مقدمة
ويسلي باري (10 أغسطس 1907 – 11 أبريل 1994) كان ممثلًا ومخرجًا ومنتجًا أمريكيًا. بدأ باري مسيرته المهنية في التمثيل وهو طفل، وسرعان ما أصبح نجمًا صاعدًا في السينما الصامتة. عُرف بملامحه المميزة، وشعره الأحمر الناري، وشخصيته المرحة. على الرغم من أن شهرته خفتت في مرحلة البلوغ، إلا أنه استمر في العمل في السينما والتلفزيون خلف الكاميرا.
حياته المبكرة
ولد ويسلي باري في سان بيرناردينو، كاليفورنيا. لم تكن طفولته سهلة، حيث عانى من الفقر في سن مبكرة. ومع ذلك، كان يتمتع بشخصية جذابة وموهبة طبيعية للأداء، مما لفت انتباه صانعي الأفلام.
بداياته في السينما الصامتة
بدأ باري حياته المهنية في السينما في سن مبكرة جدًا. في عام 1917، عندما كان يبلغ من العمر 10 سنوات فقط، ظهر في فيلم “ريبيكا من مزرعة صنيبروك” (Rebecca of Sunnybrook Farm) مع ماري بيكفورد، أحد أكبر نجوم السينما في ذلك الوقت. هذا الدور الصغير فتح له الأبواب لأدوار أكبر وأكثر أهمية.
في عام 1919، حصل على دور البطولة في فيلم “المرآة السحرية” (The Miracle Man). حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وحصل باري على إشادة واسعة النطاق عن أدائه. هذا الدور جعله نجمًا صاعدًا في هوليوود.
بعد نجاح “المرآة السحرية”، أصبح باري مطلوبًا بشدة. قام ببطولة العديد من الأفلام الناجحة الأخرى في أوائل العشرينات من القرن الماضي، بما في ذلك:
- “Dinty” (1920): لعب دور البطولة في هذا الفيلم الدرامي المؤثر الذي تناول قضايا الفقر والجريمة.
- “Bits of Life” (1921): شارك في هذا الفيلم الذي يعتبر من أوائل الأفلام التي عرضت قصصًا متعددة في فيلم واحد.
- “Rags to Riches” (1922): جسد شخصية فتى يتيم يكافح من أجل تحقيق النجاح.
خلال هذه الفترة، كان باري يعتبر واحدًا من أكثر الممثلين الأطفال الواعدين في هوليوود. كان يتمتع بشعبية كبيرة لدى الجمهور، وكان يحصل على الكثير من الاهتمام من وسائل الإعلام.
الانتقال إلى أدوار البالغين
مع تقدم باري في السن، واجه صعوبة في الانتقال من أدوار الأطفال إلى أدوار البالغين. لم يعد يتمتع بنفس الشعبية التي كان يتمتع بها عندما كان طفلاً، وبدأت الأدوار التي يحصل عليها في الانخفاض من حيث الأهمية والحجم. في أواخر العشرينات من القرن الماضي، بدأ ظهوره في الأفلام يقل بشكل ملحوظ.
في محاولة للحفاظ على مسيرته المهنية، حاول باري الانتقال إلى أدوار أكثر جدية. ومع ذلك، وجد صعوبة في التخلص من صورته كممثل طفل. لم يتمكن من إقناع المنتجين والمخرجين بأنه قادر على لعب أدوار البالغين بشكل مقنع.
العمل خلف الكاميرا
في الثلاثينيات من القرن الماضي، بدأ باري في العمل خلف الكاميرا. عمل كمساعد مخرج ومونتير ومنتج في عدد من الأفلام. على الرغم من أنه لم يحقق نفس النجاح الذي حققه كممثل، إلا أنه استمتع بالعمل خلف الكاميرا وكان لديه تقدير كبير لعملية صناعة الأفلام.
من بين الأفلام التي عمل عليها خلف الكاميرا:
- “The Monster Maker” (1944): فيلم رعب منخفض الميزانية.
- “The Corpse Came C.O.D.” (1947): فيلم كوميدي غامض.
- “Radar Secret Service” (1950): فيلم حركة وإثارة.
كما عمل في التلفزيون، حيث قام بإخراج وإنتاج حلقات من العديد من المسلسلات التلفزيونية الشهيرة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.
حياته الشخصية
تزوج ويسلي باري ثلاث مرات. تزوج من بيتي باري في عام 1928 واستمر الزواج حتى عام 1930. تزوج لاحقًا من كلير دود في عام 1930 واستمر الزواج حتى عام 1939. ثم تزوج من إلين جوردون في عام 1940 واستمر الزواج حتى وفاته في عام 1994. كان لديه طفل واحد.
وفاته
توفي ويسلي باري في 11 أبريل 1994، في مقاطعة لوس أنجلوس، كاليفورنيا، عن عمر يناهز 86 عامًا.
إرثه
على الرغم من أن ويسلي باري لم يحقق نفس الشهرة التي حققها بعض الممثلين الأطفال الآخرين، إلا أنه ترك بصمة واضحة في تاريخ السينما. كان ممثلًا موهوبًا ومجتهدًا، وعمل بجد طوال حياته المهنية. سيظل دائمًا يُذكر كواحد من نجوم السينما الصامتة البارزين.
جوائز وتكريمات
لم يحصل ويسلي باري على العديد من الجوائز الرسمية خلال حياته المهنية. ومع ذلك، حصل على تقدير كبير من الجمهور والنقاد لأدائه في العديد من الأفلام. كما تم تكريمه بعد وفاته من خلال وضعه نجمة باسمه في ممر الشهرة في هوليوود.
أفلام مختارة
- ريبيكا من مزرعة صنيبروك (Rebecca of Sunnybrook Farm) 1917
- المرآة السحرية (The Miracle Man) 1919
- دينتي (Dinty) 1920
- أجزاء من الحياة (Bits of Life) 1921
- من الفقر إلى الثراء (Rags to Riches) 1922
خاتمة
كان ويسلي باري ممثلًا أمريكيًا موهوبًا بدأ حياته المهنية في السينما الصامتة كطفل. حقق نجاحًا كبيرًا في سن مبكرة، لكنه واجه صعوبة في الانتقال إلى أدوار البالغين. لاحقًا، عمل خلف الكاميرا كمخرج ومنتج. على الرغم من أن شهرته خفتت مع مرور الوقت، إلا أنه سيظل يُذكر كواحد من نجوم السينما الصامتة البارزين. قدم مساهمات قيمة في صناعة السينما والتلفزيون، وسيظل إرثه باقياً للأجيال القادمة.