تاريخ الرصد
لم تكن مفرغة الهواء معروفة ككوكبة مستقلة في العصور القديمة. ظهرت لأول مرة على الخرائط الفلكية في القرن الثامن عشر، عندما قام نيكولاس لويس دو لكيل بتحديدها ورسمها أثناء إقامته في رأس الرجاء الصالح. كان دو لكيل يقوم بمسح منهجي للسماء الجنوبية، وقام بتسمية العديد من الكوكبات الجديدة تكريماً للاختراعات العلمية والأدوات المستخدمة في عصره. اختار اسم “Antlia Pneumatica” (مضخة الهواء) لتكريم عمل روبرت بويل وغيره من العلماء الذين ساهموا في تطوير هذا الجهاز الهام.
الموقع والخصائص
تقع مفرغة الهواء في الربع الثاني من نصف الكرة السماوي الجنوبي، ويمكن رؤيتها بشكل أفضل من خطوط العرض الجنوبية خلال فصل الربيع. تحدها من الشمال كوكبة الشجاع، ومن الشرق كوكبة القاعدة، ومن الجنوب كوكبة السدس، ومن الغرب كوكبة بيت النحات. تبلغ مساحتها حوالي 239 درجة مربعة، مما يجعلها في المرتبة الثانية والستين من بين الكوكبات من حيث الحجم.
تعتبر مفرغة الهواء كوكبة خافتة نسبياً، حيث لا تحتوي على أي نجوم ساطعة بشكل خاص. ألمع نجم فيها هو ألفا مفرغة الهواء (α Antliae)، وهو عملاق برتقالي اللون يقع على بعد حوالي 365 سنة ضوئية من الأرض. يبلغ قدره الظاهري 4.28، مما يجعله مرئياً بالعين المجردة في الظروف الجوية المناسبة.
النجوم البارزة
- ألفا مفرغة الهواء (α Antliae): ألمع نجم في الكوكبة، وهو عملاق برتقالي يقع على بعد 365 سنة ضوئية تقريباً.
- إيتا مفرغة الهواء (η Antliae): نجم ثنائي يقع على بعد حوالي 106 سنوات ضوئية. يتكون من نجمين يدوران حول بعضهما البعض.
- دلتا مفرغة الهواء (δ Antliae): نجم عملاق من النوع G يقع على بعد حوالي 230 سنة ضوئية.
- إتش دي 93083 (HD 93083): نجم شبيه بالشمس يستضيف كوكباً خارج المجموعة الشمسية.
الأجرام السماوية الأخرى
بالإضافة إلى النجوم، تحتوي مفرغة الهواء على عدد قليل من الأجرام السماوية الأخرى التي تستحق المشاهدة، بما في ذلك:
- NGC 2997: مجرة حلزونية كبيرة تقع على بعد حوالي 30 مليون سنة ضوئية. تعتبر واحدة من ألمع المجرات في مجموعة مفرغة الهواء المجرية.
- مجرة مفرغة الهواء القزمة (Antlia Dwarf): مجرة قزمة كروية تابعة لمجموعتنا المحلية من المجرات.
- Abell 1060 (عنقود مفرغة الهواء): عنقود مجري كبير يحتوي على مئات المجرات.
كيفية رصد مفرغة الهواء
على الرغم من أن مفرغة الهواء ليست كوكبة ساطعة بشكل خاص، إلا أنه يمكن رصدها بسهولة نسبياً من المواقع ذات السماء المظلمة. أفضل وقت لرؤيتها هو خلال فصل الربيع في نصف الكرة الجنوبي. للبحث عنها، ابدأ بتحديد النجوم الساطعة القريبة، مثل قلب الأسد في كوكبة الأسد والسهيل في كوكبة القاعدة. تقع مفرغة الهواء بين هاتين الكوكبتين.
استخدم خريطة النجوم أو تطبيقاً فلكياً لمساعدتك في تحديد موقع النجوم البارزة في مفرغة الهواء. قد تحتاج إلى استخدام منظار أو تلسكوب صغير لرؤية الأجرام السماوية الخافتة، مثل المجرات والعناقيد النجمية.
الأهمية الثقافية
باعتبارها كوكبة حديثة نسبياً، لا ترتبط مفرغة الهواء بالعديد من الأساطير أو القصص الثقافية القديمة. ومع ذلك، فهي تمثل تقديرًا للاختراعات العلمية التي ساهمت في فهمنا للكون. مضخة الهواء، التي تمثلها الكوكبة، كانت أداة أساسية في التجارب العلمية التي أدت إلى اكتشاف العديد من القوانين الفيزيائية الهامة.
في العصر الحديث، تستخدم مفرغة الهواء كمرجع فلكي للعلماء والباحثين الذين يدرسون النجوم والمجرات والأجرام السماوية الأخرى في هذه المنطقة من السماء. تساعد دراسة هذه الكوكبة في توسيع معرفتنا بالكون وتطوره.
خاتمة
مفرغة الهواء هي كوكبة خافتة تقع في نصف الكرة السماوي الجنوبي. على الرغم من أنها لا تحتوي على العديد من النجوم الساطعة، إلا أنها تحتوي على عدد قليل من الأجرام السماوية المثيرة للاهتمام، بما في ذلك المجرات والعناقيد النجمية. تمثل هذه الكوكبة تقديرًا للاختراعات العلمية التي ساهمت في فهمنا للكون، وتستمر في لعب دور هام في الأبحاث الفلكية الحديثة.