رواية المريخيون إلى البيت (Martians, Go Home)
“المريخيون إلى البيت” هي رواية خيال علمي كوميدية كتبها فريدريك براون ونشرت عام 1955. تعتبر هذه الرواية من الأعمال الكلاسيكية في أدب الخيال العلمي، وتتميز بأسلوبها الساخر والمضحك، وتناولها لموضوع غزو الفضاء بطريقة غير تقليدية. تدور أحداث القصة حول كاتب خيال علمي يدعى لوك جرينبيرج، الذي يجد نفسه فجأة محاطًا بمليون مريخي صغير وقادر على الاختفاء، والذين يسببون الفوضى والاضطراب في حياته وحياة الآخرين من حوله.
تبدأ الأحداث عندما يحاول لوك، الذي يعاني من كتلة الكاتب ويحاول إيجاد فكرة جديدة لروايته، أن يستلهم أفكارًا من الصحراء. وبينما هو جالس في الصحراء، تبدأ الكائنات المريخية بالظهور. هذه الكائنات صغيرة الحجم، وقادرة على قراءة الأفكار، ولا يمكن قتلها بسهولة، كما أنها تتمتع بحس فكاهي شرير. سرعان ما يكتشف لوك أن هذه الكائنات مرتبطة به بطريقة ما، وأنها ظهرت نتيجة لأفكاره ورغباته اللاواعية.
تبدأ الكائنات المريخية في إحداث فوضى عارمة في كل مكان تذهب إليه. إنها تسبب المشاكل للناس، وتكشف أسرارهم، وتثير الفضائح. تحاول الحكومة والجيش السيطرة على الوضع، ولكن دون جدوى. الكائنات المريخية صغيرة جدًا وسريعة جدًا بحيث لا يمكن الإمساك بها، كما أنها قادرة على الاختفاء والاختباء في أي مكان.
يجد لوك نفسه في موقف صعب للغاية. إنه مسؤول عن ظهور هذه الكائنات، ولكنه لا يعرف كيف يمكنه التخلص منها. يحاول لوك التعاون مع الحكومة والجيش، ولكنه يكتشف أنهم غير قادرين على مساعدته. في النهاية، يقرر لوك أن عليه أن يجد طريقة لإرسال الكائنات المريخية إلى البيت بنفسه.
تتميز الرواية بأسلوبها الساخر والمضحك، وتناولها لموضوع غزو الفضاء بطريقة غير تقليدية. تستخدم الرواية الفكاهة السوداء والتهكم الاجتماعي لانتقاد العديد من جوانب المجتمع الأمريكي في فترة الخمسينيات، مثل الخوف من المجهول، والتحيز، والرقابة. كما تتناول الرواية موضوعات أعمق مثل المسؤولية الفردية، وقوة الخيال، وأهمية التفكير النقدي.
تعتبر رواية “المريخيون إلى البيت” من الأعمال الكلاسيكية في أدب الخيال العلمي، وقد ترجمت إلى العديد من اللغات، وتم اقتباسها في العديد من الأعمال الفنية الأخرى، بما في ذلك الفيلم الذي يحمل نفس الاسم.
فيلم المريخيون إلى البيت (Martians Go Home)
“المريخيون إلى البيت” هو فيلم كوميدي خيال علمي أمريكي تم إنتاجه عام 1989، وهو مقتبس عن رواية فريدريك براون التي تحمل نفس الاسم. الفيلم من إخراج ديفيد أوديل وبطولة راندي كويد وأنيت أوتول.
تدور أحداث الفيلم حول مصمم أغاني يدعى ألين مانيسكيو، والذي يعيش في بلدة صغيرة بولاية أريزونا. يحاول ألين كتابة أغنية ناجحة، ولكنه يعاني من صعوبة في إيجاد الإلهام. ذات ليلة، بينما هو جالس في الصحراء، يشهد ألين هبوط طبق طائر. يخرج من الطبق الطائر مجموعة من الكائنات المريخية الصغيرة، والذين يبلغ عددهم حوالي 50,000 مريخي. هذه الكائنات قادرة على قراءة الأفكار، ولا يمكن قتلها بسهولة، كما أنها تتمتع بحس فكاهي شرير.
تبدأ الكائنات المريخية في إحداث فوضى عارمة في حياة ألين وحياة الآخرين من حوله. إنها تسبب المشاكل للناس، وتكشف أسرارهم، وتثير الفضائح. تحاول الحكومة والجيش السيطرة على الوضع، ولكن دون جدوى. الكائنات المريخية صغيرة جدًا وسريعة جدًا بحيث لا يمكن الإمساك بها، كما أنها قادرة على الاختفاء والاختباء في أي مكان.
يجد ألين نفسه في موقف صعب للغاية. إنه مسؤول عن ظهور هذه الكائنات، ولكنه لا يعرف كيف يمكنه التخلص منها. يحاول ألين التعاون مع الحكومة والجيش، ولكنه يكتشف أنهم غير قادرين على مساعدته. في النهاية، يقرر ألين أن عليه أن يجد طريقة لإرسال الكائنات المريخية إلى البيت بنفسه.
يتعاون ألين مع فتاة تدعى بيغي بلوم، وهي صحفية تعمل في جريدة محلية. تساعد بيغي ألين في البحث عن طريقة لإرسال الكائنات المريخية إلى البيت. يكتشف ألين وبيغي أن الكائنات المريخية حساسة للموسيقى الصاخبة. يقرر ألين وبيغي استخدام الموسيقى الصاخبة لإجبار الكائنات المريخية على العودة إلى كوكب المريخ.
يقوم ألين وبيغي بتشغيل الموسيقى الصاخبة في جميع أنحاء المدينة. تتأثر الكائنات المريخية بالموسيقى، وتبدأ في الاختفاء تدريجيًا. في النهاية، تختفي جميع الكائنات المريخية، ويعود السلام إلى المدينة.
لم يحقق فيلم “المريخيون إلى البيت” نجاحًا كبيرًا على المستوى التجاري أو النقدي. ومع ذلك، يعتبر الفيلم من الأفلام الكلاسيكية في نوعية أفلام الخيال العلمي الكوميدية، ويحظى بشعبية كبيرة بين محبي هذا النوع من الأفلام.
يتميز الفيلم بأسلوبه الكوميدي الساخر، واستخدامه للمؤثرات الخاصة البسيطة، وأداء الممثلين المتميز، وخاصة راندي كويد الذي قدم أداءً كوميديًا رائعًا في دور ألين مانيسكيو.
على الرغم من أن الفيلم لم يحقق نجاحًا كبيرًا، إلا أنه يعتبر من الأفلام التي تستحق المشاهدة، خاصة بالنسبة لمحبي أفلام الخيال العلمي الكوميدية.
الفرق بين الرواية والفيلم
على الرغم من أن الفيلم مقتبس عن الرواية، إلا أن هناك بعض الاختلافات بينهما:
- في الرواية، لوك جرينبيرج هو كاتب خيال علمي، بينما في الفيلم، ألين مانيسكيو هو مصمم أغاني.
- في الرواية، تظهر الكائنات المريخية نتيجة لأفكار لوك ورغباته اللاواعية، بينما في الفيلم، تظهر الكائنات المريخية بعد هبوط طبق طائر.
- في الرواية، تحاول الحكومة والجيش السيطرة على الوضع، ولكن دون جدوى، بينما في الفيلم، يتعاون ألين وبيغي مع الحكومة والجيش.
- في الرواية، لا توجد شخصية بيغي بلوم، بينما في الفيلم، بيغي بلوم هي شخصية رئيسية تساعد ألين في إرسال الكائنات المريخية إلى البيت.
- في الرواية، لا توجد طريقة محددة لإرسال الكائنات المريخية إلى البيت، بينما في الفيلم، يتم استخدام الموسيقى الصاخبة لإجبار الكائنات المريخية على العودة إلى كوكب المريخ.
على الرغم من هذه الاختلافات، إلا أن الفيلم يحافظ على الروح الكوميدية الساخرة للرواية، ويتناول موضوع غزو الفضاء بطريقة غير تقليدية.
خاتمة
سواء كانت رواية فريدريك براون “المريخيون إلى البيت” أو الفيلم المقتبس منها، فإن كلا العملين يقدمان نظرة فريدة ومضحكة على فكرة غزو الفضاء. تتميز الرواية بأسلوبها الساخر والفكاهة السوداء، بينما يقدم الفيلم رؤية بصرية ممتعة لهذه القصة الغريبة. على الرغم من أن الفيلم لم يحقق نجاحًا كبيرًا، إلا أنه لا يزال يعتبر من الأفلام الكلاسيكية في نوعية أفلام الخيال العلمي الكوميدية. بشكل عام، كلا العملين يستحقان الاهتمام، سواء كنت من محبي أدب الخيال العلمي أو تبحث ببساطة عن قصة مضحكة ومسلية.