نشأته وحياته المبكرة
ولد جون ستيوارت في 8 يوليو 1482، وهو الابن الوحيد لألكسندر ستيوارت، دوق ألباني، الابن الثاني للملك جيمس الثاني ملك اسكتلندا، وآن دو لا تور دي أوفيرني. كانت وفاة والده المبكرة عام 1485 تعني أن جون ورث لقب دوق ألباني في سن مبكرة. قضى جون سنوات تكوينه في فرنسا، حيث تربى في البلاط الفرنسي. أتاحت له هذه الفترة اكتساب خبرة واسعة في الشؤون الأوروبية وتعلم اللغة الفرنسية بطلاقة، مما سيخدمه لاحقًا في حياته السياسية.
في عام 1505، تزوج جون ستيوارت من ابنة عمه الأولى، آن دو لا تور دو أوفيرني، وريثة كونتية أوفيرني ولوراجيه. هذا الزواج لم يعزز مكانته في فرنسا فحسب، بل منحه أيضًا موارد مالية كبيرة ونفوذًا سياسيًا إضافيًا. كانت آن امرأة نبيلة ذات شخصية قوية، وكان لها تأثير كبير على حياة جون وقراراته.
الوصاية على جيمس الخامس
بعد وفاة الملك جيمس الرابع في معركة فلودين عام 1513، وخلافة ابنه الرضيع جيمس الخامس، نشأت الحاجة إلى وصي على العرش. عاد جون ستيوارت إلى اسكتلندا في عام 1515، مدعومًا بدعم فرنسي كبير، وتنافس مع أرشيبالد دوجلاس، إيرل أنجوس السادس، على منصب الوصي. بفضل مهاراته السياسية ودعم النبلاء الفرنسيين والإسكتلنديين، تمكن جون من الإطاحة بدوجلاس وأصبح الوصي على جيمس الخامس.
خلال فترة وصايته، سعى جون ستيوارت إلى تعزيز السلطة الملكية واستعادة النظام في المملكة. واجه تحديات كبيرة، بما في ذلك الفصائل المتناحرة بين النبلاء والتدخل الإنجليزي. ومع ذلك، تمكن من الحفاظ على الاستقرار النسبي وتأمين العرش لجيمس الخامس.
اتسمت فترة ولايته بالعديد من الأحداث الهامة، بما في ذلك:
- معاهدة روان (1517): سعى جون إلى الحفاظ على السلام مع إنجلترا من خلال التفاوض على معاهدة روان، التي هدفت إلى تجنب المزيد من الصراعات الحدودية وتعزيز العلاقات التجارية.
- إدارة الشؤون الداخلية: بذل جون جهودًا كبيرة لإدارة الشؤون الداخلية للمملكة، وقام بإصلاح النظام القضائي وتعزيز القانون والنظام.
- العلاقات مع فرنسا: حافظ جون على علاقات وثيقة مع فرنسا، وتلقى دعمًا ماليًا وعسكريًا ساعده في الحفاظ على سلطته في اسكتلندا.
الخلافات والتحديات
على الرغم من جهوده، واجه جون ستيوارت العديد من الخلافات والتحديات خلال فترة وصايته. كان النبلاء الاسكتلنديون منقسمين إلى فصائل متناحرة، وكانوا يتنافسون على السلطة والنفوذ. بالإضافة إلى ذلك، كان التدخل الإنجليزي المستمر يشكل تهديدًا لاستقرار المملكة.
كانت إحدى أبرز الخلافات هي صراعه مع إيرل أنجوس السادس، الذي كان يتمتع بنفوذ كبير في جنوب اسكتلندا. تصاعدت التوترات بينهما إلى صراعات مسلحة، مما أدى إلى مزيد من عدم الاستقرار في المملكة.
بالإضافة إلى ذلك، أثارت علاقات جون الوثيقة بفرنسا شكوك بعض النبلاء الاسكتلنديين، الذين كانوا يخشون من أن يصبح مجرد دمية في يد الفرنسيين. تسببت هذه الشكوك في تقويض سلطته وجعلت من الصعب عليه تحقيق أهدافه السياسية.
النفي والوفاة
في عام 1524، أعلن جيمس الخامس نفسه ملكًا بالغًا وأنهى وصاية جون ستيوارت. بعد ذلك، اضطر جون إلى مغادرة اسكتلندا والعودة إلى فرنسا، حيث استأنف حياته ككونت لأوفيرني.
توفي جون ستيوارت في 2 يونيو 1536، في فرنسا. وترك وراءه إرثًا معقدًا. فقد كان شخصية مثيرة للجدل، لكنه لعب دورًا مهمًا في تاريخ اسكتلندا في أوائل القرن السادس عشر. يعتبره البعض حاكمًا طموحًا وقويًا سعى إلى تعزيز السلطة الملكية واستعادة النظام، بينما يراه آخرون مغامرًا مدفوعًا بمصالحه الشخصية.
إرثه وتأثيره
على الرغم من فترة ولايته القصيرة، ترك جون ستيوارت إرثًا دائمًا في اسكتلندا. لقد ساهم في تعزيز السلطة الملكية والحفاظ على الاستقرار في المملكة خلال فترة مضطربة. بالإضافة إلى ذلك، لعب دورًا مهمًا في الحفاظ على العلاقات الوثيقة بين اسكتلندا وفرنسا.
لا يزال جون ستيوارت شخصية مثيرة للاهتمام في التاريخ الاسكتلندي، ولا يزال المؤرخون يدرسون حياته وإرثه حتى اليوم. إن دوره كوصي على جيمس الخامس وعلاقاته الوثيقة بفرنسا جعله شخصية مؤثرة في السياسة الاسكتلندية في أوائل القرن السادس عشر.
يمكن تلخيص تأثيره في النقاط التالية:
- تعزيز السلطة الملكية: سعى جون إلى تعزيز السلطة الملكية في اسكتلندا، مما ساهم في ترسيخ حكم جيمس الخامس.
- الحفاظ على الاستقرار: تمكن جون من الحفاظ على الاستقرار النسبي في المملكة خلال فترة مضطربة، مما ساعد في تجنب المزيد من الصراعات الداخلية.
- العلاقات مع فرنسا: لعب جون دورًا مهمًا في الحفاظ على العلاقات الوثيقة بين اسكتلندا وفرنسا، مما وفر لاسكتلندا دعمًا ماليًا وعسكريًا حاسمًا.
ألقابه وممتلكاته
حمل جون ستيوارت العديد من الألقاب والممتلكات، بما في ذلك:
- دوق ألباني الثاني
- كونت أوفيرني ولوراجيه
- لورد بيدرول
تعكس هذه الألقاب والممتلكات مكانته الرفيعة ونفوذه الكبير في كل من اسكتلندا وفرنسا.
حياته الشخصية
تزوج جون ستيوارت مرتين. كانت زوجته الأولى آن دو لا تور دو أوفيرني، التي توفيت عام 1524. في عام 1525، تزوج من جين دي لا تور، شقيقة آن. لم يكن لديه أي أطفال شرعيين، لكنه كان لديه العديد من الأبناء غير الشرعيين، الذين لعبوا أدوارًا بارزة في المجتمع الاسكتلندي.
كان جون ستيوارت شخصية معقدة ومثيرة للجدل، ولكن لا يمكن إنكار تأثيره على تاريخ اسكتلندا في أوائل القرن السادس عشر. لقد لعب دورًا مهمًا في تشكيل السياسة الاسكتلندية والحفاظ على العلاقات الوثيقة بين اسكتلندا وفرنسا.
خاتمة
جون ستيوارت، دوق ألباني الثاني، كان شخصية بارزة في التاريخ الاسكتلندي، لعب دورًا محوريًا كوصي على جيمس الخامس. تميزت فترة ولايته بالعديد من التحديات والخلافات، لكنه سعى إلى تعزيز السلطة الملكية والحفاظ على الاستقرار في المملكة. على الرغم من إرثه المثير للجدل، إلا أنه ترك بصمة واضحة على تاريخ اسكتلندا وعلاقاتها مع فرنسا.