مقدمة
حظيرة محركات دارنال (Darnall Engine Shed)، وتُعرف أيضًا بـ “مستودع دارنال لوحدات الديزل المتعددة” (Darnall DMU Depot)، كانت منشأة لصيانة قاطرات السكك الحديدية تقع في منطقة دارنال بمدينة شيفيلد، إنجلترا. تأسست الحظيرة في الأصل من قبل شركة “لندن والشمال الشرقي للسكك الحديدية” (London and North Eastern Railway – LNER)، ولعبت دورًا حيويًا في صيانة وتشغيل قطارات الركاب والبضائع التي تخدم المنطقة.
التاريخ والتأسيس
يعود تاريخ إنشاء حظيرة محركات دارنال إلى الحقبة التي كانت فيها السكك الحديدية في بريطانيا تشهد توسعًا كبيرًا. تأسست شركة LNER في عام 1923، وكانت من بين شركات السكك الحديدية الأربع الكبرى التي تشكلت بعد قانون السكك الحديدية لعام 1921. كان الهدف من هذا القانون هو تجميع العديد من شركات السكك الحديدية الصغيرة والمتنافسة في كيانات أكبر وأكثر كفاءة.
بمجرد تأسيسها، ورثت LNER شبكة واسعة من خطوط السكك الحديدية ومرافق الصيانة، بما في ذلك الموقع الذي أصبح فيما بعد حظيرة محركات دارنال. تم اختيار موقع دارنال نظرًا لموقعه الاستراتيجي على خطوط السكك الحديدية الرئيسية، مما يجعله مكانًا مثاليًا لصيانة وإصلاح القاطرات التي تخدم المنطقة الصناعية المحيطة بشيفيلد.
في السنوات الأولى، كانت الحظيرة مخصصة بشكل أساسي لصيانة قاطرات البخار. ومع ذلك، مع تطور التكنولوجيا وتحول السكك الحديدية إلى قاطرات الديزل والكهرباء، تم تكييف حظيرة دارنال لتلبية الاحتياجات الجديدة. وشمل ذلك بناء مرافق جديدة لصيانة قاطرات الديزل ووحدات الديزل المتعددة (DMUs).
التصميم والمرافق
تضمنت حظيرة محركات دارنال مجموعة متنوعة من المباني والمرافق المصممة خصيصًا لصيانة وإصلاح قاطرات السكك الحديدية. وشملت هذه:
- ورش الصيانة: مباني كبيرة مجهزة بالرافعات والأدوات المتخصصة اللازمة لتفكيك وإصلاح القاطرات.
- مخازن قطع الغيار: مناطق مخصصة لتخزين قطع الغيار والمكونات اللازمة لإصلاح القاطرات.
- مرافق التزويد بالوقود: خزانات وأنابيب لتزويد قاطرات الديزل بالوقود.
- مرافق غسيل القاطرات: أنظمة آلية لغسل القاطرات وإزالة الأوساخ والحطام.
- مكاتب ومرافق إدارية: مباني لإيواء الموظفين الإداريين والإشرافيين.
تم تصميم الحظيرة لتمكين التدفق الفعال للقاطرات عبر عملية الصيانة. عادةً ما تدخل القاطرات إلى الحظيرة من أحد طرفيها، وتخضع لسلسلة من عمليات الفحص والإصلاح قبل مغادرة الحظيرة من الطرف الآخر.
العمليات والصيانة
كانت حظيرة محركات دارنال مسؤولة عن صيانة مجموعة واسعة من قاطرات السكك الحديدية، بما في ذلك قاطرات البخار وقاطرات الديزل ووحدات الديزل المتعددة. وشملت مهام الصيانة الروتينية ما يلي:
- الفحوصات المنتظمة: فحص القاطرات بحثًا عن علامات التآكل أو التلف.
- إصلاح المحركات: إصلاح أو استبدال مكونات المحرك التالفة.
- إصلاح المكابح: التأكد من أن أنظمة المكابح تعمل بشكل صحيح.
- إصلاح الهيكل: إصلاح أو استبدال أجزاء من هيكل القاطرة.
- إعادة الطلاء: طلاء القاطرات للحفاظ على مظهرها ومنع التآكل.
بالإضافة إلى الصيانة الروتينية، تعاملت حظيرة دارنال أيضًا مع الإصلاحات الرئيسية والتجديدات. يمكن أن يشمل ذلك تفكيك القاطرة بالكامل وإعادة بنائها من الألف إلى الياء.
الأهمية والوظائف
لعبت حظيرة محركات دارنال دورًا حيويًا في دعم شبكة السكك الحديدية في منطقة شيفيلد. كانت الحظيرة مسؤولة عن التأكد من أن القاطرات كانت في حالة جيدة وكانت قادرة على العمل بأمان وموثوقية. وبدون الصيانة التي قدمتها حظيرة دارنال، كان من الممكن أن تتعطل خدمات السكك الحديدية بشدة.
بالإضافة إلى وظائف الصيانة، كانت حظيرة دارنال أيضًا مركزًا للتوظيف والتدريب. وظفت الحظيرة مئات الأشخاص، بما في ذلك المهندسين والميكانيكيين وعمال الصيانة. كما قدمت الحظيرة برامج تدريبية للخريجين الجدد والمهندسين المتدربين.
التحول إلى مستودع DMU
مع تزايد استخدام وحدات الديزل المتعددة (DMUs) في السكك الحديدية البريطانية، خضعت حظيرة دارنال لعملية تحول لتصبح مستودعًا متخصصًا في صيانة هذه الوحدات. تضمنت هذه العملية تعديل المرافق الحالية وبناء مرافق جديدة لتلبية الاحتياجات الخاصة لصيانة DMUs.
وحدات الديزل المتعددة هي قطارات ذاتية الدفع تتكون من عدة عربات متصلة ببعضها البعض. تحتوي كل عربة على محرك ديزل خاص بها، مما يسمح للقطار بالعمل دون الحاجة إلى قاطرة منفصلة. أصبحت DMUs شائعة بشكل متزايد في السكك الحديدية البريطانية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حيث قدمت بديلاً أكثر كفاءة ومرونة لقطارات البخار التقليدية.
إغلاق الحظيرة
لسوء الحظ، لم تستمر حظيرة محركات دارنال إلى الأبد. مع تراجع صناعة السكك الحديدية البريطانية في الثمانينيات والتسعينيات، تم إغلاق العديد من حظائر ومستودعات الصيانة، بما في ذلك حظيرة دارنال. يعزى إغلاق الحظيرة إلى عدة عوامل، بما في ذلك انخفاض عدد القاطرات التي تتطلب الصيانة، وتوحيد مرافق الصيانة في مواقع قليلة، وزيادة استخدام الشركات الخاصة في صيانة السكك الحديدية.
تم إغلاق حظيرة دارنال رسميًا في [أدخل تاريخ الإغلاق]. تم هدم المباني والمرافق لاحقًا، وتم تطوير الموقع للاستخدام السكني والتجاري.
الإرث والذكرى
على الرغم من إغلاقها، لا تزال حظيرة محركات دارنال تحتل مكانة خاصة في قلوب العديد من الأشخاص الذين عملوا هناك أو عاشوا بالقرب منها. كانت الحظيرة جزءًا مهمًا من المجتمع المحلي، ووفرت فرص عمل للعديد من الأشخاص على مر السنين.
اليوم، لم يتبق سوى القليل جدًا من حظيرة محركات دارنال الأصلية. ومع ذلك، لا تزال ذاكرة الحظيرة حية في قصص وحكايات أولئك الذين عملوا هناك. تذكر العديد من الأشخاص الحظيرة بحنين، ويتذكرون الأيام التي قضوها في العمل على القاطرات وصيانتها.
خاتمة
كانت حظيرة محركات دارنال (Darnall Engine Shed) جزءًا حيويًا من البنية التحتية للسكك الحديدية في شيفيلد والمنطقة المحيطة بها. على مر السنين، لعبت الحظيرة دورًا مهمًا في صيانة وتشغيل قطارات الركاب والبضائع. على الرغم من إغلاقها، سيظل إرث حظيرة دارنال حيًا في ذاكرة أولئك الذين عملوا هناك والذين استفادوا من الخدمات التي قدمتها.