارتفاعات الجبال والفوهات القمرية بدقة. ساهمت دراساته في فهم أفضل لتكوين القمر وتطوره.
- المشاركة في مشاريع دولية: شارك واتس في العديد من المشاريع الفلكية الدولية، مثل مشروع “الخريطة النجمية” (Carte du Ciel)، وهو مشروع يهدف إلى رسم خريطة دقيقة للسماء بأكملها.
أعماله المنشورة
نشر تشيستر بورلي واتس العديد من المقالات العلمية في الدوريات الفلكية المرموقة. من بين أبرز أعماله المنشورة:
- “Improvements to Newcomb’s Tables of the Sun” (تحسينات على جداول نيوكومب للشمس): نشر واتس هذه الدراسة في عام 1952، وقدم فيها تحسينات كبيرة على جداول حركة الشمس التي وضعها عالم الفلك سيمون نيوكومب.
- “Positions and Proper Motions of 25,876 Stars” (مواقع وحركات 25876 نجمًا): نشر واتس هذه الدراسة في عام 1963، وتضمنت قياسات دقيقة لمواقع وحركات عدد كبير من النجوم.
- “A Catalogue of Positions and Proper Motions of Stars North of -30° Declination” (كتالوج مواقع وحركات النجوم شمال خط عرض -30 درجة): شارك واتس في إعداد هذا الكتالوج الشامل، الذي تضمن قياسات دقيقة لمواقع وحركات النجوم في النصف الشمالي من الكرة السماوية.
تقدير وإرث
حظي تشيستر بورلي واتس بتقدير كبير من قبل المجتمع العلمي لعمله الدؤوب وإسهاماته القيمة في علم الفلك. على الرغم من أنه لم يحصل على جوائز أو أوسمة رفيعة المستوى، إلا أن عمله ترك بصمة واضحة في علم الفلك الموضعي. تستخدم قياساته الدقيقة وجداوله الفلكية حتى يومنا هذا في العديد من التطبيقات الفلكية والملاحية. كما أن دراساته حول تضاريس القمر ساهمت في فهم أفضل لتكوين القمر وتطوره.
الحياة الشخصية
كان تشيستر بورلي واتس شخصًا هادئًا ومتواضعًا، وكرس حياته لعلم الفلك. تزوج من غلاديس مارشال في عام 1917، وأنجبا طفلين. كان لديه اهتمام كبير بالموسيقى، وكان يعزف على البيانو في أوقات فراغه. توفي في 17 يوليو 1971 في واشنطن العاصمة، عن عمر يناهز 81 عامًا.
تأثيره على علم الفلك الحديث
على الرغم من أن عمل واتس يركز بشكل أساسي على علم الفلك الموضعي، وهو فرع من فروع علم الفلك يركز على قياس مواقع الأجرام السماوية بدقة، إلا أن إسهاماته كان لها تأثير كبير على علم الفلك الحديث. قياساته الدقيقة وجداوله الفلكية ساهمت في تحسين دقة النماذج الفلكية وفهمنا لحركة الأجرام السماوية. كما أن دراساته حول تضاريس القمر ساهمت في فهم أفضل لتكوين القمر وتطوره. بالإضافة إلى ذلك، كان لعمل واتس تأثير كبير على الملاحة، حيث استخدمت جداوله الفلكية لتحديد المواقع الجغرافية بدقة، وتطوير الخرائط الملاحية.
مساهمات أخرى
بالإضافة إلى عمله في المرصد البحري الأمريكي، كان واتس عضوًا نشطًا في العديد من الجمعيات الفلكية، مثل الجمعية الفلكية الأمريكية (American Astronomical Society). شارك في العديد من المؤتمرات والاجتماعات العلمية، وقدم العديد من الأوراق البحثية حول عمله. كما كان مهتمًا بتعليم علم الفلك للجمهور، وقدم العديد من المحاضرات والعروض التقديمية حول علم الفلك للمدارس والجامعات.
تقنيات الرصد التي استخدمها
اعتمد واتس على مجموعة متنوعة من التقنيات والأدوات الفلكية في عمله. من بين أهم هذه التقنيات والأدوات:
- التلسكوبات الدائرية (Transit Telescopes): استخدم واتس التلسكوبات الدائرية لقياس أوقات عبور النجوم والكواكب لخط الزوال. سمحت هذه القياسات الدقيقة بتحديد مواقع الأجرام السماوية بدقة.
- الميكرومترات: استخدم واتس الميكرومترات لقياس المسافات الزاوية بين النجوم والكواكب. ساهمت هذه القياسات في تحسين دقة الخرائط النجمية والجداول الفلكية.
- المقارنات التصويرية (Photographic Plates): استخدم واتس المقارنات التصويرية لتسجيل صور للسماء. سمحت هذه الصور بدراسة مواقع وحركات النجوم والكواكب بدقة.
- الحسابات الرياضية: استخدم واتس الحسابات الرياضية المعقدة لتحليل البيانات الفلكية واستخلاص النتائج.
أمثلة على تطبيقات عمله
يمكن إيجاد العديد من الأمثلة على تطبيقات عمل واتس في مجالات مختلفة:
- الملاحة: استخدمت جداول واتس الفلكية في الملاحة البحرية والجوية لتحديد المواقع الجغرافية بدقة.
- علم الفلك: استخدمت قياسات واتس الدقيقة في تطوير النماذج الفلكية وفهم حركة الأجرام السماوية.
- المسح الجيوديسي: استخدمت قياسات واتس في المسح الجيوديسي لتحديد المواقع الجغرافية بدقة على سطح الأرض.
- تطبيقات الفضاء: استخدمت قياسات واتس في تحديد مسارات الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية.
خاتمة
كان تشيستر بورلي واتس عالم فلك أمريكيًا بارزًا، اشتهر بدقته المتناهية في قياس مواقع النجوم والكواكب. ساهم بشكل كبير في تطوير علم الفلك الموضعي، وقدم جداول فلكية دقيقة استخدمت على نطاق واسع في الملاحة وعلم الفلك. على الرغم من أن اسمه قد لا يكون معروفًا على نطاق واسع خارج الأوساط العلمية، إلا أن إسهاماته تركت بصمة واضحة في علم الفلك، وستظل قياساته الدقيقة وجداوله الفلكية ذات قيمة كبيرة للباحثين والمهنيين في هذا المجال.