<![CDATA[
نشأته وتعليمه
نشأ جيف هيرن في المملكة المتحدة، وأظهر اهتمامًا مبكرًا بالعلوم الاجتماعية. حصل على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة لندن، ثم تابع دراساته العليا في جامعة برادفورد، حيث حصل على درجة الدكتوراه. خلال فترة دراسته، تأثر هيرن بالعديد من المفكرين البارزين في علم الاجتماع، مثل ميشيل فوكو وبيير بورديو، مما أثر على منهجه النقدي في تحليل الظواهر الاجتماعية.
مسيرته الأكاديمية
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، بدأ هيرن مسيرته الأكاديمية في جامعة مانشستر، حيث عمل كمحاضر في علم الاجتماع. ثم انتقل إلى جامعة هدرسفيلد، حيث يشغل حاليًا منصب أستاذ باحث. على مدار مسيرته المهنية، قام هيرن بتدريس العديد من الدورات في علم الاجتماع، وخاصة تلك المتعلقة بالنوع الاجتماعي، والذكورة، والعنف. كما أشرف على العديد من طلاب الدراسات العليا، وساهم في تطوير جيل جديد من الباحثين في هذه المجالات.
أبرز إسهاماته الفكرية
تشمل أبرز إسهامات جيف هيرن الفكرية ما يلي:
- الدراسات النقدية للذكورة: يعتبر هيرن من الرواد في هذا المجال، حيث قدم تحليلات معمقة حول الطرق التي يتم بها بناء الذكورة في المجتمعات المختلفة، وكيف تساهم هذه البناءات في perpetuating عدم المساواة بين الجنسين والعنف.
- نظرية السلطة: طور هيرن نظرية معقدة حول السلطة، تركز على كيفية ممارسة السلطة في العلاقات الاجتماعية، وكيف يتم إعادة إنتاجها من خلال المؤسسات والهياكل الاجتماعية. يرى هيرن أن السلطة ليست مجرد قمع، بل هي أيضًا قوة منتجة تشكل هوياتنا وسلوكياتنا.
- العلاقات بين الجنسين: قدم هيرن تحليلات مبتكرة حول العلاقات بين الجنسين، مع التركيز على ديناميكيات الهيمنة والخضوع. يرى هيرن أن العلاقات بين الجنسين ليست مجرد علاقات شخصية، بل هي أيضًا انعكاس للهياكل الاجتماعية والقيم الثقافية.
- العنف: قام هيرن بأبحاث مكثفة حول العنف، وخاصة العنف المرتبط بالذكورة. يرى هيرن أن العنف ليس مجرد فعل فردي، بل هو أيضًا نتيجة للبناءات الاجتماعية والثقافية للذكورة التي تشجع على العدوانية والسيطرة.
- المساواة: يدافع هيرن عن المساواة بين الجنسين، ويعتقد أن تحقيق المساواة يتطلب تغييرات جذرية في الهياكل الاجتماعية والقيم الثقافية. يقترح هيرن استراتيجيات مختلفة لتحقيق المساواة، مثل تعزيز دور المرأة في القيادة، وتحدي الصور النمطية للذكورة والأنوثة، ومكافحة العنف ضد المرأة.
أهم مؤلفاته
ألف جيف هيرن العديد من الكتب والمقالات المؤثرة في مجال علم الاجتماع، ومن أبرز مؤلفاته:
- The Gender of Oppression: Men, Masculinity and the Critique of Marxism (1987)
- Men in the Public Eye: The Construction and Deconstruction of Public Men and Masculinities (1992)
- Gender, Sexuality and Violence in Organizations: The Case of Men (1996)
- The Violences of Men: How Men Talk About and How Agencies Respond to Men’s Violence to Women (1998)
- Gender, Work and Organization (co-authored with Wendy Parkin, 2001)
- Men and Masculinities Around the World: Transforming Men’s Practices (2004)
- Sexuality, Violence and Society: Theorising the Interconnections (2012)
تُرجمت العديد من أعماله إلى لغات مختلفة، مما يدل على تأثيره العالمي في مجال الدراسات الاجتماعية.
مساهماته في السياسة الاجتماعية
بالإضافة إلى مساهماته الأكاديمية، شارك جيف هيرن في العديد من المبادرات السياسية والاجتماعية التي تهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين ومكافحة العنف. عمل كمستشار للعديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية، وساهم في تطوير السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالنوع الاجتماعي والعنف. كما شارك في العديد من الحملات الإعلامية التي تهدف إلى رفع الوعي حول قضايا النوع الاجتماعي والعنف.
جوائز وتكريمات
حصل جيف هيرن على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمساهماته في مجال علم الاجتماع، بما في ذلك:
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من جمعية دراسات الذكورة الأمريكية (American Men’s Studies Association)
- زمالة الأكاديمية البريطانية للعلوم الاجتماعية (Academy of Social Sciences)
تأثيره على الدراسات الاجتماعية
لقد كان لجيف هيرن تأثير كبير على الدراسات الاجتماعية، وخاصة في مجالات النوع الاجتماعي، والذكورة، والعنف. ساهمت أفكاره في تطوير فهم أعمق للعلاقات بين الجنسين، وديناميكيات السلطة، وأسباب العنف. كما ألهمت أبحاثه العديد من الباحثين والناشطين للعمل من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين ومكافحة العنف.
يستمر عمل هيرن في إلهام الباحثين والناشطين في جميع أنحاء العالم. يتميز منهجه بالتحليل النقدي، والاهتمام بالتفاصيل، والالتزام بالعدالة الاجتماعية. يعتبر هيرن نموذجًا للعالم الاجتماعي الذي يسعى إلى فهم العالم من حوله وتغييره نحو الأفضل.
انتقادات لعمله
على الرغم من تأثيره الكبير، لم يسلم عمل جيف هيرن من الانتقادات. يرى بعض النقاد أن تحليلاته للذكورة مبالغ فيها، وأنها تركز بشكل كبير على الجوانب السلبية للذكورة، في حين تتجاهل الجوانب الإيجابية. كما يرى البعض الآخر أن نظريته حول السلطة معقدة للغاية، وأنها يصعب تطبيقها على أرض الواقع. ومع ذلك، يعترف معظم النقاد بأهمية مساهمات هيرن في الدراسات الاجتماعية، ويقدرون جهوده في فهم قضايا النوع الاجتماعي والعنف.
خاتمة
جيف هيرن عالم اجتماع بريطاني بارز، يتميز عمله بالتركيز على قضايا النوع الاجتماعي، والذكورة، والعنف، والمساواة. يعتبر هيرن شخصية مؤثرة في الدراسات النقدية للذكورة، وله مساهمات كبيرة في فهم السلطة، والعلاقات بين الجنسين، وديناميكيات الهيمنة. لقد كان لعمله تأثير كبير على الدراسات الاجتماعية، وألهم أبحاثه العديد من الباحثين والناشطين للعمل من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين ومكافحة العنف.