تاريخ الجائزة وتأسيسها
في ستينيات القرن العشرين، شهد أدب الأطفال واليافعين نموًا ملحوظًا، وزيادة في الاهتمام بأهمية الكتب الجيدة في تنمية الأطفال. استجابةً لهذا التوجه، قررت صحيفة “بوسطن غلوب”، وهي صحيفة يومية بارزة مقرها في بوسطن، التعاون مع مجلة “هورن بوك”، وهي مجلة متخصصة في مراجعة وتقييم كتب الأطفال، لإطلاق جائزة سنوية تهدف إلى تكريم أفضل الكتب المنشورة للأطفال والشباب. تأسست الجائزة رسميًا في عام 1967، وسرعان ما اكتسبت سمعة طيبة بفضل معاييرها العالية ولجنة التحكيم المتميزة التي تضم نقادًا وأدباء متخصصين في أدب الأطفال.
أهداف الجائزة وأهميتها
تهدف جائزة بوسطن غلوب – هورن بوك إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية:
- تكريم التميز الأدبي والفني: تسعى الجائزة إلى مكافأة المؤلفين والرسامين الذين يقدمون أعمالًا مبتكرة ومتميزة من الناحيتين الأدبية والفنية.
- تشجيع الإبداع في أدب الأطفال: تهدف الجائزة إلى تحفيز الكتاب والرسامين على تقديم أفضل ما لديهم من إبداع، وتشجيعهم على استكشاف مواضيع وأساليب جديدة في أدب الأطفال.
- تعزيز القراءة لدى الأطفال واليافعين: تسعى الجائزة إلى لفت انتباه الأطفال واليافعين إلى الكتب الجيدة، وتشجيعهم على القراءة والاستمتاع بها.
- دعم المكتبات والمدارس: تساهم الجائزة في مساعدة المكتبات والمدارس على اختيار أفضل الكتب لضمها إلى مجموعاتها، وتوفيرها للأطفال والطلاب.
- زيادة الوعي بأهمية أدب الأطفال: تهدف الجائزة إلى تسليط الضوء على أهمية أدب الأطفال في تنمية شخصية الطفل، وتعزيز قدراته اللغوية والفكرية والاجتماعية.
تكمن أهمية الجائزة في تأثيرها الكبير على مجال أدب الأطفال، حيث تساهم في رفع مستوى الجودة الأدبية والفنية للكتب المنشورة، وتشجيع الإقبال على القراءة، ودعم المبدعين في هذا المجال. كما أن الفوز بالجائزة يعتبر إنجازًا مرموقًا للمؤلفين والرسامين، ويزيد من شهرتهم وتقديرهم في الأوساط الأدبية.
فئات الجائزة
تُمنح جائزة بوسطن غلوب – هورن بوك في ثلاث فئات رئيسية:
- الخيال (Fiction): تُمنح هذه الجائزة لأفضل كتاب خيالي للأطفال أو اليافعين، سواء كان رواية أو مجموعة قصص قصيرة.
- الكتب غير الخيالية (Nonfiction): تُمنح هذه الجائزة لأفضل كتاب غير خيالي للأطفال أو اليافعين، ويتناول موضوعًا واقعيًا بطريقة جذابة ومثيرة للاهتمام.
- الصور (Picture Book): تُمنح هذه الجائزة لأفضل كتاب مصور للأطفال، حيث تلعب الرسوم التوضيحية دورًا هامًا في سرد القصة وإيصال المعنى.
بالإضافة إلى الجوائز الرئيسية الثلاث، يتم منح جائزة تقديرية (Honor Book) لعدد من الكتب المتميزة في كل فئة، وذلك تقديرًا لجودتها وتميزها.
عملية الاختيار والتحكيم
تعتمد عملية اختيار الفائزين بجائزة بوسطن غلوب – هورن بوك على معايير دقيقة ومفصلة، وتخضع لإشراف لجنة تحكيم متخصصة تضم نقادًا وأدباء متخصصين في أدب الأطفال. تبدأ العملية بتلقي طلبات الترشيح من الناشرين والمؤلفين، ثم تقوم لجنة التحكيم بمراجعة وتقييم جميع الكتب المرشحة، وفقًا للمعايير التالية:
- الجودة الأدبية: يتم تقييم الكتاب من حيث جودة الكتابة، وأسلوب السرد، وتطور الشخصيات، وحبكة القصة، وقدرة المؤلف على إيصال المعنى.
- الأصالة والإبداع: يتم تقييم الكتاب من حيث الأصالة والابتكار في الفكرة والأسلوب، وقدرة المؤلف على تقديم شيء جديد ومختلف في أدب الأطفال.
- القيمة الفنية: يتم تقييم الكتاب من حيث جودة الرسوم التوضيحية (في حالة الكتب المصورة)، وتصميم الكتاب، واستخدام الألوان والخطوط، وتأثير العناصر البصرية على تجربة القراءة.
- ملاءمة الكتاب للجمهور المستهدف: يتم تقييم الكتاب من حيث مدى ملاءمته للفئة العمرية المستهدفة، وقدرته على جذب انتباه الأطفال واليافعين وإثارة اهتمامهم.
- القيمة التعليمية والثقافية: يتم تقييم الكتاب من حيث قدرته على تقديم معلومات مفيدة وقيمة للقراء، وتعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي لديهم.
بعد الانتهاء من عملية التقييم، تجتمع لجنة التحكيم لمناقشة الكتب المرشحة، واتخاذ قرار بشأن الفائزين في كل فئة. يتم الإعلان عن الفائزين بالجائزة في حفل رسمي يقام في مدينة بوسطن، ويحضره عدد كبير من الكتاب والرسامين والناشرين والإعلاميين المهتمين بأدب الأطفال.
أمثلة على كتب فائزة بالجائزة
على مر السنين، فاز العديد من الكتب المتميزة بجائزة بوسطن غلوب – هورن بوك، وأصبحت من الكلاسيكيات في أدب الأطفال. من بين هذه الكتب:
- “Where the Wild Things Are” لموريس سينداك: فاز هذا الكتاب بجائزة الصور في عام 1964، وهو يعتبر من أشهر كتب الأطفال المصورة على الإطلاق.
- “The Giver” للويس لوري: فازت هذه الرواية بجائزة الخيال في عام 1993، وهي تتناول موضوعات معقدة مثل الذاكرة والمجتمع والحرية.
- “Holes” للويس ساشار: فازت هذه الرواية بجائزة الخيال في عام 1998، وهي قصة مؤثرة عن الصداقة والعدالة.
- “Brown Girl Dreaming” لجاكلين وودسون: فازت هذه الرواية الشعرية بجائزة الخيال في عام 2014، وهي تستكشف تجربة فتاة أمريكية من أصل أفريقي في فترة الستينيات.
تأثير الجائزة على أدب الأطفال
لعبت جائزة بوسطن غلوب – هورن بوك دورًا هامًا في تطوير أدب الأطفال واليافعين، وساهمت في زيادة الوعي بأهمية الكتب الجيدة في تنمية الأطفال. وقد أدت الجائزة إلى:
- تشجيع الكتاب والرسامين على تقديم أفضل ما لديهم من إبداع: حفزت الجائزة الكتاب والرسامين على تقديم أعمال مبتكرة ومتميزة، والسعي إلى الكمال في أدب الأطفال.
- رفع مستوى الجودة الأدبية والفنية للكتب المنشورة: ساهمت الجائزة في رفع مستوى الجودة الأدبية والفنية للكتب المنشورة، وتشجيع الناشرين على الاستثمار في الكتب الجيدة.
- زيادة الإقبال على القراءة لدى الأطفال واليافعين: ساهمت الجائزة في لفت انتباه الأطفال واليافعين إلى الكتب الجيدة، وتشجيعهم على القراءة والاستمتاع بها.
- دعم المكتبات والمدارس في اختيار أفضل الكتب: ساهمت الجائزة في مساعدة المكتبات والمدارس على اختيار أفضل الكتب لضمها إلى مجموعاتها، وتوفيرها للأطفال والطلاب.
خاتمة
تُعد جائزة بوسطن غلوب – هورن بوك من أهم الجوائز الأدبية المخصصة لأدب الأطفال واليافعين في الولايات المتحدة. بفضل معاييرها العالية ولجنة التحكيم المتميزة، استطاعت الجائزة أن تساهم في تطوير هذا المجال، وتشجيع الإبداع، وزيادة الوعي بأهمية الكتب الجيدة في تنمية الأطفال. ولا تزال الجائزة تلعب دورًا هامًا في دعم الكتاب والرسامين، وتعزيز القراءة لدى الأطفال واليافعين، ورفع مستوى الجودة الأدبية والفنية للكتب المنشورة.