حياته المبكرة وتعليمه
وُلد غرايم نولز في 25 سبتمبر 1951. تلقى تعليمه في مدرسة “هيرفيلد” (Huddersfield New College) وفي كلية الملك بلندن، حيث حصل على بكالوريوس في اللاهوت (BD). ثم درس في كلية “وستكوت هاوس” (Westcott House) في كامبريدج استعدادًا للخدمة الكنسية.
مسيرته الكهنوتية
بدأ نولز مسيرته الكهنوتية بعد رسامته شماسًا في عام 1974، ثم كاهنًا في عام 1975. خدم في البداية كقس مساعد في كنيسة “سانت بيتر” في “هودرزفيلد” (Huddersfield Parish Church) حتى عام 1980. ثم انتقل إلى أبرشية “ويكفيلد” (Wakefield) حيث شغل منصب قسيس وقائد جوقة في كاتدرائية “ويكفيلد” حتى عام 1987.
في عام 1987، عُين نولز عميدًا لكاتدرائية “كارلايل” (Carlisle Cathedral)، وهو منصب شغله لمدة سبع سنوات. خلال فترة عمله كعميد، كان له دور فعال في تعزيز دور الكاتدرائية في المجتمع المحلي وفي الحفاظ على تراثها التاريخي والمعماري.
الأسقفية
في عام 1994، رُسم نولز أسقفًا لـ “بيفرلي” (Beverley)، وهو منصب أسقفي إضافي في أبرشية “يورك” (York). كان له دور خاص في خدمة احتياجات الرعايا الأنجليكانيين الذين لم يتمكنوا من قبول رسامة النساء ككهنة. شغل هذا المنصب حتى عام 2003.
في عام 2003، تم تعيين نولز عميدًا لكاتدرائية “غيلدفورد” (Guildford Cathedral). استمر في هذا المنصب حتى عام 2008، حيث أشرف على مجموعة متنوعة من المبادرات الرعوية والتعليمية والمجتمعية.
في عام 2008، تم انتخاب نولز أسقفًا لـ “ستانفورد” (Sodor and Man)، وتم تنصيبه في كاتدرائية “بيل” (Peel Cathedral) في جزيرة “مان” (Isle of Man). خلال فترة ولايته كأسقف، ركز على تعزيز الوحدة بين الكنائس المسيحية المختلفة، وعلى دعم العمل الرعوي في جميع أنحاء الجزيرة.
في عام 2011، استقال نولز من منصبه كأسقف لـ “ستانفورد” ليتولى منصب عميد كاتدرائية “سانت بول” (St Paul’s Cathedral) في لندن. كان تعيينه في هذا المنصب بمثابة اعتراف بخبرته القيادية وقدرته على إدارة مؤسسة دينية كبيرة ومعقدة.
عميد كاتدرائية سانت بول
تولى نولز منصب عميد كاتدرائية “سانت بول” في وقت صعب، حيث كانت الكاتدرائية تواجه تحديات مالية وتشغيلية كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت الكاتدرائية لانتقادات بسبب طريقة تعاملها مع احتجاجات حركة “احتلوا لندن” (Occupy London) التي أقيمت بالقرب من الكاتدرائية في عام 2011.
خلال فترة عمله كعميد، بذل نولز جهودًا كبيرة لتحسين الوضع المالي للكاتدرائية، وتعزيز علاقاتها بالمجتمع، واستعادة ثقة الجمهور فيها. قاد عملية إعادة هيكلة إدارية شاملة، وأطلق عددًا من المبادرات الجديدة لزيادة الإيرادات وتقليل النفقات.
كما لعب نولز دورًا رئيسيًا في جهود الكاتدرائية للاستجابة لاحتجاجات حركة “احتلوا لندن”. عمل عن كثب مع المتظاهرين، وحاول إيجاد حل سلمي للخلاف. ومع ذلك، اضطر في النهاية إلى اتخاذ قرار بإغلاق الكاتدرائية مؤقتًا بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة العامة.
في عام 2012، استقال نولز من منصبه كعميد لكاتدرائية “سانت بول”. وقد أرجع قراره إلى الضغوط الهائلة التي تعرض لها خلال فترة توليه المنصب، وإلى رغبته في قضاء المزيد من الوقت مع عائلته.
ما بعد كاتدرائية سانت بول
بعد استقالته من منصب عميد كاتدرائية “سانت بول”، عاد نولز إلى الخدمة الكهنوتية النشطة، حيث شغل عددًا من المناصب المؤقتة في مختلف الكنائس والأبرشيات. كما شارك في العديد من الأنشطة الخيرية والتطوعية.
في عام 2013، تم تعيين نولز عميدًا بالإنابة لكنيسة “سانت إدموندسبري” (St Edmundsbury Cathedral). استمر في هذا المنصب حتى عام 2015.
يُذكر أن غرايم نولز حاصل على العديد من الشهادات الفخرية والتقديرات، بما في ذلك زمالة كلية الملك في لندن.
آراؤه ومواقفه
يُعرف غرايم نولز بأنه شخصية محافظة في الكنيسة الأنجليكانية. لقد أعرب عن معارضته لرسامة النساء كأساقفة، ودعا إلى الحفاظ على التقليد الأنجليكاني في مسائل العقيدة والأخلاق.
ومع ذلك، يُعتبر نولز أيضًا شخصية حوارية ومستعدة للاستماع إلى وجهات النظر المختلفة. لقد شارك في العديد من المناقشات والحوارات حول القضايا المثيرة للجدل في الكنيسة والمجتمع.
- رسامة النساء: كان نولز من المعارضين لرسامة النساء كأساقفة، لكنه احترم قرار الكنيسة الأنجليكانية بالسماح بذلك.
- زواج المثليين: لم يعرب نولز عن رأي واضح بشأن زواج المثليين، لكنه دعا إلى الحوار والتسامح بين الأطراف المختلفة.
- القضايا الاجتماعية: أعرب نولز عن اهتمامه بالقضايا الاجتماعية مثل الفقر والظلم، ودعا إلى العمل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية.
إرثه
يُذكر غرايم نولز بمسيرته الكهنوتية الطويلة والمتنوعة، وبقيادته للكنائس والكاتدرائيات في جميع أنحاء إنجلترا. لقد لعب دورًا هامًا في تعزيز دور الكنيسة في المجتمع، وفي الحفاظ على تراثها الروحي والثقافي.
كما يُذكر نولز بشجاعته في مواجهة التحديات الصعبة، وبقدرته على قيادة الآخرين خلال الأوقات العصيبة. لقد كان شخصية محترمة ومؤثرة في الكنيسة الأنجليكانية والمجتمع الأوسع.
خاتمة
غرايم نولز هو أسقف أنجليكاني متقاعد شغل مناصب قيادية بارزة في الكنيسة الأنجليكانية، بما في ذلك عميد كاتدرائية كارلايل، وأسقف بيفرلي، وعميد كاتدرائية غيلدفورد، وأسقف ستانفورد، وعميد كاتدرائية سانت بول. على الرغم من مواجهته لتحديات كبيرة خلال فترة عمله، إلا أنه ترك إرثًا هامًا في خدمة الكنيسة والمجتمع.