التاريخ المبكر
لا يُعرف الكثير عن تاريخ أموريوم قبل الفترة الهلنستية. ومع ذلك، تشير بعض الأدلة الأثرية إلى أن الموقع كان مأهولًا بالسكان منذ العصر البرونزي. في العصر الهلنستي، أصبحت أموريوم جزءًا من مملكة بيرغاموم، ثم لاحقًا جزءًا من الإمبراطورية الرومانية. في العصر الروماني، نمت المدينة لتصبح مركزًا تجاريًا مهمًا، واكتسبت أهمية استراتيجية بسبب موقعها على الطريق التجاري والعسكري الرئيسي.
الأهمية البيزنطية
خلال الفترة البيزنطية، اكتسبت أموريوم أهمية كبيرة. في القرن السابع، أصبحت المدينة مقرًا لثيمة أموريوم، وهي منطقة عسكرية وإدارية مهمة. لعبت المدينة دورًا حاسمًا في الحروب البيزنطية العربية، حيث كانت بمثابة حصن رئيسي ضد الغزوات العربية. في عام 644 م، حاصر العرب المدينة لمدة طويلة لكنهم لم يتمكنوا من اقتحامها.
أصبحت أموريوم مسقط رأس السلالة الأمورية التي حكمت الإمبراطورية البيزنطية في الفترة من 820 إلى 867 م. كان مؤسس السلالة، ميخائيل الثاني، من أموريوم. خلال فترة حكم السلالة الأمورية، تمتعت المدينة بفترة من الازدهار والازدهار الثقافي.
في عام 838 م، تعرضت أموريوم لغزو مدمر من قبل الخليفة العباسي المعتصم بالله. حاصر الجيش العباسي المدينة لمدة 55 يومًا، وفي النهاية تمكن من اقتحامها وتدميرها. قُتل العديد من سكان المدينة، وتم أسر الآلاف الآخرين وبيعم كعبيد. كان سقوط أموريوم بمثابة ضربة قوية للإمبراطورية البيزنطية، وأدى إلى فترة من عدم الاستقرار السياسي والعسكري.
الحصار العباسي لأموريوم عام 838 م
كان حصار أموريوم عام 838 م حدثًا حاسمًا في الحروب البيزنطية العربية. قرر الخليفة العباسي المعتصم بالله غزو الإمبراطورية البيزنطية ردًا على الغارات البيزنطية على الأراضي العربية. اختار المعتصم أموريوم كهدف رئيسي لحملته، بسبب أهميتها الاستراتيجية ومكانتها كمسقط رأس السلالة الأمورية.
جهز المعتصم جيشًا ضخمًا، يُقدر بأكثر من 70 ألف جندي، وسار به إلى أموريوم. وصل الجيش العباسي إلى المدينة في يوليو 838 م، وفرض حصارًا عليها. كانت المدينة محصنة بشكل جيد، وكان يدافع عنها حامية قوية بقيادة القائد البيزنطي أيتوس.
استخدم الجيش العباسي مجموعة متنوعة من أساليب الحصار لمحاولة اقتحام المدينة، بما في ذلك المنجنيقات وأبراج الحصار والألغام. قام المدافعون عن المدينة بمقاومة شرسة، وتمكنوا من صد العديد من الهجمات العباسية. ومع ذلك، بعد 55 يومًا من الحصار، تمكن الجيش العباسي من اختراق أسوار المدينة. اندلعت معركة شرسة في شوارع المدينة، وفي النهاية تمكن الجيش العباسي من إخماد المقاومة البيزنطية.
بعد سقوط المدينة، أمر المعتصم بذبح سكانها وتدميرها. قُتل الآلاف من سكان المدينة، وتم أسر الآلاف الآخرين وبيعم كعبيد. تم تدمير المدينة بالكامل، ولم يبق منها سوى الأنقاض.
تداعيات سقوط أموريوم
كان لسقوط أموريوم تداعيات كبيرة على الإمبراطورية البيزنطية. أظهر الغزو العباسي ضعف الإمبراطورية البيزنطية وقدرة العرب على شن هجمات مدمرة على الأراضي البيزنطية. أدى سقوط المدينة أيضًا إلى فترة من عدم الاستقرار السياسي والعسكري في الإمبراطورية البيزنطية.
بعد سقوط أموريوم، بذلت الإمبراطورية البيزنطية جهودًا كبيرة لإعادة بناء دفاعاتها وتعزيز جيشها. تمكنت الإمبراطورية البيزنطية من التعافي من كارثة أموريوم، وواصلت لعب دور مهم في تاريخ الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية لعدة قرون.
علم الآثار
بدأ التنقيب في موقع أموريوم الحديث في عام 1988، ولا يزال مستمراً حتى اليوم. كشفت الحفريات عن بقايا واسعة من المدينة، بما في ذلك التحصينات والكنائس والمباني السكنية. قدمت الاكتشافات الأثرية رؤى قيمة حول تاريخ المدينة وثقافتها.
- التحصينات: كشفت الحفريات عن بقايا واسعة من التحصينات التي كانت تحيط بالمدينة. وتشمل هذه التحصينات الأسوار والأبراج والبوابات.
- الكنائس: كشفت الحفريات عن العديد من الكنائس في المدينة. وتشمل هذه الكنائس الكاتدرائية الرئيسية، بالإضافة إلى عدد من الكنائس الأصغر.
- المباني السكنية: كشفت الحفريات عن بقايا العديد من المباني السكنية في المدينة. وتشمل هذه المباني المنازل الخاصة، بالإضافة إلى عدد من المباني العامة.
تشير الاكتشافات الأثرية في أموريوم إلى أن المدينة كانت مركزًا حضريًا مزدهرًا خلال الفترة البيزنطية. قدمت الاكتشافات الأثرية رؤى قيمة حول تاريخ المدينة وثقافتها.
العملة
تم العثور على عدد كبير من العملات المعدنية في موقع أموريوم. تعود هذه العملات إلى مجموعة متنوعة من الفترات الزمنية، بما في ذلك الفترة الرومانية والفترة البيزنطية والفترة العباسية. توفر العملات المعدنية معلومات قيمة حول التاريخ الاقتصادي للمدينة.
تتضمن بعض أنواع العملات التي تم العثور عليها في أموريوم ما يلي:
- العملات الرومانية البرونزية والفضية.
- العملات البيزنطية الذهبية والفضية والبرونزية.
- العملات العباسية الفضية والنحاسية.
خاتمة
كانت أموريوم مدينة مهمة في فريجيا خلال العصرين الهلنستي والبيزنطي. لعبت المدينة دورًا حاسمًا في الحروب البيزنطية العربية، وكانت مسقط رأس السلالة الأمورية التي حكمت الإمبراطورية البيزنطية في القرن التاسع. دمرت المدينة في عام 838 م خلال غزو عباسي، ولكن لا تزال بقاياها الأثرية تقدم رؤى قيمة حول تاريخ المنطقة وثقافتها. يواصل علماء الآثار التنقيب في الموقع، ويكتشفون المزيد عن هذه المدينة الهامة.