اكتشاف الألماسة
تم اكتشاف ألماسة تايلور-برتون في عام 1966 في منجم بريميير في جنوب أفريقيا. كانت الألماسة الخام تزن 241 قيراطًا (48.2 جرامًا)، وهي كتلة كبيرة جدًا تجعلها قطعة استثنائية. بعد اكتشافها، تم بيعها لتاجر الألماس لازار كابلان، الذي اشتهر بمهارته في صقل الألماس الكبيرة والمعقدة.
صقل الألماسة
قام لازار كابلان بدراسة الألماسة الخام بعناية فائقة لتحديد أفضل طريقة لتقطيعها وصقلها. استغرق الأمر عدة أشهر من التخطيط والتحليل لضمان الحصول على أفضل نتيجة ممكنة. في النهاية، قرر كابلان تقطيع الألماسة إلى شكل كمثري (Pear-shaped) بوزن 69.42 قيراطًا. يعتبر هذا الشكل من الأشكال الكلاسيكية التي تبرز جمال الألماسة وتزيد من بريقها وتألقها.
المزاد والشراء
بعد الانتهاء من صقلها، تم عرض الألماسة للبيع في مزاد علني في عام 1969. اجتذب المزاد اهتمامًا كبيرًا من هواة جمع المجوهرات والأثرياء من جميع أنحاء العالم. كان من بين المتنافسين على شراء الألماسة ريتشارد برتون، الذي كان مصممًا على شرائها لزوجته إليزابيث تايلور. فاز برتون بالمزاد بعد أن دفع مبلغًا قياسيًا في ذلك الوقت قدره 307,000 دولار أمريكي. قام برتون لاحقًا بتسمية الألماسة باسم “ألماسة تايلور-برتون” تكريمًا لزوجته.
إليزابيث تايلور والألماسة
كانت إليزابيث تايلور عاشقة للمجوهرات والألماس، وكانت تمتلك مجموعة كبيرة ومتنوعة من القطع الثمينة. أصبحت ألماسة تايلور-برتون واحدة من أبرز وأشهر قطع مجموعتها. ارتدت تايلور الألماسة في العديد من المناسبات العامة والخاصة، مما زاد من شهرتها وأسطورتها. كانت تايلور تعتز بالألماسة كثيرًا وتعتبرها رمزًا لحبها لزوجها ريتشارد برتون.
التصميم والاستخدام
في البداية، ارتدت إليزابيث تايلور ألماسة تايلور-برتون كقلادة. تم تصميم القلادة خصيصًا لتبرز جمال الألماسة وتزيد من جاذبيتها. لاحقًا، قامت تايلور بتغيير تصميم القلادة، وأضافت إليها المزيد من الألماس والزخارف لتصبح قطعة أكثر فخامة وروعة. كانت تايلور حريصة على ارتداء الألماسة في المناسبات الهامة، مثل حفلات توزيع الجوائز والعروض الأولى للأفلام.
البيع والتبرع
بعد انفصال إليزابيث تايلور عن ريتشارد برتون، قررت تايلور بيع ألماسة تايلور-برتون في عام 1978. تم بيع الألماسة بمبلغ 2.8 مليون دولار أمريكي. تبرعت تايلور بجزء كبير من المبلغ الذي حصلت عليه من بيع الألماسة لبناء مستشفى في بوتسوانا. يعكس هذا العمل الخيري التزام تايلور بالقضايا الإنسانية ورغبتها في مساعدة المحتاجين.
الأهمية الثقافية والتاريخية
تعتبر ألماسة تايلور-برتون أكثر من مجرد قطعة مجوهرات ثمينة. إنها رمز للثقافة الشعبية والتاريخ الاجتماعي في القرن العشرين. تمثل الألماسة فترة من الفخامة والبذخ، وتعكس اهتمام المجتمع بالمشاهير والأثرياء. كما أنها تذكرنا بقصة حب مشهورة بين اثنين من أبرز نجوم السينما في العالم.
الأثر الفني
ألهمت ألماسة تايلور-برتون العديد من الفنانين والمصممين. ظهرت الألماسة في العديد من اللوحات والرسومات والصور الفوتوغرافية. كما تم استخدامها كمصدر إلهام لتصميم المجوهرات والأزياء. تظل الألماسة مصدر إلهام للفنانين حتى يومنا هذا.
الألماسة في العصر الحديث
على الرغم من مرور سنوات عديدة على بيعها، لا تزال ألماسة تايلور-برتون تحظى بشهرة واسعة. تظهر صور الألماسة وقصتها في الكتب والمجلات والأفلام الوثائقية. كما يتم تداول أخبار عنها بين هواة جمع المجوهرات والمهتمين بتاريخ الفن والثقافة. تظل ألماسة تايلور-برتون رمزًا للأناقة والجمال الخالد.
نصائح للحفاظ على الألماس
- التنظيف المنتظم: يجب تنظيف الألماس بانتظام باستخدام فرشاة ناعمة وماء دافئ وصابون لطيف.
- التخزين المناسب: يجب تخزين الألماس في علبة مبطنة أو كيس قماشي ناعم لحمايته من الخدوش والتلف.
- تجنب المواد الكيميائية: يجب تجنب تعريض الألماس للمواد الكيميائية القاسية مثل الكلور والمبيضات.
- الفحص الدوري: يجب فحص الألماس بانتظام من قبل متخصص للتأكد من سلامة الإطار والأحجار.
كيفية تقدير قيمة الألماس
- القيراط (Carat): يشير إلى وزن الألماسة. كلما زاد القيراط، زادت قيمة الألماسة.
- النقاء (Clarity): يشير إلى خلو الألماسة من العيوب والشوائب الداخلية. كلما كان النقاء أعلى، زادت قيمة الألماسة.
- اللون (Color): يشير إلى درجة لون الألماسة. الألماس الأبيض النقي هو الأكثر قيمة.
- القطع (Cut): يشير إلى جودة تقطيع الألماسة. كلما كان القطع أفضل، زاد بريق الألماسة وتألقها.
شراء الألماس
عند شراء الألماس، من المهم التأكد من شراءه من مصدر موثوق به. يجب طلب شهادة من مختبر معتمد مثل GIA (معهد الأحجار الكريمة الأمريكي) لضمان جودة الألماسة وأصالتها. كما يجب مقارنة الأسعار بين مختلف البائعين للحصول على أفضل صفقة.
خاتمة
تظل ألماسة تايلور-برتون قصة فريدة من نوعها في عالم المجوهرات والألماس. إنها تجسد الفخامة والأناقة وقصة حب مشهورة. على الرغم من بيعها وتداولها عبر السنوات، فإنها لا تزال تحتفظ بمكانتها كرمز للجمال الخالد والأثر الثقافي والتاريخي. من اكتشافها في منجم بريميير إلى تألقها على عنق إليزابيث تايلور، تظل هذه الألماسة شاهدة على عصر ذهبي من البذخ والشهرة.