نشأته وتعليمه
ولد ريكسفورد نيوكومب في إنديانا، ونشأ في بيئة حفزته على الاهتمام بالتاريخ والفنون. تلقى تعليمه الأولي في مدارس محلية، ثم التحق بجامعة إلينوي في أوربانا شامبين، حيث درس الهندسة المعمارية. حصل نيوكومب على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية عام 1911، ثم تابع دراساته العليا في الجامعة نفسها، وحصل على درجة الماجستير في عام 1913. خلال فترة دراسته، أظهر نيوكومب تفوقًا ملحوظًا في دراسة تاريخ العمارة، مما دفعه إلى التخصص في هذا المجال.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على درجة الماجستير، بدأ نيوكومب مسيرته المهنية في مجال التدريس، حيث انضم إلى هيئة التدريس في جامعة إلينوي. قام بتدريس مجموعة متنوعة من الدورات في الهندسة المعمارية، مع التركيز بشكل خاص على تاريخ العمارة والتصميم. سرعان ما اكتسب نيوكومب سمعة طيبة كأستاذ متميز وملهم، وكان له تأثير كبير على طلابه. استمر نيوكومب في التدريس في جامعة إلينوي لأكثر من ثلاثة عقود، وشغل منصب عميد كلية الفنون الجميلة من عام 1943 إلى عام 1954. خلال فترة عمادته، قام بتطوير وتوسيع برامج الكلية، وجذب نخبة من الطلاب والأساتذة الموهوبين.
بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، كان نيوكومب باحثًا غزير الإنتاج، حيث نشر العديد من الكتب والمقالات حول تاريخ العمارة. ركزت أعماله بشكل خاص على العمارة الإسبانية الاستعمارية في الأمريكتين، وتأثيرها على العمارة الأمريكية. يعتبر كتابه “العمارة الإسبانية الاستعمارية في الولايات المتحدة” (Spanish Colonial Architecture in the United States)، الذي نُشر عام 1937، عملًا مرجعيًا هامًا في هذا المجال، ولا يزال يُستخدم على نطاق واسع حتى اليوم. كما كتب نيوكومب عن مجموعة متنوعة من الموضوعات المعمارية الأخرى، بما في ذلك العمارة المصرية القديمة، والعمارة القوطية، والعمارة الحديثة.
أعماله ومؤلفاته
ترك ريكسفورد نيوكومب إرثًا غنيًا من المؤلفات والأبحاث التي ساهمت في فهم وتقدير التراث المعماري العالمي. من بين أبرز أعماله:
- “العمارة الإسبانية الاستعمارية في الولايات المتحدة” (Spanish Colonial Architecture in the United States): يعتبر هذا الكتاب عملًا مرجعيًا هامًا في مجال العمارة الإسبانية الاستعمارية، حيث يقدم تحليلًا شاملاً لتطور هذا الطراز المعماري في الولايات المتحدة، وتأثيره على الثقافة الأمريكية.
- “العمارة في مصر القديمة” (Architecture of the Old World): يقدم هذا الكتاب نظرة عامة على تاريخ العمارة المصرية القديمة، مع التركيز على المعابد والأهرامات والمقابر.
- “تاريخ العمارة” (A History of Architecture): يقدم هذا الكتاب نظرة شاملة على تاريخ العمارة من العصور القديمة حتى العصر الحديث، مع التركيز على التطورات الرئيسية في الأساليب والتقنيات المعمارية.
- “العمارة الحديثة” (Modern Architecture): يستكشف هذا الكتاب التطورات الحديثة في العمارة، مع التركيز على أعمال رواد العمارة الحديثة مثل لو كوربوزييه وميس فان دير روه وفرانك لويد رايت.
بالإضافة إلى هذه الكتب، نشر نيوكومب العديد من المقالات في المجلات المتخصصة في الهندسة المعمارية والتاريخ. كما ألقى العديد من المحاضرات حول تاريخ العمارة في الجامعات والمتاحف والمنظمات الأخرى.
مساهماته في مجال العمارة
قدم ريكسفورد نيوكومب مساهمات كبيرة في مجال العمارة، سواء من خلال عمله الأكاديمي أو من خلال أبحاثه ومؤلفاته. كان نيوكومب معلمًا ملهمًا، وقام بتدريس أجيال من المهندسين المعماريين والمؤرخين المعماريين. كما كان باحثًا غزير الإنتاج، وساهم في فهم وتقدير التراث المعماري العالمي.
من بين أبرز مساهمات نيوكومب:
- تطوير مجال تاريخ العمارة: ساهم نيوكومب في تطوير مجال تاريخ العمارة كعلم مستقل، من خلال أبحاثه ومؤلفاته وتدريسه.
- زيادة الوعي بالعمارة الإسبانية الاستعمارية: ساهم نيوكومب في زيادة الوعي بالعمارة الإسبانية الاستعمارية في الأمريكتين، وأهميتها التاريخية والثقافية.
- إلهام الأجيال القادمة من المهندسين المعماريين والمؤرخين المعماريين: كان نيوكومب معلمًا ملهمًا، وقام بتدريس أجيال من المهندسين المعماريين والمؤرخين المعماريين، وساهم في تشكيل مستقبل هذا المجال.
جوائز وتكريمات
تقديراً لإسهاماته الكبيرة في مجال العمارة، حصل ريكسفورد نيوكومب على العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها:
- زمالة المعهد الأمريكي للمهندسين المعماريين (Fellow of the American Institute of Architects): تم انتخاب نيوكومب زميلاً في المعهد الأمريكي للمهندسين المعماريين في عام 1946، تقديرًا لإسهاماته البارزة في مجال العمارة.
- جائزة جمعية المؤرخين المعماريين (Society of Architectural Historians Award): حصل نيوكومب على جائزة جمعية المؤرخين المعماريين في عام 1950، عن كتابه “العمارة الإسبانية الاستعمارية في الولايات المتحدة”.
- الدكتوراه الفخرية من جامعة إلينوي (Honorary Doctorate from the University of Illinois): حصل نيوكومب على الدكتوراه الفخرية من جامعة إلينوي في عام 1960، تقديرًا لإسهاماته في الجامعة وفي مجال العمارة.
حياته الشخصية
تزوج ريكسفورد نيوكومب من ماري ريان في عام 1912، وأنجبا ثلاثة أطفال. كان نيوكومب عضوًا نشطًا في مجتمعه، وشارك في العديد من المنظمات المدنية والثقافية. كان نيوكومب أيضًا محبًا للطبيعة، وقضى الكثير من وقته في الهواء الطلق، وخاصة في الرسم والتصوير.
وفاته وإرثه
توفي ريكسفورد نيوكومب في 16 مارس 1968، عن عمر يناهز 81 عامًا. ترك نيوكومب إرثًا غنيًا من المؤلفات والأبحاث التي ساهمت في فهم وتقدير التراث المعماري العالمي. لا تزال كتبه ومقالاته تُستخدم على نطاق واسع حتى اليوم، ولا يزال تأثيره على مجال تاريخ العمارة محسوسًا.
خاتمة
كان ريكسفورد نيوكومب مؤرخًا معماريًا بارزًا، ومدرسًا ملهمًا، وباحثًا غزير الإنتاج. قدم مساهمات كبيرة في مجال العمارة، سواء من خلال عمله الأكاديمي أو من خلال أبحاثه ومؤلفاته. ترك نيوكومب إرثًا غنيًا من المؤلفات والأبحاث التي ساهمت في فهم وتقدير التراث المعماري العالمي، وسيظل اسمه محفورًا في تاريخ العمارة.