تاريخ وتطوير دبليو 87
بدأ تطوير دبليو 87 في أواخر السبعينيات كجزء من برنامج صاروخ إل جي إم-118 إيه بيسكيبير. كان الهدف هو تطوير رأس حربي أكثر دقة وفعالية من الرؤوس الحربية الموجودة في ذلك الوقت. تم تصميم دبليو 87 في مختبر لورانس ليفرمور الوطني، وهو أحد مختبرين الأسلحة النووية الرئيسيين في الولايات المتحدة.
تم تصميم دبليو 87 لتحقيق دقة عالية، مما يسمح له بتدمير الأهداف الصعبة مثل الصوامع الصاروخية المحصنة. لتحقيق هذه الدقة، استخدم دبليو 87 نظام توجيه متطورًا ومكونات متينة يمكنها تحمل قسوة إطلاق الصواريخ العابرة للقارات.
تم الانتهاء من تطوير دبليو 87 في عام 1986، ودخل الخدمة في ديسمبر من ذلك العام. تم نشره على 50 صاروخًا من طراز إم إكس، كل منها يحمل 10 رؤوس حربية من طراز دبليو 87. كان دبليو 87 عنصرًا أساسيًا في الردع النووي الأمريكي خلال الحرب الباردة.
مواصفات دبليو 87
فيما يلي بعض المواصفات الرئيسية لـ دبليو 87:
- الوزن: حوالي 800 رطل (360 كجم)
- القوة: 300 كيلوطن (قابلة للتعديل حتى 475 كيلوطن)
- الطول: 68 بوصة (173 سم)
- القطر: 21 بوصة (53 سم)
تم تصميم دبليو 87 باستخدام تصميم الانفجار الداخلي الإشعاعي على مرحلتين، والذي يعتبر تصميمًا قياسيًا للرؤوس الحربية النووية الحرارية الحديثة. يتكون هذا التصميم من مرحلة أولية (الانشطار) ومرحلة ثانوية (الاندماج النووي الحراري). يتم استخدام الطاقة الناتجة عن المرحلة الأولية لضغط وتسخين المرحلة الثانوية، مما يؤدي إلى تفاعل اندماج نووي حراري أكبر بكثير.
ميزات الأمان
تم تصميم دبليو 87 مع العديد من ميزات الأمان لمنع التفجير العرضي أو غير المصرح به. تتضمن هذه الميزات ما يلي:
- المتفجرات غير الحساسة: تستخدم دبليو 87 متفجرات غير حساسة، مما يعني أنها أقل عرضة للانفجار عن طريق الصدمة أو الحرارة أو النار.
- وصلات العمل المأمونة: تستخدم دبليو 87 وصلات عمل مأمونة، والتي تتطلب سلسلة من الإجراءات الصحيحة قبل أن يتم تسليح الرأس الحربي.
- نظام التحكم في استخدام التصريح: تم تجهيز دبليو 87 بنظام التحكم في استخدام التصريح (PAL)، والذي يتطلب رمزًا لفك الرأس الحربي قبل استخدامه.
حالة دبليو 87 الحالية
مع تفكيك صاروخ إل جي إم-118 إيه بيسكيبير، تم نقل رؤوس دبليو 87 الحربية إلى صاروخ إل جي إم-30 جي مينتمان III العابر للقارات. اعتبارًا من عام 2023، يتم نشر حوالي 400 رأس حربي من طراز دبليو 87 على صواريخ مينتمان III. من المتوقع أن تظل دبليو 87 في الخدمة حتى عام 2030 على الأقل.
يجري حاليًا تطوير نسخة محسنة من دبليو 87، تسمى دبليو 87-1. تم تصميم دبليو 87-1 ليتم استخدامه على صاروخ إل جي إم-35 سينتينيل العابر للقارات المستقبلي. من المتوقع أن يكون لـ دبليو 87-1 دقة أعلى وميزات أمان محسنة.
دور دبليو 87 في الردع النووي
يلعب دبليو 87 دورًا مهمًا في الردع النووي الأمريكي. إنه أحد أكثر الرؤوس الحربية النووية دقة وقدرة في الترسانة الأمريكية. تضمن قدرة دبليو 87 على تدمير الأهداف الصعبة أن الولايات المتحدة لديها القدرة على الرد على أي هجوم نووي.
ومع ذلك، فقد تم انتقاد دبليو 87 أيضًا بسبب قوتها التدميرية المحتملة. يجادل البعض بأن استخدام دبليو 87 يمكن أن يؤدي إلى تصعيد كبير في الصراع، مع عواقب كارثية.
الجدل الدائر حول دبليو 87
أثار دبليو 87 جدلاً بسبب قوتها التدميرية المحتملة ودورها في الردع النووي. يجادل البعض بأن وجود مثل هذه الأسلحة القوية يزيد من خطر نشوب حرب نووية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن تكلفة الحفاظ على مثل هذه الترسانة الكبيرة من الأسلحة النووية.
يجادل المؤيدون بأن دبليو 87 ضرورية لردع الخصوم المحتملين وحماية المصالح الأمنية القومية للولايات المتحدة. وهم يعتقدون أن قوة دبليو 87 وقدرتها على تدمير الأهداف الصعبة تجعلها رادعًا فعالًا ضد العدوان. بالإضافة إلى ذلك، يجادلون بأن تكلفة الحفاظ على الترسانة النووية مبررة بسبب الحماية التي توفرها.
مستقبل دبليو 87
من المتوقع أن يظل دبليو 87 في الخدمة حتى عام 2030 على الأقل، وربما لفترة أطول. يجري حاليًا تطوير نسخة محسنة من دبليو 87، تسمى دبليو 87-1، ومن المتوقع أن تحل محل دبليو 87 في نهاية المطاف.
سيتم استخدام دبليو 87-1 على صاروخ إل جي إم-35 سينتينيل العابر للقارات المستقبلي، ومن المتوقع أن يكون لديه دقة أعلى وميزات أمان محسنة. ومع ذلك، فإن تطوير دبليو 87-1 أثار أيضًا جدلاً، حيث يجادل البعض بأنه يمكن أن يؤدي إلى سباق تسلح نووي جديد.
الآثار المترتبة على دبليو 87 على الحد من التسلح
أدى وجود دبليو 87 إلى تعقيد جهود الحد من التسلح. جعلت قوة دبليو 87 ودقتها من الصعب التفاوض على اتفاقيات للحد من الأسلحة النووية. بالإضافة إلى ذلك، أثار تطوير دبليو 87-1 مخاوف بشأن احتمال حدوث سباق تسلح نووي جديد.
على الرغم من هذه التحديات، لا تزال هناك جهود جارية للحد من انتشار الأسلحة النووية. تهدف معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الجديدة (نيو ستارت)، الموقعة بين الولايات المتحدة وروسيا، إلى الحد من عدد الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية التي يمكن لكل دولة نشرها. بالإضافة إلى ذلك، هناك جهود مستمرة لتعزيز نظام عدم الانتشار النووي ومنع انتشار الأسلحة النووية إلى دول أخرى.
خاتمة
دبليو 87 هو رأس حربي نووي حراري أمريكي قوي ودقيق كان جزءًا أساسيًا من الردع النووي للولايات المتحدة لعقود. في حين أن دبليو 87 كان فعالًا في ردع العدوان، إلا أنه أثار أيضًا جدلاً بسبب قوته التدميرية المحتملة ودوره في الردع النووي. من المتوقع أن يظل دبليو 87 في الخدمة لعدة سنوات قادمة، وسيستمر في لعب دور مهم في سياسة الأمن القومي للولايات المتحدة. تطوير دبليو 87-1، النسخة المحسنة، يزيد من تعقيد جهود الحد من التسلح ولكنه يهدف إلى تحسين السلامة والدقة.