<![CDATA[
التصميم والبناء
بدأت فكرة بناء طراد جديد للبحرية السويدية في أواخر الثلاثينيات. كان الهدف هو استبدال الطرادات القديمة من فئة “فيلهمينيا” التي عفا عليها الزمن. ومع ذلك، اندلعت الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى تأخير خطط البناء بشكل كبير. بعد انتهاء الحرب، تم إعادة تقييم الاحتياجات، وتم وضع تصميم جديد يركز على القدرة على مواجهة التهديدات الجوية المتزايدة.
تم وضع عارضة سفينة جوتا ليون في حوض بناء السفن جوتافيركين في جوتنبرج في عام 1943. استغرق البناء وقتًا طويلاً بسبب نقص المواد في فترة ما بعد الحرب. تم إطلاق السفينة في 17 نوفمبر 1945، ولكن لم يتم الانتهاء منها حتى عام 1947. كانت سفينتها الشقيقة هي سفينة صاحبة الجلالة تري كرونور (HSwMS Tre Kronor).
كانت السفينة مجهزة برادار متطور وأنظمة للتحكم في إطلاق النار. كان هذا يعكس التركيز المتزايد على الحرب الإلكترونية والدفاع الجوي في حقبة ما بعد الحرب.
المواصفات الفنية
كانت سفينة جوتا ليون سفينة كبيرة نسبيًا، حيث بلغ طولها الإجمالي 182 مترًا وعرضها 16.8 مترًا. كان إزاحتها القياسية حوالي 4750 طنًا، بينما بلغت إزاحتها الكاملة حوالي 5700 طن. كانت مدعومة بأربع توربينات بخارية من نوع بينجو، والتي طورت قوة مجتمعة قدرها 90000 حصان. سمح ذلك للسفينة بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 33 عقدة.
تضمن تسليح السفينة سبعة مدافع بوفورز عيار 152 ملم في أبراج مزدوجة وثلاثية. كانت هذه المدافع قادرة على إطلاق قذائف يصل وزنها إلى 46 كجم بمدى أقصى يبلغ 26 كيلومترًا. بالإضافة إلى ذلك، كانت السفينة مجهزة بمدفعية مضادة للطائرات تضمنت مدافع بوفورز عيار 40 ملم ومدافع بوفورز عيار 25 ملم. تم تصميم هذا التسليح لتوفير دفاع قوي ضد الهجمات الجوية.
كانت السفينة قادرة على حمل ما يصل إلى 175 لغمًا بحريًا. كانت هذه إضافة مهمة لقدراتها الهجومية، مما سمح لها بزرع حقول ألغام لتعطيل حركة مرور العدو.
الخدمة
بعد الانتهاء منها، دخلت سفينة جوتا ليون الخدمة في البحرية السويدية في عام 1948. لعبت دورًا مهمًا في الدفاع عن السويد خلال الحرب الباردة. شاركت السفينة في العديد من التدريبات والمناورات البحرية، سواء على المستوى الوطني أو بالتعاون مع دول أخرى. كانت أيضًا سفينة تدريب مهمة للضباط والبحارة السويديين.
خلال خدمتها، خضعت سفينة جوتا ليون لعدة عمليات تحديث. في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، تم استبدال مدفعيتها المضادة للطائرات القديمة بمدافع بوفورز عيار 57 ملم الأحدث. تم أيضًا تركيب رادار جديد وأنظمة للتحكم في إطلاق النار. كان الهدف من هذه التحديثات هو الحفاظ على السفينة قادرة على مواجهة التهديدات الحديثة.
في عام 1971، تم سحب سفينة جوتا ليون من الخدمة في البحرية السويدية. تم بيعها لاحقًا إلى البحرية التشيلية في عام 1972. تم تغيير اسمها إلى “ألميرانتي لونكو” وخدمت في البحرية التشيلية حتى عام 1986.
في البحرية التشيلية
بعد بيعها إلى تشيلي، خضعت السفينة لعملية تجديد شاملة في السويد قبل الإبحار إلى أمريكا الجنوبية. تم تحديث أنظمة الرادار والاتصالات الخاصة بها، وتم إجراء تعديلات على أماكن الإقامة الخاصة بالطاقم. لعبت “ألميرانتي لونكو” دورًا مهمًا في البحرية التشيلية، حيث شاركت في العديد من المناورات والعمليات البحرية. كانت بمثابة سفينة قيادة للأسطول التشيلية، وشاركت في مهام البحث والإنقاذ، بالإضافة إلى عمليات المراقبة البحرية.
خلال فترة وجودها في البحرية التشيلية، كانت السفينة رمزًا للفخر الوطني ورمزًا للعلاقات القوية بين تشيلي والسويد. تمت إحالتها إلى التقاعد في عام 1986 وتم بيعها للخردة في عام 1987. على الرغم من تفكيكها، لا تزال سفينة صاحبة الجلالة جوتا ليون تحظى بتقدير كبير لتاريخها وخدمتها المتميزة في كل من البحرية السويدية والبحرية التشيلية.
الإرث
تعتبر سفينة صاحبة الجلالة جوتا ليون مثالاً مهمًا على تصميم السفن الحربية السويدية في فترة ما بعد الحرب. كانت السفينة متقدمة تقنيًا في وقتها ولعبت دورًا مهمًا في الدفاع عن السويد خلال الحرب الباردة. كما أنها تذكرنا بالعلاقات التاريخية بين السويد وتشيلي في المجال البحري.
خاتمة
كانت سفينة صاحبة الجلالة جوتا ليون طرادًا سويديًا لعب دورًا بارزًا في البحرية السويدية والبحرية التشيلية. تميزت بتصميمها المتقدم وقدراتها المتعددة، مما جعلها إضافة قيمة إلى كلا الأسطولين. لا تزال السفينة تحظى بالتقدير لخدمتها المتميزة ومساهمتها في تاريخ البحرية في كلا البلدين.