حياته المبكرة وتعليمه
ولد جورج هيرمان بابكوك في 17 يونيو 1832 في Unadilla Forks، نيويورك. كان والده، إيرا بابكوك، مزارعًا ورجل أعمال محليًا، بينما كانت والدته، ليديا ستانلي بابكوك، ربة منزل. نشأ جورج في مزرعة العائلة وحصل على تعليمه الأولي في المدارس المحلية.
أظهر جورج اهتمامًا مبكرًا بالعلوم والهندسة. كان قارئًا نهمًا، وغالبًا ما كان يقضي ساعات في قراءة الكتب والمقالات العلمية. كما كان ماهرًا في بناء وإصلاح الآلات. في سن مبكرة، قام ببناء نموذج لمحرك بخاري يعمل بكامل طاقته.
بعد الانتهاء من تعليمه في المدارس المحلية، التحق جورج بأكاديمية Cazenovia Seminary، وهي مدرسة إعدادية خاصة في Cazenovia، نيويورك. درس هناك لمدة عامين، مع التركيز على الرياضيات والعلوم. بعد ذلك، التحق بكلية هاميلتون في كلينتون، نيويورك، لكنه تركها بعد فصل دراسي واحد بسبب المرض.
مسيرته المهنية المبكرة
بعد مغادرة الكلية، عاد جورج إلى مزرعة عائلته. ومع ذلك، لم يكن مهتمًا بالزراعة، وقرر مواصلة اهتماماته في الهندسة. في عام 1855، انتقل إلى بروكلين، نيويورك، حيث حصل على وظيفة كرسام في شركة Allaire Iron Works، وهي شركة تصنع المحركات البخارية والآلات الأخرى.
في Allaire Iron Works، اكتسب جورج خبرة قيمة في تصميم وبناء المحركات البخارية. عمل بجد وسرعان ما ارتقى في الرتب. في عام 1857، تمت ترقيته إلى منصب رئيس الرسامين. في هذا المنصب، كان مسؤولاً عن الإشراف على جميع أعمال الرسم في الشركة.
أثناء عمله في Allaire Iron Works، التقى جورج بستيفن ويلكوكس، وهو مهندس شاب آخر كان يعمل في الشركة. سرعان ما أصبح الاثنان صديقين وشركاء تجاريين. شاركوا شغفًا بالهندسة البخارية وبدأوا في العمل معًا في مشاريع مختلفة.
تطوير مرجل بابكوك وويلكوكس
كان أهم إنجاز لجورج بابكوك هو تطويره مع ستيفن ويلكوكس لمرجل بابكوك وويلكوكس. كان هذا المرجل ابتكارًا رائدًا في تكنولوجيا الطاقة. لقد كان أكثر كفاءة وأمانًا من أي مرجل آخر في السوق في ذلك الوقت.
بدأ بابكوك وويلكوكس العمل على تطوير المرجل في عام 1867. لقد أدركوا أن المراجل الموجودة كانت غير فعالة وخطيرة. أرادوا إنشاء مرجل يكون أكثر كفاءة وأمانًا وموثوقية.
بعد سنوات من البحث والتطوير، حصل بابكوك وويلكوكس على براءة اختراع مرجل بابكوك وويلكوكس في عام 1867. كان المرجل تصميمًا ثوريًا استخدم أنابيب مائية لإنتاج البخار. كانت الأنابيب المائية أكثر كفاءة من تصميمات الغلايات الأخرى لأنها سمحت بنقل الحرارة بشكل أسرع وأكثر اتساقًا.
كان مرجل بابكوك وويلكوكس أيضًا أكثر أمانًا من المراجل الأخرى. تم تصميمه لمنع الانفجارات. في حالة حدوث ارتفاع في الضغط، فإن المرجل سينفجر بطريقة يمكن التحكم فيها، مما يقلل من خطر الإصابة أو الوفاة.
سرعان ما أصبح مرجل بابكوك وويلكوكس شائعًا في مجموعة متنوعة من التطبيقات. تم استخدامه في محطات توليد الطاقة والمصانع والمصانع الأخرى. كما تم استخدامه في السفن والقطارات.
تأسيس شركة بابكوك وويلكوكس
في عام 1867، أسس بابكوك وويلكوكس شركة بابكوك وويلكوكس لتصنيع وتسويق مرجلهم. نمت الشركة بسرعة وأصبحت واحدة من الشركات الهندسية الرائدة في العالم.
لعبت شركة بابكوك وويلكوكس دورًا مهمًا في تطوير تكنولوجيا الطاقة. قامت الشركة بتصميم وبناء محطات توليد الطاقة في جميع أنحاء العالم. كما قامت بتطوير تقنيات جديدة لتوليد الطاقة، مثل تقنية الفحم النظيف.
كان جورج بابكوك رئيسًا لشركة بابكوك وويلكوكس من عام 1881 إلى عام 1893. خلال فترة ولايته، نمت الشركة بشكل كبير. افتتحت الشركة مصانع جديدة في الولايات المتحدة وأوروبا. كما وسعت خط إنتاجها ليشمل مجموعة متنوعة من المعدات الأخرى المتعلقة بالطاقة.
إسهامات أخرى
بالإضافة إلى عمله في شركة بابكوك وويلكوكس، كان جورج بابكوك أيضًا مخترعًا غزير الإنتاج. حصل على أكثر من 80 براءة اختراع لاختراعاته. تضمنت اختراعاته تحسينات على المحركات البخارية والمراجل وأنواع أخرى من المعدات.
كان بابكوك أيضًا شخصية بارزة في المجتمع الهندسي. كان عضوًا في جمعية المهندسين الميكانيكيين الأمريكية (ASME) وشغل منصب رئيس الجمعية من عام 1884 إلى عام 1885.
كان بابكوك أيضًا فاعل خير. تبرع بالمال للعديد من المؤسسات الخيرية، بما في ذلك الكنائس والمدارس والمستشفيات.
حياته الشخصية
تزوج جورج بابكوك من اليزا هوكينز في عام 1857. كان لديهم ستة أطفال: ثلاثة أبناء وثلاث بنات. توفيت إليزا في عام 1885.
تزوج بابكوك مرة أخرى من جولييت وولف في عام 1886. لم يكن لديهم أطفال.
توفي جورج بابكوك في 16 ديسمبر 1893 في Plainfield، نيو جيرسي. كان يبلغ من العمر 61 عامًا. تم دفنه في مقبرة Green-Wood في بروكلين، نيويورك.
كان جورج بابكوك رجلاً ذا رؤية ومبتكرًا. لقد ساهم بشكل كبير في تطوير تكنولوجيا الطاقة. كان أيضًا رجل أعمال ناجحًا وفاعل خير. سيتم تذكره لمساهماته في المجتمع.
إرثه
يُذكر جورج بابكوك على نطاق واسع لمساهماته الهامة في مجال الهندسة وتكنولوجيا الطاقة. مرجل بابكوك وويلكوكس، الذي طوّره بالاشتراك مع ستيفن ويلكوكس، أحدث ثورة في توليد الطاقة وأصبح معيارًا صناعيًا لعقود. تأسيس شركة بابكوك وويلكوكس ساهم أيضًا في تقدم الصناعة الهندسية وتوفير حلول مبتكرة لتحديات الطاقة.
بالإضافة إلى إنجازاته التقنية، كان بابكوك يعتبر أيضًا شخصية محترمة في المجتمع الهندسي. كان عضوًا نشطًا في جمعية المهندسين الميكانيكيين الأمريكية (ASME) وشغل منصب رئيسها، مما يدل على تقدير أقرانه لقيادته وخبرته. كفاعل خير، أظهر بابكوك التزامًا برد الجميل للمجتمع من خلال دعم مختلف المؤسسات الخيرية.
إن إرث جورج بابكوك باقٍ من خلال الإرث الدائم لمرجل بابكوك وويلكوكس، الذي لا يزال يستخدم في العديد من محطات توليد الطاقة في جميع أنحاء العالم. تواصل شركة بابكوك وويلكوكس، التي أسسها، الابتكار وتوفير الحلول الهندسية المتقدمة لصناعة الطاقة.
خاتمة
جورج بابكوك كان مخترعًا ورائد أعمال بارزًا، اشتهر بتطويره لمرجل بابكوك وويلكوكس الذي أحدث ثورة في صناعة الطاقة. لعب أيضًا دورًا محوريًا في تأسيس شركة بابكوك وويلكوكس، وهي شركة هندسية رائدة. ترك بابكوك إرثًا دائمًا من خلال مساهماته التقنية وقيادته في المجتمع الهندسي وأعماله الخيرية. تظل ابتكاراته وتفانيه في التقدم بمجال الطاقة مصدر إلهام للمهندسين ورجال الأعمال على حد سواء.