الحياة المبكرة والنشأة
ولد غريغوري سكارب في بروكلين، نيويورك. نشأ في بيئة فقيرة، وتأثر بالجرائم المنظمة في سن مبكرة. انضم سكارب إلى عائلة كولومبو الإجرامية في شبابه، وسرعان ما صعد في الرتب بسبب مهاراته في القتال والعنف. اكتسب سكارب سمعة سيئة كقاتل لا يرحم، وأصبح معروفًا بقدرته على التخلص من الخصوم بسرعة وكفاءة. كان يمتلك أيضًا ذكاءً حادًا وقدرة على التخطيط المعقد للعمليات الإجرامية.
الصعود إلى السلطة في عائلة كولومبو
بحلول الستينيات، أصبح سكارب شخصية بارزة في عائلة كولومبو. تولى منصب “caporegime” (رئيس مجموعة)، وهو منصب مسؤول عن الإشراف على مجموعة من المجندين والعمليات الإجرامية. كان سكارب مسؤولاً عن مجموعة متنوعة من الأنشطة الإجرامية، بما في ذلك الابتزاز والقتل والاتجار بالمخدرات. استمر سكارب في بناء سمعته كشخصية قوية وموثوق بها في عالم الجريمة المنظمة.
العلاقة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي
في منتصف الستينيات، بدأ سكارب في العمل كمخبر لمكتب التحقيقات الفيدرالي. قدم معلومات قيمة حول أنشطة الجريمة المنظمة، بما في ذلك أسماء وأماكن تواجد أعضاء العصابات. مقابل هذه المعلومات، تلقى سكارب حماية من مكتب التحقيقات الفيدرالي، مما سمح له بالاستمرار في أنشطته الإجرامية مع تجنب الاعتقال. كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يدرك أن سكارب كان قاتلاً خطيرًا، لكنه اعتبر المعلومات التي يقدمها ذات قيمة كبيرة في جهودهم لمكافحة الجريمة المنظمة. هذه العلاقة أثارت جدلاً واسعًا حول أخلاقيات استخدام المجرمين كمخبرين.
خلال فترة عمله كمخبر، قدم سكارب معلومات حاسمة في العديد من القضايا البارزة. ساعد في اعتقال العديد من رؤساء وأعضاء العصابات، مما أدى إلى إضعاف عائلة كولومبو وعائلات إجرامية أخرى. ومع ذلك، استمر سكارب في ارتكاب جرائم عنيفة طوال هذه الفترة، مستغلاً حمايته من مكتب التحقيقات الفيدرالي. هذه الازدواجية جعلت منه شخصية معقدة ومثيرة للجدل.
الجرائم والقتل
كان سكارب متورطًا في العديد من عمليات القتل على مر السنين. كان معروفًا بأساليبه الوحشية، وكان غالبًا ما يقتل ضحاياه بوحشية. تشمل بعض جرائمه البارزة:
- قتل توماس ديبيلا: قتل ديبيلا، وهو أحد أفراد عائلة كولومبو، في عام 1963.
- قتل جوزيف ياتزو: قتل ياتزو، وهو أحد أعضاء عائلة بونانو، في عام 1968.
- المشاركة في حرب العصابات: شارك في حرب العصابات العنيفة بين عائلة كولومبو وعائلات إجرامية أخرى في السبعينيات والثمانينيات.
كان سكارب معروفًا أيضًا بقدرته على التخطيط للعمليات الإجرامية المعقدة. كان يتلاعب بمسارح الجريمة، ويخفي الأدلة، ويتجنب الاعتقال. ساهمت هذه المهارات في استمراره في عالم الجريمة لفترة طويلة.
الاعتقال والسجن والموت
في التسعينيات، بدأت سلطات إنفاذ القانون في التركيز على أنشطة سكارب. في عام 1993، اتُهم سكارب بالعديد من الجرائم، بما في ذلك القتل والابتزاز والتآمر. أقر بالذنب في التهم الموجهة إليه وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة. توفي سكارب في السجن في 4 يونيو 1994، عن عمر يناهز 66 عامًا.
إرث غريغوري سكارب
ترك غريغوري سكارب إرثًا معقدًا. كان قاتلاً لا يرحم، لكنه كان أيضًا مخبرًا ذا قيمة لمكتب التحقيقات الفيدرالي. ساعدت معلوماته في إلقاء القبض على العديد من المجرمين، لكنه استمر في ارتكاب جرائم عنيفة. تثير حياته أسئلة مهمة حول أخلاقيات استخدام المجرمين كمخبرين وتأثير الفساد على جهود إنفاذ القانون.
يعتبر سكارب مثالًا على الشخصية المعقدة في عالم الجريمة المنظمة، حيث تتشابك الوحشية والذكاء والخيانة. قصته تثير التساؤلات حول حدود العدالة وتعقيدات الحرب على الجريمة.
خاتمة
كان غريغوري سكارب شخصية رئيسية في عالم الجريمة المنظمة في القرن العشرين. بصفته رئيس عصابة و”قاتلًا” لم يرحم، كان مسؤولاً عن سلسلة من الجرائم البشعة. في الوقت نفسه، عمل كمخبر لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وقدم معلومات قيمة ساعدت في إلقاء القبض على العديد من المجرمين. تركت حياته المعقدة إرثًا مثيرًا للجدل، حيث أظهرت حدود الأخلاق والعدالة في عالم الجريمة.