فونغو (Vongo)

تاريخ فونغو

أُطلقت فونغو في عام 2006 كمحاولة من شركة ستارز إنترتينمنت لدخول سوق الفيديو حسب الطلب المتنامي. في ذلك الوقت، كانت شركات مثل نتفليكس وهولو بدأت بالفعل في اكتساب شعبية، وكانت ستارز تأمل في أن تتمكن فونغو من منافستها. ومع ذلك، واجهت فونغو العديد من التحديات، بما في ذلك مكتبة المحتوى المحدودة، ونموذج التسعير المعقد، والمنافسة الشديدة من الخدمات الأخرى.

كانت فونغو تقدم نموذج اشتراك يتيح للمستخدمين تنزيل عدد غير محدود من الأفلام والبرامج التلفزيونية مقابل رسوم شهرية. ومع ذلك، كانت هناك أيضًا بعض القيود على عدد الأجهزة التي يمكن للمستخدمين تنزيل المحتوى عليها، ومدة بقاء المحتوى متاحًا للمشاهدة.

بسبب هذه القيود وغيرها، لم تكتسب فونغو شعبية كبيرة، وفي عام 2009، أعلنت ستارز إنترتينمنت أنها ستغلق الخدمة.

ميزات فونغو

على الرغم من قصر عمرها، قدمت فونغو بعض الميزات التي كانت مبتكرة في ذلك الوقت:

  • تنزيل الأفلام والبرامج التلفزيونية: كانت فونغو تتيح للمستخدمين تنزيل الأفلام والبرامج التلفزيونية لمشاهدتها في وضع عدم الاتصال بالإنترنت. كانت هذه ميزة مهمة في ذلك الوقت، حيث لم يكن لدى العديد من الأشخاص اتصال إنترنت سريع بما يكفي لبث الفيديو بشكل موثوق.
  • مجموعة متنوعة من المحتوى: قدمت فونغو مجموعة متنوعة من الأفلام والبرامج التلفزيونية، بما في ذلك الأفلام الرائجة والأفلام المستقلة والبرامج التلفزيونية.
  • التوافق مع الأجهزة المتعددة: كانت فونغو متوافقة مع مجموعة متنوعة من الأجهزة، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظامي التشغيل ويندوز وماك، بالإضافة إلى بعض الأجهزة المحمولة.

أسباب فشل فونغو

هناك عدة أسباب محتملة لفشل فونغو، بما في ذلك:

  • مكتبة المحتوى المحدودة: كانت مكتبة محتوى فونغو أصغر بكثير من مكتبات محتوى خدمات الفيديو حسب الطلب الأخرى، مثل نتفليكس وهولو. هذا جعل فونغو أقل جاذبية للمشاهدين المحتملين.
  • نموذج التسعير المعقد: كان نموذج تسعير فونغو معقدًا وصعب الفهم. كان هذا يمكن أن يثني المشاهدين المحتملين عن الاشتراك في الخدمة.
  • المنافسة الشديدة: كانت فونغو تواجه منافسة شديدة من خدمات الفيديو حسب الطلب الأخرى، مثل نتفليكس وهولو. كانت هذه الخدمات قد اكتسبت بالفعل شعبية كبيرة، وكان من الصعب على فونغو منافستها.
  • قيود الحقوق الرقمية: كانت فونغو تستخدم تقنية إدارة الحقوق الرقمية (DRM) لحماية المحتوى الخاص بها. ومع ذلك، يمكن أن تكون تقنية إدارة الحقوق الرقمية مرهقة للمستخدمين، ويمكن أن تجعل من الصعب عليهم مشاهدة المحتوى الذي قاموا بتنزيله.
  • التسويق المحدود: لم تقم ستارز إنترتينمنت بتسويق فونغو بقوة، ولم يكن لدى العديد من الأشخاص علم بالخدمة.

الدروس المستفادة من فونغو

يمكن تعلم العديد من الدروس من فشل فونغو. تشمل بعض أهم هذه الدروس:

  • من المهم أن يكون لديك مكتبة محتوى كبيرة ومتنوعة. يحتاج المشاهدون إلى مجموعة متنوعة من الخيارات للاختيار من بينها، وإذا لم تتمكن خدمة الفيديو حسب الطلب من توفير ذلك، فمن غير المرجح أن تنجح.
  • من المهم أن يكون لديك نموذج تسعير بسيط وسهل الفهم. يجب أن يكون المشاهدون قادرين على فهم مقدار ما يدفعونه وما الذي يحصلون عليه مقابل أموالهم.
  • من المهم تسويق خدمتك بقوة. يحتاج الناس إلى معرفة أن خدمتك موجودة قبل أن يتمكنوا من الاشتراك فيها.
  • من المهم أن تكون مرنًا وأن تتكيف مع التغيرات في السوق. يتطور سوق الفيديو حسب الطلب باستمرار، وتحتاج الشركات إلى أن تكون قادرة على التكيف مع هذه التغييرات من أجل البقاء في المنافسة.

تأثير فونغو على صناعة الفيديو حسب الطلب

على الرغم من فشلها، كان لفونغو بعض التأثير على صناعة الفيديو حسب الطلب. ساعدت فونغو في إثبات أن هناك طلبًا على الفيديو حسب الطلب، وساعدت في تمهيد الطريق لخدمات مثل نتفليكس وهولو. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت فونغو في تسليط الضوء على أهمية وجود مكتبة محتوى كبيرة ومتنوعة، ونموذج تسعير بسيط وسهل الفهم.

بشكل عام، كانت فونغو تجربة فاشلة، لكنها كانت تجربة قيمة. تعلمت ستارز إنترتينمنت العديد من الدروس من فشل فونغو، وساعدت هذه الدروس في تشكيل استراتيجية الفيديو حسب الطلب للشركة في المستقبل.

البدائل الحالية لفونغو

في الوقت الحاضر، هناك العديد من البدائل لخدمة فونغو، وتشمل بعضًا من أبرزها:

  • نتفليكس (Netflix): تعتبر نتفليكس واحدة من أكبر وأشهر خدمات بث الفيديو في العالم، حيث تقدم مجموعة واسعة من الأفلام والبرامج التلفزيونية الأصلية والمرخصة.
  • أمازون برايم فيديو (Amazon Prime Video): تقدم أمازون برايم فيديو مجموعة متنوعة من الأفلام والبرامج التلفزيونية، بالإضافة إلى مزايا أخرى كجزء من اشتراك أمازون برايم.
  • هولو (Hulu): تركز هولو على توفير الوصول إلى أحدث الحلقات التلفزيونية بعد بثها، بالإضافة إلى مكتبة متنامية من الأفلام والبرامج الأصلية.
  • ديزني+ (Disney+): تقدم ديزني+ محتوى من ديزني وبيكسار ومارفل وستار وورز وناشيونال جيوغرافيك، مما يجعلها خيارًا جذابًا للعائلات ومحبي هذه العلامات التجارية.
  • إتش بي أو ماكس (HBO Max): تقدم إتش بي أو ماكس مجموعة واسعة من الأفلام والبرامج التلفزيونية عالية الجودة، بما في ذلك محتوى إتش بي أو الأصلي وأفلام وارنر براذرز.

تتميز كل خدمة من هذه الخدمات بميزات مختلفة ونقاط قوة فريدة، مما يتيح للمستهلكين الاختيار من بين مجموعة متنوعة من الخيارات التي تناسب احتياجاتهم وتفضيلاتهم.

خاتمة

كانت فونغو خدمة فيديو حسب الطلب طموحة حاولت أن تترك بصمتها في سوق مزدحم. على الرغم من أنها لم تحقق النجاح المنشود، إلا أنها قدمت بعض الأفكار المبتكرة وتركت دروسًا قيمة لصناعة الفيديو حسب الطلب. يعتبر فشل فونغو بمثابة تذكير بأهمية المحتوى المتنوع، ونموذج التسعير الواضح، والتسويق الفعال، والقدرة على التكيف مع التغيرات في السوق.

المراجع