مقدمة
مؤسسة موريّا شوك الإصلاحية كانت سجناً بولاية نيويورك الأمريكية يتميز بالحد الأدنى من الإجراءات الأمنية. يقع السجن في بلدة مينفيل.
تأسست مؤسسة موريّا شوك الإصلاحية بهدف تقديم برنامج إصلاحي فريد من نوعه يركز على الصدمة النفسية والتأهيل السلوكي للسجناء. تم تصميم هذا البرنامج لمساعدة النزلاء على مواجهة المشاكل الجذرية التي أدت إلى ارتكابهم الجرائم، وتزويدهم بالأدوات والمهارات اللازمة لإعادة الاندماج في المجتمع كمواطنين منتجين.
تعتبر المؤسسة جزءًا من نظام السجون في ولاية نيويورك، وقد تم إنشاؤها استجابةً لارتفاع معدلات الجريمة وزيادة عدد السجناء في الثمانينيات والتسعينيات. كان الهدف هو تقديم بديل للعقوبات التقليدية التي غالبًا ما تفشل في معالجة الأسباب الكامنة وراء الجريمة.
تاريخ المؤسسة
افتتحت مؤسسة موريّا شوك الإصلاحية أبوابها في عام 1987، وكانت واحدة من أوائل المؤسسات الإصلاحية التي تعتمد نهج “الصدمة” في التأهيل. استوحي هذا النهج من البرامج العسكرية التي تهدف إلى بناء الانضباط الذاتي والعمل الجماعي من خلال التحديات الجسدية والنفسية.
على مر السنين، خضعت المؤسسة لعدة تغييرات وتعديلات في برامجها وسياساتها. ومع ذلك، ظلت ملتزمة بمهمتها الأساسية المتمثلة في توفير بيئة إصلاحية تساعد السجناء على تغيير حياتهم للأفضل. لعبت المؤسسة دورًا هامًا في نظام السجون في نيويورك، حيث استقبلت آلاف السجناء وقدمت لهم فرصًا لإعادة التأهيل.
في عام 2023، تم إغلاق المؤسسة بشكل نهائي بسبب عدة عوامل، بما في ذلك انخفاض عدد السجناء في الولاية وتقليص الميزانيات المخصصة للسجون. كان إغلاق المؤسسة بمثابة نهاية حقبة في تاريخ الإصلاحيات في نيويورك، ولكنه أيضًا أثار تساؤلات حول مستقبل برامج الإصلاح البديلة.
برامج المؤسسة
اشتهرت مؤسسة موريّا شوك الإصلاحية ببرامجها المكثفة التي تهدف إلى إصلاح السلوك وتنمية الشخصية لدى السجناء. كانت هذه البرامج تتضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة والتدريبات، بما في ذلك:
- التدريب البدني: كان التدريب البدني جزءًا أساسيًا من البرنامج، حيث يهدف إلى بناء القوة البدنية والقدرة على التحمل والانضباط الذاتي. كان السجناء يشاركون في تمارين رياضية مكثفة، مثل الجري والضغط والرفع، بالإضافة إلى التدريب على فنون الدفاع عن النفس.
- العلاج النفسي: كان العلاج النفسي يهدف إلى معالجة المشاكل النفسية والعاطفية التي يعاني منها السجناء. كان السجناء يتلقون جلسات علاج فردية وجماعية، حيث يتعلمون كيفية التعامل مع الغضب والإحباط والقلق، وكيفية بناء علاقات صحية.
- التعليم: كان التعليم يهدف إلى تزويد السجناء بالمهارات والمعرفة اللازمة للحصول على وظيفة بعد الإفراج عنهم. كان السجناء يحصلون على دروس في القراءة والكتابة والرياضيات، بالإضافة إلى دورات تدريبية في مجالات مثل الكمبيوتر والنجارة والكهرباء.
- العمل: كان العمل يهدف إلى تعليم السجناء قيمة العمل الجاد والمسؤولية. كان السجناء يعملون في وظائف مختلفة داخل المؤسسة، مثل الطهي والتنظيف والصيانة.
- البرامج المجتمعية: كانت البرامج المجتمعية تهدف إلى مساعدة السجناء على إعادة الاندماج في المجتمع بعد الإفراج عنهم. كان السجناء يشاركون في أنشطة مجتمعية مختلفة، مثل العمل التطوعي وزيارة المدارس والمستشفيات.
كانت هذه البرامج مصممة لتكون شاملة ومتكاملة، حيث تهدف إلى معالجة جميع جوانب حياة السجين، من الجانب البدني إلى الجانب النفسي إلى الجانب الاجتماعي.
فعالية المؤسسة
أثارت فعالية مؤسسة موريّا شوك الإصلاحية جدلاً واسعاً على مر السنين. أظهرت بعض الدراسات أن المؤسسة كانت ناجحة في تقليل معدلات العودة إلى الإجرام بين السجناء الذين شاركوا في برامجها. ومع ذلك، أشارت دراسات أخرى إلى أن تأثير المؤسسة كان محدودًا، وأن معدلات العودة إلى الإجرام بين السجناء الذين شاركوا في برامجها لم تكن مختلفة بشكل كبير عن معدلات العودة إلى الإجرام بين السجناء الذين لم يشاركوا في هذه البرامج.
هناك عدة عوامل يمكن أن تفسر هذا التباين في النتائج. أولاً، من الصعب قياس فعالية برامج الإصلاح بشكل دقيق، حيث أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على معدلات العودة إلى الإجرام، مثل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية التي يواجهها السجناء بعد الإفراج عنهم.
ثانياً، قد تختلف فعالية البرامج باختلاف نوع السجناء الذين يشاركون فيها. قد تكون البرامج أكثر فعالية بالنسبة للسجناء الذين لديهم دوافع قوية للتغيير والذين يتمتعون بدعم اجتماعي قوي.
ثالثاً، قد تختلف فعالية البرامج باختلاف جودة التنفيذ. قد تكون البرامج أكثر فعالية عندما يتم تنفيذها من قبل موظفين مؤهلين ومدربين تدريباً جيداً، وعندما يتم تخصيصها لتلبية الاحتياجات الفردية للسجناء.
على الرغم من الجدل الدائر حول فعاليتها، إلا أن مؤسسة موريّا شوك الإصلاحية كانت رائدة في مجال الإصلاحيات البديلة، وقد ألهمت العديد من المؤسسات الأخرى في جميع أنحاء العالم لتبني نهج مماثل في التأهيل.
انتقادات للمؤسسة
على الرغم من الجهود المبذولة لتوفير بيئة إصلاحية إيجابية، واجهت مؤسسة موريّا شوك الإصلاحية العديد من الانتقادات على مر السنين. تركزت هذه الانتقادات على عدة جوانب، بما في ذلك:
- القسوة: اتهمت المؤسسة باستخدام أساليب قاسية وغير إنسانية في التعامل مع السجناء. ادعى بعض السجناء أنهم تعرضوا للإيذاء الجسدي والنفسي من قبل الموظفين، وأنهم عوملوا بطريقة مهينة وغير محترمة.
- التمييز: اتهمت المؤسسة بممارسة التمييز ضد السجناء على أساس العرق والدين والجنس. ادعى بعض السجناء أنهم عوملوا بشكل غير عادل بسبب لون بشرتهم أو معتقداتهم الدينية أو هويتهم الجنسية.
- الفساد: اتهمت المؤسسة بالفساد والتلاعب. ادعى بعض الموظفين أنهم شهدوا ممارسات غير قانونية داخل المؤسسة، مثل الاختلاس والرشوة والتهريب.
ردت إدارة المؤسسة على هذه الانتقادات بالقول إنها تأخذ جميع الادعاءات على محمل الجد، وأنها تحقق في جميع الحالات المبلغ عنها. كما أكدت الإدارة أنها ملتزمة بتوفير بيئة آمنة وإنسانية لجميع السجناء، وأنها تتخذ جميع التدابير اللازمة لمنع أي شكل من أشكال سوء المعاملة أو التمييز أو الفساد.
ومع ذلك، ظلت هذه الانتقادات قائمة، وقد ساهمت في تراجع سمعة المؤسسة وفي قرار إغلاقها في عام 2023.
الإغلاق
تم إغلاق مؤسسة موريّا شوك الإصلاحية في عام 2023 كجزء من خطة أوسع لإغلاق السجون في ولاية نيويورك. كان هناك عدة عوامل ساهمت في هذا القرار، بما في ذلك:
- انخفاض عدد السجناء: شهدت ولاية نيويورك انخفاضًا كبيرًا في عدد السجناء على مدى العقد الماضي. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، بما في ذلك انخفاض معدلات الجريمة وتغيير سياسات العقوبات.
- تقليص الميزانيات: واجهت ولاية نيويورك ضغوطًا مالية كبيرة في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تقليص الميزانيات المخصصة للسجون.
- الانتقادات: واجهت مؤسسة موريّا شوك الإصلاحية العديد من الانتقادات على مر السنين، مما أدى إلى تراجع سمعتها وإلى فقدان الدعم السياسي لها.
كان إغلاق المؤسسة بمثابة صدمة للعديد من الموظفين والسجناء، وكذلك للمجتمع المحلي. فقد العديد من الموظفين وظائفهم، واضطر السجناء إلى الانتقال إلى سجون أخرى. كما فقد المجتمع المحلي مصدرًا هامًا للدخل وفرص العمل.
أثار إغلاق المؤسسة أيضًا تساؤلات حول مستقبل برامج الإصلاح البديلة. هل سيتم استبدال هذه البرامج ببرامج أخرى أكثر فعالية؟ أم أن ولاية نيويورك ستعود إلى العقوبات التقليدية؟
تأثير المؤسسة
على الرغم من إغلاقها، تركت مؤسسة موريّا شوك الإصلاحية بصمة واضحة على نظام السجون في ولاية نيويورك وفي جميع أنحاء العالم. كانت المؤسسة رائدة في مجال الإصلاحيات البديلة، وقد ألهمت العديد من المؤسسات الأخرى لتبني نهج مماثل في التأهيل.
كما ساهمت المؤسسة في تغيير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى السجناء. بدلاً من مجرد اعتبارهم مجرمين يجب معاقبتهم، بدأت المؤسسة في رؤيتهم كأفراد لديهم القدرة على التغيير والتحسين. وقد ساعد ذلك في تغيير الخطاب العام حول الجريمة والعقاب، وفي زيادة الدعم لبرامج الإصلاح التي تهدف إلى معالجة الأسباب الكامنة وراء الجريمة.
يبقى أن نرى ما إذا كانت الدروس المستفادة من مؤسسة موريّا شوك الإصلاحية ستستمر في التأثير على سياسات الإصلاح في المستقبل. ومع ذلك، لا شك في أن المؤسسة لعبت دورًا هامًا في تاريخ الإصلاحيات في ولاية نيويورك، وأنها ستظل تُذكر كنموذج للابتكار والتغيير.
خاتمة
كانت مؤسسة موريّا شوك الإصلاحية مؤسسة فريدة من نوعها تهدف إلى إصلاح السجناء من خلال برامج مكثفة تركز على الصدمة النفسية والتأهيل السلوكي. على الرغم من الجدل الدائر حول فعاليتها والانتقادات التي واجهتها، إلا أن المؤسسة لعبت دورًا هامًا في تاريخ الإصلاحيات في ولاية نيويورك، وقد ألهمت العديد من المؤسسات الأخرى في جميع أنحاء العالم لتبني نهج مماثل في التأهيل. يبقى تأثير المؤسسة موضوع نقاش مستمر، ولكن لا يمكن إنكار أنها ساهمت في تغيير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى السجناء وإلى الجريمة والعقاب.