مقدمة
تقع حديقة حيوان لا بالمير (بالفرنسية: Zoo de La Palmyre) في منطقة لي مات (Les Mathes) بإقليم شارنت ماريتيم (Charente-Maritime)، بالقرب من مدينة رويان (Royan) في جنوب غرب فرنسا. تُعتبر واحدة من أشهر وأكبر حدائق الحيوان في فرنسا، حيث تستقبل سنويًا أكثر من 700,000 زائر. تشتهر الحديقة بتنوع حيواناتها وجهودها في مجال الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.
تاريخ الحديقة
تأسست حديقة حيوان لا بالمير في عام 1966 على يد كلود كوتي (Claude Caillé). بدأ المشروع في البداية كمحمية صغيرة للطيور، لكنه سرعان ما تطور ليصبح حديقة حيوان متكاملة تضم مجموعة واسعة من الحيوانات من مختلف أنحاء العالم. بفضل رؤية كوتي وشغفه بالحياة البرية، نمت الحديقة لتصبح مؤسسة رائدة في مجال الحفاظ على الحيوانات والتعليم البيئي.
الموقع والمساحة
تمتد حديقة حيوان لا بالمير على مساحة تزيد عن 18 هكتارًا (44 فدانًا) في قلب غابة صنوبر ساحلية. يوفر هذا الموقع الفريد بيئة طبيعية للحيوانات ويساهم في خلق تجربة ممتعة للزوار. تتميز الحديقة بتصميمها الذي يراعي احتياجات الحيوانات، حيث توفر لها مساحات واسعة وموائل طبيعية تحاكي بيئاتها الأصلية.
مجموعة الحيوانات
تضم حديقة حيوان لا بالمير أكثر من 1600 حيوان من 130 نوعًا مختلفًا. تشمل المجموعة الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك. من بين أبرز الحيوانات الموجودة في الحديقة:
- الأسود والنمور: تتوفر الحديقة على فصائل مختلفة من الأسود والنمور بما في ذلك النمور البيضاء النادرة.
- الفيلة: يمكن للزوار مشاهدة الفيلة الآسيوية والإفريقية في مساحات واسعة مصممة خصيصًا لها.
- الزرافات: تعد الزرافات من بين الحيوانات الأكثر شعبية في الحديقة، ويمكن للزوار الاقتراب منها وإطعامها.
- القردة: تضم الحديقة مجموعة كبيرة ومتنوعة من القردة، بما في ذلك الغوريلا والشمبانزي والأورانجوتان.
- الطيور: تشتهر الحديقة بمجموعتها الغنية من الطيور، بما في ذلك الببغاوات والطيور المائية والطيور الجارحة.
- الزواحف: تضم الحديقة مجموعة متنوعة من الزواحف، بما في ذلك التماسيح والسلاحف والثعابين.
جهود الحفاظ على الأنواع
تلتزم حديقة حيوان لا بالمير بالمشاركة الفعالة في برامج الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض. تتعاون الحديقة مع منظمات دولية أخرى لتربية الحيوانات المهددة بالانقراض وإعادة إدخالها إلى بيئاتها الطبيعية. تشمل بعض المشاريع التي تشارك فيها الحديقة:
- برنامج التربية الأوروبي (EEP): تشارك الحديقة في العديد من برامج التربية الأوروبية للأنواع المهددة بالانقراض، مثل قردة المكاك البربري.
- دعم المحميات الطبيعية: تقدم الحديقة الدعم المالي والتقني للمحميات الطبيعية في مختلف أنحاء العالم.
- البحث العلمي: تجري الحديقة أبحاثًا علمية حول سلوك الحيوانات وتكاثرها بهدف تحسين جهود الحفاظ عليها.
التعليم البيئي
تعتبر حديقة حيوان لا بالمير مركزًا هامًا للتعليم البيئي. تقدم الحديقة مجموعة متنوعة من البرامج التعليمية للزوار من جميع الأعمار، بهدف زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي. تشمل هذه البرامج:
- الجولات المصحوبة بمرشدين: تقدم الحديقة جولات مصحوبة بمرشدين للتعريف بالحيوانات وجهود الحفاظ عليها.
- ورش العمل التعليمية: تنظم الحديقة ورش عمل تعليمية للأطفال والكبار حول مواضيع مختلفة، مثل حماية البيئة والحياة البرية.
- المعارض التفاعلية: تعرض الحديقة معارض تفاعلية تعرض معلومات حول الحيوانات وجهود الحفاظ عليها بطريقة جذابة وممتعة.
- البرامج المدرسية: تقدم الحديقة برامج تعليمية خاصة للمدارس، بهدف تعريف الطلاب بأهمية الحفاظ على البيئة.
تجربة الزوار
توفر حديقة حيوان لا بالمير تجربة ممتعة وتعليمية للزوار من جميع الأعمار. يمكن للزوار قضاء يوم كامل في استكشاف الحديقة ومشاهدة الحيوانات والاستمتاع بالأنشطة المختلفة. تشمل بعض الأنشطة التي يمكن للزوار القيام بها:
- مشاهدة عروض الحيوانات: تقدم الحديقة عروضًا للحيوانات، مثل عروض الطيور البحرية وعروض الفقمات.
- إطعام الحيوانات: يمكن للزوار إطعام بعض الحيوانات، مثل الزرافات والماعز.
- اللعب في مناطق اللعب: توفر الحديقة مناطق لعب للأطفال.
- تناول الطعام في المطاعم والمقاهي: تتوفر في الحديقة مجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي.
- شراء الهدايا التذكارية: يمكن للزوار شراء الهدايا التذكارية من متجر الهدايا في الحديقة.
الوصول إلى الحديقة
يمكن الوصول إلى حديقة حيوان لا بالمير بسهولة بالسيارة أو وسائل النقل العام. تقع الحديقة على بعد حوالي 15 كيلومترًا من مدينة رويان. تتوفر مواقف مجانية للسيارات في الحديقة.
معلومات عملية
تفتح حديقة حيوان لا بالمير أبوابها طوال العام، باستثناء بعض أيام العطلات. تختلف ساعات العمل حسب الموسم. يمكن شراء التذاكر عبر الإنترنت أو في شباك التذاكر في الحديقة.
الجوائز والتقديرات
حصلت حديقة حيوان لا بالمير على العديد من الجوائز والتقديرات لجهودها في مجال الحفاظ على الحيوانات والتعليم البيئي. تُعتبر الحديقة عضوًا في الرابطة الأوروبية لحدائق الحيوان والأحواض المائية (EAZA) والاتحاد العالمي لحدائق الحيوان والأحواض المائية (WAZA).
التحديات المستقبلية
تواجه حديقة حيوان لا بالمير العديد من التحديات المستقبلية، مثل:
- تغير المناخ: يؤثر تغير المناخ على البيئة الطبيعية للحيوانات وعلى قدرة الحديقة على توفير بيئة مناسبة لها.
- فقدان الموائل: يؤدي فقدان الموائل الطبيعية إلى انخفاض أعداد الحيوانات البرية وزيادة الضغط على حدائق الحيوان للحفاظ عليها.
- الأمراض: يمكن أن تنتشر الأمراض بسرعة بين الحيوانات في حدائق الحيوان، مما يشكل تهديدًا لصحتها.
تسعى حديقة حيوان لا بالمير جاهدة لمواجهة هذه التحديات من خلال الاستثمار في البحث العلمي وتطوير برامج الحفاظ على الأنواع والعمل مع المجتمعات المحلية لحماية البيئة.
خاتمة
تُعد حديقة حيوان لا بالمير وجهة سياحية بارزة في فرنسا، حيث تجمع بين الترفيه والتعليم والحفاظ على البيئة. من خلال مجموعتها المتنوعة من الحيوانات وجهودها المستمرة في مجال الحفاظ على الأنواع، تلعب الحديقة دورًا هامًا في حماية التنوع البيولوجي وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على الحياة البرية.