تاريخ ورشة نيبسيند
بدأ تاريخ ورشة نيبسيند مع التوسع السريع لشبكة السكك الحديدية في إنجلترا خلال القرن التاسع عشر. تأسست شركة شيفيلد وأشتون-أندر-لاينز آند مانشستر للسكك الحديدية في عام 1837، وسعت بسرعة إلى إنشاء خطوط تربط شيفيلد بالمراكز الصناعية الأخرى. ومع زيادة عدد القاطرات والعربات المستخدمة في هذه الخطوط، ظهرت الحاجة إلى مرفق مخصص للصيانة والإصلاح. وهكذا، تم بناء ورشة محركات نيبسيند في موقع استراتيجي لخدمة الخطوط المتنامية.
في عام 1847، اندمجت شركة شيفيلد وأشتون-أندر-لاينز آند مانشستر للسكك الحديدية مع شركات أخرى لتشكيل شركة مانشستر وشيفيلد ولينكولنشاير للسكك الحديدية. استمرت الشركة الجديدة في توسيع شبكتها، مما أدى إلى زيادة أهمية ورشة نيبسيند. خضعت الورشة لعدة توسعات وتحديثات على مر السنين لاستيعاب العدد المتزايد من القاطرات التي تحتاج إلى صيانة.
خلال أوجها، كانت ورشة نيبسيند توظف مئات العمال المهرة، بما في ذلك المهندسين والميكانيكيين والحدادين وصانعي الغلايات. كانت الورشة مجهزة بأحدث الآلات والأدوات، مما يسمح لها بإجراء مجموعة واسعة من الإصلاحات والصيانة. بالإضافة إلى صيانة القاطرات، قامت الورشة أيضًا ببناء قاطرات جديدة وعربات قطارات أخرى.
عمليات ورشة نيبسيند
كانت ورشة نيبسيند مركزًا حيويًا لعمليات السكك الحديدية في منطقة شيفيلد. كانت الورشة مسؤولة عن صيانة وإصلاح مجموعة متنوعة من القاطرات، بما في ذلك قاطرات الركاب والبضائع. بالإضافة إلى ذلك، قامت الورشة بصيانة عربات القطارات الأخرى، مثل عربات الركاب وعربات البضائع.
تضمنت عمليات الصيانة والإصلاح في ورشة نيبسيند مجموعة واسعة من المهام. وشملت هذه المهام الفحوصات الروتينية، وإصلاحات المحركات، وإصلاحات الغلايات، وإصلاحات العجلات، وإعادة طلاء القاطرات والعربات. كانت الورشة مجهزة أيضًا بمسبك، حيث تم صب أجزاء جديدة للقاطرات والعربات.
لعبت ورشة نيبسيند أيضًا دورًا في بناء قاطرات جديدة. أنتجت الورشة عددًا من القاطرات البارزة على مر السنين، بما في ذلك الفئة O4 و الفئة J11. تم استخدام هذه القاطرات في مجموعة متنوعة من الخدمات، بما في ذلك خدمات الركاب والبضائع.
تراجع وإغلاق ورشة نيبسيند
بدأ تراجع ورشة نيبسيند في منتصف القرن العشرين، مع ظهور الديزل والكهرباء كبدائل للقاطرات البخارية. أصبحت القاطرات البخارية تدريجيًا أقل استخدامًا، مما أدى إلى انخفاض الحاجة إلى مرافق الصيانة والإصلاح الخاصة بها.
في عام 1923، تم دمج شركة مانشستر وشيفيلد ولينكولنشاير للسكك الحديدية في شركة لندن والشمال الشرقي للسكك الحديدية (London and North Eastern Railway – LNER). استمرت LNER في تشغيل ورشة نيبسيند لبعض الوقت، ولكن مع استمرار تراجع القاطرات البخارية، أصبحت الورشة أقل أهمية. في النهاية، في عام 1963، تم إغلاق ورشة نيبسيند.
بعد إغلاقها، تم هدم ورشة نيبسيند وتم بناء مساكن ومحلات تجارية على الموقع. لا يوجد اليوم سوى القليل جدًا من بقايا الورشة الأصلية.
أهمية ورشة نيبسيند
على الرغم من أنها لم تعد موجودة، إلا أن ورشة محركات نيبسيند تحتل مكانة مهمة في تاريخ السكك الحديدية في إنجلترا. كانت الورشة بمثابة مركز حيوي لعمليات السكك الحديدية في منطقة شيفيلد، حيث قدمت خدمات الصيانة والإصلاح الأساسية للقاطرات والعربات. كما لعبت الورشة دورًا في بناء قاطرات جديدة، مما ساهم في تطوير شبكة السكك الحديدية.
بالإضافة إلى أهميتها العملية، لعبت ورشة نيبسيند أيضًا دورًا في تاريخ المجتمع المحلي. وفرت الورشة فرص عمل لمئات العمال المهرة، وساهمت في النمو الاقتصادي للمنطقة. كانت الورشة أيضًا جزءًا مهمًا من هوية نيبسيند، حيث كانت معلمًا بارزًا في المنطقة.
اليوم، لا يزال ورشة نيبسيند يتذكرها العديد من الأشخاص الذين عاشوا وعملوا في المنطقة. إنها شهادة على أهمية السكك الحديدية في تشكيل تاريخ إنجلترا، وعلى دور المجتمعات المحلية في دعم هذه الصناعة الحيوية.
بقايا ورشة نيبسيند
كما ذكرنا سابقًا، لا يوجد اليوم سوى القليل جدًا من بقايا ورشة نيبسيند الأصلية. تم هدم الورشة بعد إغلاقها، وتم بناء مساكن ومحلات تجارية على الموقع. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الأدلة على وجود الورشة في الماضي.
أحد هذه الأدلة هو اسم “طريق ورشة المحركات” (Engine Shed Road)، وهو شارع يقع بالقرب من موقع الورشة السابق. هذا الشارع هو تذكير بتاريخ المنطقة وعلاقتها بالسكك الحديدية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الصور والوثائق التاريخية المتعلقة بورشة نيبسيند لا تزال موجودة. يمكن العثور على هذه المواد في المحفوظات المحلية والمتاحف، وهي توفر نظرة ثاقبة على تاريخ الورشة وعملياتها.
خاتمة
كانت ورشة محركات نيبسيند جزءًا حيويًا من تاريخ السكك الحديدية في شيفيلد وجنوب يوركشاير. منذ إنشائها في القرن التاسع عشر وحتى إغلاقها في منتصف القرن العشرين، لعبت الورشة دورًا حاسمًا في صيانة وإصلاح القاطرات والعربات، فضلاً عن توفير فرص العمل والمساهمة في الاقتصاد المحلي. على الرغم من عدم وجودها اليوم، إلا أن ذكرى ورشة نيبسيند لا تزال حية في المجتمع المحلي وتاريخ السكك الحديدية في إنجلترا.