نشأته وحياته المبكرة
ولد زاركو زرينجانين في قرية إزديشته (Izdište)، بالقرب من فرشاتس (Vršac) في 11 سبتمبر 1902. نشأ في عائلة فلاحية متواضعة، وتلقى تعليمه الأساسي في قريته. منذ صغره، أظهر اهتمامًا كبيرًا بالعدالة الاجتماعية والمساواة، مما دفعه إلى الانخراط في الحركة العمالية في سن مبكرة.
بعد الانتهاء من تعليمه الأساسي، انتقل زرينجانين إلى بلغراد للدراسة في كلية الحقوق بجامعة بلغراد. خلال فترة دراسته، انضم إلى العديد من المنظمات الطلابية الاشتراكية والشيوعية، وأصبح ناشطًا في نشر الأفكار الماركسية بين الطلاب والعمال. كانت هذه الفترة حاسمة في تشكيل وعيه السياسي وتحديد مساره النضالي.
نشاطه السياسي قبل الحرب العالمية الثانية
انضم زرينجانين إلى الحزب الشيوعي اليوغوسلافي في عام 1920، وسرعان ما برز كواحد من القادة الشباب الواعدين في الحزب. شارك بنشاط في تنظيم الإضرابات والمظاهرات العمالية، وساهم في نشر الأدبيات الشيوعية في جميع أنحاء يوغوسلافيا. تعرض للاعتقال والسجن عدة مرات بسبب نشاطه السياسي، لكنه استمر في النضال من أجل حقوق العمال والفلاحين.
في ثلاثينيات القرن الماضي، أصبح زرينجانين عضوًا في اللجنة الإقليمية للحزب الشيوعي في فويفودينا، ولعب دورًا رئيسيًا في توحيد الحركة العمالية في المنطقة. عمل على تنظيم الفلاحين الفقراء وتعبئتهم للمطالبة بالإصلاح الزراعي وتحسين ظروف معيشتهم. كما ساهم في إنشاء العديد من المنظمات السرية التابعة للحزب الشيوعي، والتي لعبت دورًا حاسمًا في مقاومة النظام الملكي اليوغوسلافي.
خلال هذه الفترة، سافر زرينجانين إلى الاتحاد السوفيتي للدراسة في مدرسة لينين الدولية، حيث تلقى تدريبًا متقدمًا في النظرية والتكتيكات الشيوعية. عاد إلى يوغوسلافيا بعد بضع سنوات، وأصبح أكثر تصميمًا على مواصلة النضال من أجل تحقيق الثورة الاشتراكية.
دوره في الحرب العالمية الثانية
بعد غزو يوغوسلافيا من قبل قوات المحور في أبريل 1941، كان زرينجانين من بين أوائل الشيوعيين الذين دعوا إلى المقاومة المسلحة. قام بتنظيم وحدات حزبية في فويفودينا، وشن هجمات على القوات الألمانية والمجرية. كانت وحداته الحزبية مسؤولة عن تخريب البنية التحتية، وقطع خطوط الاتصالات، وإعاقة حركة الإمدادات العسكرية.
أصبح زرينجانين قائدًا أسطوريًا للمقاومة في فويفودينا، واكتسب احترامًا واسع النطاق بين السكان المحليين. كان معروفًا بشجاعته وتصميمه، وقدرته على إلهام الآخرين. تمكن من تجنيد الآلاف من المتطوعين في صفوف الحزب، وتحويل فويفودينا إلى معقل للمقاومة ضد قوات الاحتلال.
في خريف عام 1942، تم القبض على زرينجانين من قبل الشرطة الخاصة الألمانية. تعرض للتعذيب الشديد، لكنه رفض الكشف عن أي معلومات حول منظمات المقاومة. تم إعدامه في 4 نوفمبر 1942، بالقرب من قرية بافلوفيتش (Pavlović).
إرثه وتكريمه
بعد الحرب العالمية الثانية، تم تكريم زاركو زرينجانين كبطل قومي في يوغوسلافيا. تم تغيير اسم مدينة بتروفغراد إلى زرينجانين تكريماً له، وتم بناء العديد من النصب التذكارية والمتاحف التي تخلد ذكراه. تم تسمية العديد من الشوارع والمدارس والمؤسسات الأخرى باسمه.
يعتبر زرينجانين رمزًا للمقاومة ضد الفاشية والنازية في يوغوسلافيا. يمثل شجاعته وتصميمه وإيمانه الراسخ بالعدالة الاجتماعية مصدر إلهام للأجيال القادمة. لا يزال اسمه يتردد في فويفودينا كرمز للبطولة والتضحية من أجل الحرية.
- مدينة زرينجانين: تم تغيير اسم مدينة بتروفغراد إلى زرينجانين تكريماً له، وهي اليوم واحدة من أكبر المدن في فويفودينا.
- النصب التذكارية والمتاحف: تم بناء العديد من النصب التذكارية والمتاحف في جميع أنحاء فويفودينا تخليداً لذكرى زاركو زرينجانين.
- الشوارع والمدارس: تم تسمية العديد من الشوارع والمدارس والمؤسسات الأخرى باسم زاركو زرينجانين.
خاتمة
زاركو زرينجانين “أوتشا” كان مناضلاً يوغوسلافياً وبطلاً قومياً. لعب دورًا محوريًا في تنظيم المقاومة ضد قوات المحور في فويفودينا خلال الحرب العالمية الثانية. على الرغم من استشهاده، ظل إرثه حياً كرمز للشجاعة والتضحية من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، وتحولت ذكراه إلى مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة. يعتبر تكريمه بتسمية مدينة زرينجانين باسمه دليلاً على المكانة الرفيعة التي يحظى بها في تاريخ يوغوسلافيا.