نشأته وتعليمه
ولد ماكس تيشلر في بوسطن، ماساتشوستس، لعائلة مهاجرة من اليهود الروس. أظهر تفوقًا في دراسته منذ الصغر، والتحق بجامعة تافتس (Tufts University) حيث حصل على درجة البكالوريوس في الكيمياء عام 1928. بعد ذلك، واصل تعليمه في جامعة هارفارد (Harvard University)، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية عام 1934. خلال فترة دراسته، عمل تيشلر تحت إشراف البروفيسور إلدارد فيتوس (Eldared V. Bartlett)، الذي كان له تأثير كبير على مسيرته العلمية.
بداية مسيرته المهنية في شركة ميرك
بعد حصوله على الدكتوراه، انضم تيشلر إلى شركة ميرك (Merck & Co.) في عام 1937، حيث بدأ العمل ككيميائي باحث. في ذلك الوقت، كانت شركة ميرك تسعى لتوسيع نطاق أبحاثها في مجال الأدوية، وكان تيشلر جزءًا من الفريق الذي كرس جهوده لتطوير طرق جديدة لإنتاج الفيتامينات والمضادات الحيوية.
إسهاماته البارزة في تطوير الأدوية
لعب ماكس تيشلر دورًا حاسمًا في تطوير العديد من الأدوية الهامة، بما في ذلك:
- فيتامين ب1 (الثيامين): قاد تيشلر الفريق الذي طور طريقة فعالة لإنتاج فيتامين ب1 بكميات كبيرة. كان هذا الفيتامين ضروريًا لعلاج مرض البري بري (Beriberi)، وهو مرض ناتج عن نقص الثيامين في النظام الغذائي.
- الريبوفلافين (فيتامين ب2): ساهم تيشلر في تطوير طريقة لإنتاج الريبوفلافين، وهو فيتامين مهم لوظائف الجسم المختلفة، بما في ذلك نمو الخلايا وإنتاج الطاقة.
- حمض الأسكوربيك (فيتامين ج): شارك في تطوير طريقة لإنتاج حمض الأسكوربيك، وهو فيتامين ضروري لتعزيز المناعة ومكافحة العدوى.
- الكورتيزون: قاد تيشلر الفريق الذي قام بتطوير عملية إنتاج الكورتيزون على نطاق واسع. الكورتيزون هو دواء ستيرويدي يستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض الالتهابية والمناعية. كان إنتاج الكورتيزون بكميات كبيرة إنجازًا هامًا، حيث جعله متاحًا للمرضى الذين كانوا بحاجة إليه بشدة.
- الستربتومايسين: شارك في تطوير عملية إنتاج الستربتومايسين، وهو مضاد حيوي فعال ضد مرض السل (Tuberculosis). كان الستربتومايسين أول دواء فعال لعلاج السل، وقد أنقذ حياة الملايين من الناس حول العالم.
رئاسة مختبرات ميرك شارب آند دوم للأبحاث
في عام 1957، تم تعيين ماكس تيشلر رئيسًا لمختبرات ميرك شارب آند دوم للأبحاث. خلال فترة رئاسته، أشرف على تطوير العديد من الأدوية الجديدة، بما في ذلك اللقاحات والأدوية المستخدمة لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية. كان تيشلر ملتزمًا بتعزيز الابتكار في مجال الأدوية، وشجع الباحثين على استكشاف طرق جديدة لتحسين الصحة العامة.
التقدير والتكريم
حصل ماكس تيشلر على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإسهاماته في مجال الكيمياء الصيدلانية، بما في ذلك:
- ميدالية بيركن (Perkin Medal): حصل عليها عام 1964، وهي جائزة مرموقة تُمنح للأفراد الذين قدموا إسهامات بارزة في مجال الكيمياء التطبيقية.
- الميدالية الوطنية للعلوم (National Medal of Science): حصل عليها عام 1970، وهي أعلى وسام علمي تمنحه حكومة الولايات المتحدة.
- جائزة باور (Bower Award): حصل عليها عام 1975، وهي جائزة تُمنح للأفراد الذين قدموا إسهامات بارزة في مجال العلوم.
فلسفته في البحث والتطوير
كان ماكس تيشلر يؤمن بأهمية البحث والتطوير في تحسين الصحة العامة. كان يشجع الباحثين على التفكير خارج الصندوق واستكشاف أفكار جديدة. كان يؤكد على أهمية التعاون بين الباحثين من مختلف التخصصات، وكان يعتقد أن هذا التعاون يمكن أن يؤدي إلى اكتشافات علمية هامة. كان تيشلر يؤمن أيضًا بأهمية توفير التمويل الكافي للأبحاث، وكان يعمل جاهدًا لضمان حصول الباحثين في شركة ميرك على الموارد التي يحتاجونها لتحقيق النجاح.
تأثيره على صناعة الأدوية
كان لماكس تيشلر تأثير كبير على صناعة الأدوية. لقد ساهم في تطوير العديد من الأدوية الهامة التي أنقذت حياة الملايين من الناس حول العالم. لقد ساهم أيضًا في تطوير طرق جديدة لإنتاج الأدوية بكميات كبيرة وبتكلفة معقولة. كان تيشلر رائدًا في مجال الكيمياء الصيدلانية، وقد ألهم العديد من الباحثين لمتابعة مسيرته المهنية.
حياته الشخصية
تزوج ماكس تيشلر من ليزيلوت في عام 1934، وأنجبا ثلاثة أطفال. كان تيشلر محبًا للقراءة والموسيقى، وكان يستمتع بقضاء الوقت مع عائلته. كان عضوًا نشطًا في مجتمعه، وكان يدعم العديد من المنظمات الخيرية.
إرثه
ترك ماكس تيشلر إرثًا دائمًا في مجال الكيمياء الصيدلانية. سيظل اسمه مرتبطًا بتطوير العديد من الأدوية الهامة التي ساهمت في تحسين الصحة العامة على مستوى العالم. سيظل تيشلر يُذكر كرائد في مجال البحث والتطوير، وملهمًا للباحثين في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
باختصار، كان ماكس تيشلر شخصية بارزة في مجال الكيمياء الصيدلانية، ورئيسًا لمختبرات ميرك شارب آند دوم للأبحاث. قاد تطوير العديد من الأدوية الهامة التي ساهمت في تحسين الصحة العامة، بما في ذلك فيتامين ب1، الريبوفلافين، حمض الأسكوربيك، الكورتيزون، والستربتومايسين. حصل على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإسهاماته، وكان له تأثير كبير على صناعة الأدوية. ترك إرثًا دائمًا كقائد وباحث ومبتكر.