<![CDATA[
نشأته وبداياته المهنية
ولد ديفيد مكني في بارايد، غلاسكو، وتلقى تعليمه في أكاديمية ألبرتس. انضم إلى شرطة مدينة غلاسكو عام 1946 بعد خدمته في البحرية الملكية خلال الحرب العالمية الثانية. صعد مكني بسرعة في الرتب، وأظهر تفوقًا ملحوظًا في القيادة والقدرة على معالجة القضايا المعقدة. قبل تعيينه رئيسًا للشرطة، شغل مناصب مختلفة داخل القوة، مما أكسبه فهمًا عميقًا لعمليات الشرطة والتحديات التي تواجهها.
رئيس شرطة مدينة غلاسكو
في عام 1972، تم تعيين ديفيد مكني رئيسًا لشرطة مدينة غلاسكو. خلال فترة ولايته، أدخل مكني عددًا من الإصلاحات الهامة التي تهدف إلى تحسين كفاءة وفعالية القوة. شملت هذه الإصلاحات تبني تقنيات جديدة، وتحسين التدريب لضباط الشرطة، وتعزيز العلاقات بين الشرطة والمجتمع. كان مكني مدافعًا قويًا عن الشرطة المجتمعية، معتقدًا أن بناء الثقة والتعاون بين الشرطة والجمهور أمر ضروري لمكافحة الجريمة بفعالية.
واجه مكني خلال فترة ولايته في غلاسكو تحديات كبيرة، بما في ذلك ارتفاع معدلات الجريمة والعنف. استجاب لهذه التحديات بتصميم وابتكار، حيث طبق استراتيجيات جديدة للحد من الجريمة وتحسين السلامة العامة. كان مكني أيضًا حازمًا في التعامل مع الاضطرابات العامة، حيث حافظ على النظام العام مع احترام حقوق وحريات المواطنين.
مفوض شرطة العاصمة
في عام 1977، تم تعيين ديفيد مكني مفوضًا لشرطة العاصمة، وهي أكبر قوة شرطة في المملكة المتحدة. كان تعيين مكني في هذا المنصب المرموق اعترافًا بمهاراته القيادية الاستثنائية وخبرته الواسعة في مجال الشرطة. تولى مكني قيادة شرطة العاصمة في وقت صعب، حيث كانت القوة تواجه عددًا من التحديات الهامة، بما في ذلك ارتفاع معدلات الجريمة والإرهاب والاضطرابات العمالية.
خلال فترة ولايته كمفوض، أشرف مكني على عدد من العمليات الهامة، بما في ذلك التحقيق في عدد من الهجمات الإرهابية البارزة. كان مكني مصممًا على حماية لندن من التهديد الإرهابي، وقام بتنفيذ عدد من الإجراءات لتعزيز الأمن وتحسين الاستخبارات. كان مكني أيضًا حازمًا في التعامل مع الاضطرابات العمالية، حيث حافظ على النظام العام مع احترام حقوق العمال في الاحتجاج السلمي.
أدخل مكني أيضًا عددًا من الإصلاحات الهامة داخل شرطة العاصمة، بهدف تحسين كفاءة وفعالية القوة. شملت هذه الإصلاحات تبني تقنيات جديدة، وتحسين التدريب لضباط الشرطة، وتعزيز العلاقات بين الشرطة والمجتمع. كان مكني مدافعًا قويًا عن الشرطة المجتمعية، معتقدًا أن بناء الثقة والتعاون بين الشرطة والجمهور أمر ضروري لمكافحة الجريمة بفعالية.
واجه مكني خلال فترة ولايته كمفوض انتقادات بسبب تعامله مع بعض القضايا المثيرة للجدل. ومع ذلك، فقد حظي أيضًا باحترام واسع النطاق لمهاراته القيادية وتفانيه في خدمة الجمهور. يُذكر مكني على نطاق واسع كشخصية بارزة في تاريخ شرطة العاصمة، حيث قاد القوة خلال فترة مضطربة وشهدت تحديات كبيرة.
الجدل والاستقالة
واجه ديفيد مكني خلال فترة ولايته كمفوض شرطة العاصمة بعض الجدل، لا سيما فيما يتعلق بإدارته لبعض القضايا الحساسة. أحد أبرز هذه القضايا كانت عملية “فلكس”، وهي تحقيق سري في مزاعم الفساد داخل شرطة العاصمة. أثارت العملية انتقادات بسبب أساليبها، وزعم البعض أنها استهدفت ضباطًا أبرياء. تعرض مكني أيضًا لانتقادات بسبب تعامله مع إضراب عمال المناجم عام 1984، حيث اتُهم باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
في عام 1982، قدم ديفيد مكني استقالته من منصب مفوض شرطة العاصمة. لم يتم الكشف عن الأسباب الدقيقة لاستقالته علنًا، ولكن يُعتقد على نطاق واسع أنها كانت مرتبطة بالضغوط المتزايدة التي واجهها مكني بسبب الجدل المحيط بفترة ولايته. تركت استقالة مكني فراغًا في قيادة شرطة العاصمة، وأدت إلى فترة من عدم اليقين داخل القوة.
إرثه وتأثيره
على الرغم من الجدل الذي أحاط ببعض جوانب حياته المهنية، يُذكر ديفيد مكني على نطاق واسع كشخصية بارزة في تاريخ الشرطة البريطانية. كان مكني قائدًا قويًا ومؤثرًا، لعب دورًا رئيسيًا في تحديث وتطوير الشرطة في المملكة المتحدة. كان مكني أيضًا مدافعًا قويًا عن الشرطة المجتمعية، حيث أدرك أهمية بناء الثقة والتعاون بين الشرطة والجمهور.
ترك مكني إرثًا دائمًا على الشرطة في المملكة المتحدة. ألهمت قيادته وتفانيه في خدمة الجمهور أجيالًا من ضباط الشرطة. لا تزال الإصلاحات التي أدخلها مكني على الشرطة في غلاسكو وشرطة العاصمة تؤثر على عمل الشرطة اليوم. يُذكر مكني كواحد من أعظم قادة الشرطة في تاريخ بريطانيا.
مناصب أخرى
- بعد تقاعده من الشرطة، شغل مكني عددًا من المناصب الأخرى، بما في ذلك رئيس مجلس إدارة شركة أمنية.
- شارك أيضًا في عدد من الجمعيات الخيرية والمنظمات التطوعية.
حياته الشخصية
كان ديفيد مكني متزوجًا ولديه ثلاثة أطفال. كان معروفًا بشخصيته القوية وروح الدعابة لديه. كان مكني أيضًا محبًا شغوفًا لكرة القدم، وكان من مشجعي نادي رينجرز. توفي مكني في 26 أبريل 2019 عن عمر يناهز 94 عامًا.
الأوسمة والجوائز
- حصل ديفيد مكني على العديد من الأوسمة والجوائز طوال حياته المهنية، بما في ذلك وسام الإمبراطورية البريطانية (CBE) ووسام فارس (Knight Bachelor).
- كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة ستراثكلايد.
خاتمة
كان السير ديفيد مكني شخصية بارزة في تاريخ الشرطة البريطانية. بصفته رئيسًا لشرطة مدينة غلاسكو ومفوضًا لشرطة العاصمة، قاد مكني أكبر قوتين للشرطة في المملكة المتحدة خلال فترات مضطربة. أدخل مكني إصلاحات مهمة، وحارب الجريمة، وحافظ على النظام العام. على الرغم من الجدل الذي أحاط ببعض جوانب حياته المهنية، يُذكر مكني على نطاق واسع كقائد قوي ومؤثر ترك إرثًا دائمًا على الشرطة في المملكة المتحدة.