حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت إرنستين جلبريث في بوسطن، ماساتشوستس، وهي الثالثة من بين اثني عشر طفلاً لفرانك بانكر جلبريث وليليان مولر جلبريث. نشأت في مونتكلير، نيو جيرسي، في منزل كان مختبراً حياً لتطبيق مبادئ إدارة الوقت والحركة التي طورها والداها. كان والداها مهندسين صناعيين مشهورين، وركزت أعمالهما على تحسين الكفاءة في كل من الصناعة والمنزل. انعكست هذه الفلسفة في تربية أطفالهم، حيث تم تطبيق مبادئ مثل دراسات الوقت والحركة على الأنشطة اليومية.
تلقت إرنستين تعليمها في مدرسة مونتكلير الثانوية، حيث أظهرت اهتماماً مبكراً بالكتابة. بعد المدرسة الثانوية، التحقت بكلية برين ماور، حيث درست الأدب الإنجليزي وتخرجت بدرجة البكالوريوس في عام 1930. خلال فترة وجودها في برين ماور، طورت مهاراتها في الكتابة وشاركت في الأنشطة الأدبية في الحرم الجامعي.
مسيرتها المهنية
بدأت إرنستين حياتها المهنية في مجال الإعلان، حيث عملت كاتبة إعلانات في مدينة نيويورك. ومع ذلك، سرعان ما اكتشفت شغفها بالكتابة الإبداعية. خلال الحرب العالمية الثانية، عملت في الصليب الأحمر الأمريكي، حيث ساهمت في جهود الدعم والإغاثة.
في عام 1948، نشرت إرنستين وشقيقتها ماريا كتابهما الأكثر شهرة، “Cheaper by the Dozen” (“أرخص بالدستة”). يروي الكتاب قصة طفولتهما غير العادية في عائلة جلبريث الكبيرة، ويقدم صورة مرحة وحيوية لحياتهما اليومية تحت إدارة والديهما غير التقليديين. حقق الكتاب نجاحاً كبيراً وأثار إعجاب القراء والنقاد على حد سواء، مما أدى إلى تحويله إلى فيلم ناجح في عام 1950.
بعد نجاح “Cheaper by the Dozen”، واصلت إرنستين وماريا الكتابة معاً، ونشرتا كتاباً ثانياً بعنوان “Belles on Their Toes” (“جميلات على رؤوس أصابعهن”) في عام 1952. يستكمل الكتاب الثاني قصة عائلة جلبريث بعد وفاة الأب فرانك، ويركز على جهود الأم ليليان للحفاظ على تماسك العائلة ومواجهة التحديات الجديدة. حقق الكتاب أيضاً نجاحاً تجارياً وتم تحويله إلى فيلم في عام 1952.
بالإضافة إلى عملها مع شقيقتها، كتبت إرنستين أيضاً بشكل مستقل. نشرت العديد من المقالات والقصص القصيرة في المجلات والصحف. كما عملت في مجال النشر، حيث قامت بتحرير ومراجعة المخطوطات.
أرخص بالدستة (Cheaper by the Dozen)
يعتبر كتاب “Cheaper by the Dozen” من أهم أعمال إرنستين جلبريث كاري. يقدم الكتاب نظرة فريدة ومسلية على حياة عائلة كبيرة في أوائل القرن العشرين. يتميز الكتاب بأسلوبه المرح والسرد الحي، ويقدم صورة واقعية لحياة عائلة جلبريث بتحدياتها وأفراحها.
يحكي الكتاب قصة فرانك وليليان جلبريث، وهما مهندسان صناعيان يطبقان مبادئ إدارة الوقت والحركة على تربية أطفالهما الاثني عشر. يستخدم الوالدان أساليب غير تقليدية لتعليم أطفالهما وتدريبهم، مما يؤدي إلى مواقف كوميدية ومفارقات مضحكة. يتعلم الأطفال دروساً قيمة في الحياة من خلال تجاربهم في المنزل، ويتعلمون أهمية العمل الجماعي والكفاءة وحب التعلم.
تم تحويل الكتاب إلى فيلمين ناجحين، الأول صدر في عام 1950 من بطولة كليفتون ويب وميرنا لوي، والثاني صدر في عام 2003 من بطولة ستيف مارتن وبوني هنت. على الرغم من أن الفيلمين يختلفان في بعض التفاصيل عن الكتاب، إلا أنهما يحتفظان بروح الدعابة والبهجة التي تميز الكتاب الأصلي.
جميلات على رؤوس أصابعهن (Belles on Their Toes)
يعتبر كتاب “Belles on Their Toes” تكملة لكتاب “Cheaper by the Dozen”. يروي الكتاب قصة عائلة جلبريث بعد وفاة الأب فرانك، ويركز على جهود الأم ليليان للحفاظ على تماسك العائلة ومواجهة التحديات الجديدة. تواجه ليليان صعوبات في إدارة شؤون العائلة بمفردها، ولكنها تنجح في التغلب على هذه الصعوبات بفضل تصميمها وقوتها.
يظهر الكتاب كيف تواصل عائلة جلبريث تطبيق مبادئ الكفاءة التي تعلموها من والديهم في حياتهم اليومية. يتعلم الأطفال تحمل المسؤولية والمساهمة في رفاهية العائلة. يواجهون تحديات جديدة في المدرسة والعمل والعلاقات الاجتماعية، ولكنهم يظلون متحدين ويدعمون بعضهم البعض.
تم تحويل الكتاب أيضاً إلى فيلم في عام 1952، وهو يكمل قصة الفيلم الأول “Cheaper by the Dozen”. يصور الفيلم كيف تنجح ليليان في تربية أطفالها بمفردها وكيف يتغلبون على التحديات التي تواجههم.
حياتها الشخصية
تزوجت إرنستين جلبريث من تشارلز إي. كاري في عام 1932. أنجبا طفلين، هما فرانك جلبريث كاري وروبرت مولر كاري. عاشت إرنستين حياة هادئة بعد تقاعدها من الكتابة، واستمتعت بقضاء الوقت مع عائلتها وأصدقائها.
توفيت إرنستين جلبريث كاري في 4 نوفمبر 2006، عن عمر يناهز 98 عاماً. تركت وراءها إرثاً غنياً من الأعمال الأدبية التي استمتع بها القراء من جميع الأعمار. ستظل أعمالها تذكرنا بأهمية العائلة والعمل الجماعي وحب التعلم.
تأثيرها وإرثها
تركت إرنستين جلبريث كاري بصمة واضحة في عالم الأدب. ألهمت أعمالها العديد من القراء، وقدمت صورة حيوية ومسلية لحياة عائلة كبيرة في أوائل القرن العشرين. ساهمت في تعزيز قيم العائلة والعمل الجماعي وحب التعلم.
يعتبر كتاب “Cheaper by the Dozen” من الكلاسيكيات الأدبية التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم. يتم تدريس الكتاب في المدارس والكليات، ويستخدم كمرجع في دراسات الأسرة وعلم الاجتماع. تم ترجمة الكتاب إلى العديد من اللغات، مما يجعله متاحاً للقراء في جميع أنحاء العالم.
تستمر أفلام “Cheaper by the Dozen” و “Belles on Their Toes” في الترفيه عن الجماهير من جميع الأعمار. تعرض الأفلام قصة عائلة جلبريث بأسلوب مرح ومؤثر، وتذكرنا بأهمية الحب والدعم في حياة الأسرة.
خاتمة
كانت إرنستين جلبريث كاري كاتبة موهوبة قدمت مساهمات قيمة في عالم الأدب. اشتهرت بمشاركتها في كتابة سيرتها الذاتية مع شقيقتها ماريا جلبريث كارن، وركزت أعمالها على تجاربها في النمو في عائلة كبيرة تحت إدارة والديها، وهما رائدا الكفاءة فرانك وليليان جلبريث. ألهمت أعمالها العديد من القراء، وستظل تذكرنا بأهمية العائلة والعمل الجماعي وحب التعلم.