تشريح ووظيفة الغدة الوركية
تتكون الغدة الوركية عادةً من ثلاثة أجزاء رئيسية:
- الكيس الغشائي (Saccule): وهو عبارة عن كيس صغير يستقبل الفضلات من اللمف الدموي. يتم ترشيح السوائل والفضلات الصغيرة من خلال جدران الكيس إلى الجزء التالي من الغدة.
- الأنبوب الملتوي (Tubule): وهو أنبوب طويل ملتف حيث يتم امتصاص بعض المواد المفيدة (مثل الماء والأملاح) مرة أخرى إلى الجسم، بينما تتركز الفضلات المتبقية.
- المسار الإخراجي (Excretory duct): وهو قناة توصل الفضلات المركزة إلى فتحة إخراجية (مسام) تقع عادةً بالقرب من قاعدة إحدى الأرجل.
تختلف تفاصيل التشريح الدقيق للغدة الوركية بين الأنواع المختلفة من المفصليات. على سبيل المثال، قد يكون لدى بعض العنكبيات أكثر من زوج واحد من الغدد الوركية، وقد تختلف أشكال وأحجام الأنابيب الملتوية. ومع ذلك، فإن الوظيفة الأساسية للغدة الوركية تظل هي نفسها: ترشيح الفضلات من اللمف الدموي وإخراجها من الجسم.
آلية عمل الغدة الوركية
تعمل الغدة الوركية عن طريق مجموعة من عمليات الترشيح وإعادة الامتصاص والإفراز. أولاً، يتم ترشيح السوائل والفضلات الصغيرة من اللمف الدموي إلى الكيس الغشائي. ثم، أثناء مرور السائل عبر الأنبوب الملتوي، يتم امتصاص المواد المفيدة (مثل الماء والأملاح والجلوكوز) مرة أخرى إلى الجسم. وأخيراً، يتم إفراز بعض المواد الإضافية (مثل بعض الأيونات والسموم) من الخلايا المبطنة للأنابيب إلى السائل الموجود داخل الأنبوب. النتيجة النهائية هي إنتاج بول مركز يحتوي على الفضلات التي يجب التخلص منها.
تعتبر عملية إعادة الامتصاص مهمة بشكل خاص للمفصليات التي تعيش في البيئات الجافة، حيث يجب عليها الحفاظ على الماء. يمكن لبعض العنكبيات إعادة امتصاص أكثر من 99٪ من الماء الذي يتم ترشيحه في البداية إلى الكيس الغشائي.
أهمية الغدة الوركية
تلعب الغدة الوركية دوراً حيوياً في الحفاظ على توازن الماء والأيونات في الجسم، وكذلك في التخلص من الفضلات الأيضية. بدون الغدة الوركية، ستتراكم الفضلات السامة في الجسم، مما قد يؤدي إلى الموت. بالإضافة إلى ذلك، تساعد الغدة الوركية في تنظيم ضغط الدم والحفاظ على توازن الأس الهيدروجيني في الجسم.
الغدة الوركية مقابل أنابيب مالبيجي
بالإضافة إلى الغدد الوركية، تمتلك العديد من المفصليات (خاصة الحشرات) نظام إخراجي آخر يسمى أنابيب مالبيجي. تختلف أنابيب مالبيجي عن الغدد الوركية في عدة طرق:
- الموقع: تقع الغدد الوركية في الجزء الأمامي من الجسم (عادةً في منطقة الرأس أو الصدر)، بينما تقع أنابيب مالبيجي في الجزء الخلفي من الجسم (عادةً في منطقة البطن).
- الهيكل: الغدد الوركية عبارة عن هياكل معقدة تتكون من عدة أجزاء مختلفة، بينما أنابيب مالبيجي عبارة عن أنابيب بسيطة.
- آلية العمل: تعمل الغدد الوركية عن طريق الترشيح وإعادة الامتصاص والإفراز، بينما تعمل أنابيب مالبيجي بشكل أساسي عن طريق الإفراز النشط للفضلات من اللمف الدموي إلى تجويف الأنبوب.
على الرغم من هذه الاختلافات، فإن كل من الغدد الوركية وأنابيب مالبيجي تلعبان دوراً هاماً في إخراج الفضلات من الجسم.
الغدد الوركية في العنكبيات
الغدد الوركية شائعة بشكل خاص في العنكبيات، حيث توجد في جميع المجموعات الرئيسية، بما في ذلك العناكب والعقارب والقراد والعث. غالباً ما يكون لدى العنكبيات زوج واحد أو أكثر من الغدد الوركية. تقع الغدد الوركية عادةً في منطقة الرأس أو الصدر، وتفتح على السطح البطني للجسم بالقرب من قاعدة الأرجل. يلعب تركيب البول المنتج بواسطة الغدد الوركية دورًا مهمًا في تكيّف العنكبيات مع بيئتها. على سبيل المثال، تنتج العناكب التي تعيش في البيئات الجافة بولاً شديد التركيز للحفاظ على الماء.
أمثلة على أنواع تمتلك غدد وركية
فيما يلي بعض الأمثلة على أنواع المفصليات التي تمتلك غددًا وركية:
- العناكب: تمتلك معظم العناكب زوجًا واحدًا أو أكثر من الغدد الوركية.
- العقارب: تمتلك العقارب زوجًا واحدًا من الغدد الوركية.
- القراد: تمتلك القراد زوجًا واحدًا من الغدد الوركية.
- العث: تمتلك العث زوجًا واحدًا من الغدد الوركية.
- بعض القشريات: توجد الغدد الوركية في بعض أنواع القشريات، على الرغم من أنها أقل شيوعًا مما هي عليه في العنكبيات.
أهمية دراسة الغدد الوركية
تعتبر دراسة الغدد الوركية مهمة لعدة أسباب. أولاً، تساعدنا على فهم كيفية تكيف المفصليات مع بيئاتها المختلفة. ثانياً، يمكن أن توفر لنا معلومات حول تطور الأنظمة الإخراجية في الحيوانات. ثالثاً، قد تساعدنا على تطوير علاجات جديدة للأمراض التي تصيب الأنظمة الإخراجية البشرية.
خاتمة
الغدة الوركية هي عضو إخراجي مهم في بعض المفصليات، وخاصة العنكبيات. تعمل الغدة على ترشيح الفضلات من اللمف الدموي وإخراجها من الجسم. تلعب الغدة الوركية دوراً حيوياً في الحفاظ على توازن الماء والأيونات في الجسم، وكذلك في التخلص من الفضلات الأيضية. تعتبر دراسة الغدد الوركية مهمة لفهم تكيف المفصليات وتطور الأنظمة الإخراجية.