مقدمة
تُعرّف ثقافة كيدز بوند بأنها ثقافة أثرية تعود إلى فترة الغابات الوسطى الجنوبية الشرقية في شمال وسط فلوريدا، ويعود تاريخها إلى الفترة ما بين 100 إلى 800 بعد الميلاد. تتميز هذه الثقافة بفخارها المميز وتقنيات زراعتها الفريدة وأنماطها الاستيطانية التي تعكس تكيفها مع البيئة المحلية. سُميت هذه الثقافة على اسم موقع كيدز بوند الأثري في مقاطعة ماريون، فلوريدا، حيث تم اكتشاف العديد من القطع الأثرية التي تمثل هذه الثقافة.
الخصائص الأثرية
تتميز ثقافة كيدز بوند بعدة خصائص أثرية تميزها عن الثقافات الأخرى في المنطقة. تشمل هذه الخصائص:
- الفخار: يتميز فخار كيدز بوند بأنه مصنوع من الطين المحلي ويتم حرقه على درجات حرارة منخفضة. غالبًا ما يكون الفخار مزخرفًا بنقوش بسيطة مثل الخطوط المستقيمة والمنحنية والنقاط.
- الأدوات الحجرية: استخدمت ثقافة كيدز بوند مجموعة متنوعة من الأدوات الحجرية المصنوعة من الصوان والحجر الجيري المحلي. تشمل هذه الأدوات رؤوس الأسهم والمكاشط والمثاقب والفؤوس.
- الأدوات العظمية: استخدمت ثقافة كيدز بوند أيضًا الأدوات العظمية المصنوعة من عظام الحيوانات. تشمل هذه الأدوات الإبر والمخارز والكاشطات.
- الزراعة: مارست ثقافة كيدز بوند شكلاً من أشكال الزراعة البسيطة، حيث زرعت الذرة والفاصوليا والقرع. كما جمعوا النباتات البرية وصادوا الحيوانات لتكملة نظامهم الغذائي.
- الاستيطان: عاشت ثقافة كيدز بوند في قرى صغيرة تتكون من عدد قليل من المنازل. كانت المنازل عادةً عبارة عن هياكل دائرية أو بيضاوية مصنوعة من العصي والطين.
الفخار
يعتبر الفخار أحد أهم الخصائص المميزة لثقافة كيدز بوند. يتميز فخار هذه الثقافة بأنه مصنوع من الطين المحلي ويتم حرقه على درجات حرارة منخفضة. غالبًا ما يكون الفخار مزخرفًا بنقوش بسيطة مثل الخطوط المستقيمة والمنحنية والنقاط. تشمل أنواع الفخار الشائعة الأوعية والجرار والأطباق. غالبًا ما يتم استخدام الفخار لتخزين الطعام والماء وطهي الطعام.
تتنوع أساليب تزيين الفخار، وتشمل:
- الختم: استخدام أدوات لختم الطين الرطب لإنشاء أنماط.
- النقش: حفر خطوط وتصاميم في الطين.
- الضغط: الضغط على الطين لإنشاء زخارف مرتفعة أو منخفضة.
الأدوات الحجرية والعظمية
استخدمت ثقافة كيدز بوند مجموعة متنوعة من الأدوات الحجرية المصنوعة من الصوان والحجر الجيري المحلي. تشمل هذه الأدوات رؤوس الأسهم والمكاشط والمثاقب والفؤوس. استخدمت رؤوس الأسهم للصيد، واستخدمت المكاشط لتنظيف جلود الحيوانات، واستخدمت المثاقب لعمل الثقوب، واستخدمت الفؤوس لقطع الأشجار. كما استخدمت ثقافة كيدز بوند الأدوات العظمية المصنوعة من عظام الحيوانات. تشمل هذه الأدوات الإبر والمخارز والكاشطات. استخدمت الإبر لخياطة الملابس، واستخدمت المخارز لعمل الثقوب، واستخدمت الكاشطات لتنظيف جلود الحيوانات.
الزراعة والصيد
مارست ثقافة كيدز بوند شكلاً من أشكال الزراعة البسيطة، حيث زرعت الذرة والفاصوليا والقرع. كما جمعوا النباتات البرية وصادوا الحيوانات لتكملة نظامهم الغذائي. كانت الذرة هي المحصول الرئيسي، تليها الفاصوليا والقرع. كما جمعوا مجموعة متنوعة من النباتات البرية، مثل التوت والجذور والمكسرات. تشمل الحيوانات التي اصطادوها الغزلان والديك الرومي والأرانب والسلاحف.
لعبت الزراعة دورًا مهمًا في توفير الغذاء المستقر، بينما ساهم الصيد وجمع النباتات في تنويع النظام الغذائي وتوفير البروتينات والدهون الضرورية.
الاستيطان والبنية الاجتماعية
عاشت ثقافة كيدز بوند في قرى صغيرة تتكون من عدد قليل من المنازل. كانت المنازل عادةً عبارة عن هياكل دائرية أو بيضاوية مصنوعة من العصي والطين. كانت القرى عادةً تقع بالقرب من مصادر المياه، مثل الأنهار والجداول والبرك. من المحتمل أن تكون البنية الاجتماعية لثقافة كيدز بوند بسيطة، مع وجود عدد قليل من التمايزات الاجتماعية. من المحتمل أن يكون رؤساء القرى هم القادة السياسيون والدينيون.
تشير الأدلة الأثرية إلى أن المجتمعات كانت صغيرة ومكتفية ذاتيًا، مع وجود تبادل محدود للسلع مع المجتمعات الأخرى. من المحتمل أن تكون العلاقات الاجتماعية مبنية على القرابة والتعاون في الأنشطة الزراعية والصيدية.
العلاقات مع الثقافات الأخرى
تزامنت ثقافة كيدز بوند مع ثقافات أخرى في المنطقة، مثل ثقافة سويفت كريك وثقافة ويهاو. من المحتمل أن تكون ثقافة كيدز بوند قد تفاعلت مع هذه الثقافات من خلال التجارة والتبادل الثقافي. ومع ذلك، لا يوجد دليل على وجود صراع كبير بين هذه الثقافات.
تشير بعض الأدلة إلى أن ثقافة كيدز بوند تأثرت بثقافة سويفت كريك، خاصة في مجال صناعة الفخار. من المحتمل أن تكون ثقافة كيدز بوند قد تعلمت تقنيات جديدة لصناعة الفخار من ثقافة سويفت كريك.
تراجع ثقافة كيدز بوند
بدأت ثقافة كيدز بوند في التراجع حوالي عام 800 بعد الميلاد. لا يزال سبب هذا التراجع غير واضح، ولكن من المحتمل أن يكون بسبب مجموعة من العوامل، مثل تغير المناخ وزيادة عدد السكان وتأثير الثقافات الأخرى. بحلول عام 1000 بعد الميلاد، اختفت ثقافة كيدز بوند تمامًا.
تشمل العوامل المحتملة لتراجع ثقافة كيدز بوند:
- تغير المناخ: قد يكون تغير المناخ قد أدى إلى انخفاض في إنتاجية المحاصيل، مما أدى إلى نقص الغذاء.
- زيادة عدد السكان: قد تكون زيادة عدد السكان قد أدت إلى زيادة الضغط على الموارد الطبيعية، مما أدى إلى نقص الغذاء والموارد الأخرى.
- تأثير الثقافات الأخرى: قد يكون تأثير الثقافات الأخرى قد أدى إلى تغيير في أنماط الحياة التقليدية، مما أدى إلى تدهور ثقافة كيدز بوند.
الأهمية الأثرية
تعتبر ثقافة كيدز بوند مهمة لأنها توفر لنا نظرة ثاقبة على حياة الناس في شمال وسط فلوريدا خلال فترة الغابات الوسطى. تساعدنا القطع الأثرية التي تم العثور عليها في مواقع كيدز بوند على فهم تقنيات الزراعة والصيد والاستيطان التي استخدمها هؤلاء الناس. كما تساعدنا على فهم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت موجودة في ذلك الوقت.
تساهم دراسة ثقافة كيدز بوند في فهم أعمق لتاريخ المنطقة وتطور المجتمعات الأصلية في فلوريدا.
الأبحاث الحالية والمستقبلية
لا يزال الباحثون يدرسون ثقافة كيدز بوند. يتم إجراء المزيد من الحفريات في مواقع كيدز بوند للكشف عن المزيد من القطع الأثرية. يتم استخدام تقنيات جديدة لتحليل القطع الأثرية وتوفير معلومات جديدة حول ثقافة كيدز بوند. تهدف هذه الأبحاث إلى فهم أفضل لتاريخ وثقافة هذه المجموعة السكانية القديمة.
تشمل مجالات البحث المستقبلية:
- تحليل الحمض النووي للرفات البشرية لتحديد أصلهم وعلاقاتهم بالثقافات الأخرى.
- استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد لتحديد مواقع أثرية جديدة.
- دراسة تأثير تغير المناخ على ثقافة كيدز بوند.
خاتمة
تُعد ثقافة كيدز بوند ثقافة أثرية مهمة في تاريخ فلوريدا. قدمت هذه الثقافة نظرة فريدة على حياة مجتمعات الغابات الوسطى في المنطقة، وساهمت في فهمنا للتكيف البشري مع البيئة والعمليات الاجتماعية والاقتصادية التي شكلت تاريخ المنطقة. على الرغم من تراجعها واختفائها، تظل ثقافة كيدز بوند جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي لفلوريدا.