تاريخ جمعية الفلكلور
تأسست جمعية الفلكلور في 21 فبراير 1878، في لندن، كجهد لتوحيد الباحثين والمهتمين بدراسة الفلكلور في بريطانيا العظمى. كان من بين المؤسسين شخصيات بارزة مثل وليام جون ثومز، الذي صاغ مصطلح “الفلكلور” في عام 1846. نشأت الجمعية في وقت شهد اهتمامًا متزايدًا بالثقافة الشعبية وتراثها، مدفوعًا بالتقدم الصناعي والتغيرات الاجتماعية التي شهدتها بريطانيا في ذلك الوقت. كان الهدف الأساسي للجمعية هو جمع وتوثيق وحفظ التقاليد الشعبية قبل أن تختفي بسبب التغيرات الاجتماعية والتحضر. وقد ساهمت الجمعية بشكل كبير في تطوير دراسة الفلكلور كعلم أكاديمي.
في السنوات الأولى، ركزت الجمعية على جمع المواد الفلكلورية من جميع أنحاء بريطانيا، بما في ذلك الحكايات الشعبية والأغاني والطقوس والعادات. نشرت الجمعية أيضًا مجلة بعنوان “الفلكلور” (Folklore)، والتي أصبحت منبراً رئيسياً للباحثين لنشر أعمالهم وأبحاثهم. على مر السنين، توسعت الجمعية لتشمل دراسة الفلكلور في جميع أنحاء العالم، مع التركيز على المقارنات الثقافية وتأثير التفاعلات الثقافية على الفلكلور.
أهداف وأنشطة الجمعية
تهدف جمعية الفلكلور إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، من بينها:
- الحفاظ على الفلكلور: جمع وتوثيق وحفظ التقاليد الشعبية من جميع أنحاء العالم.
- البحث العلمي: تشجيع ودعم البحث العلمي في مجال الفلكلور.
- النشر والتوعية: نشر الأبحاث والمقالات والمواد الأخرى المتعلقة بالفلكلور، ورفع الوعي العام بأهمية الفلكلور.
- التعاون والتبادل: تعزيز التعاون والتبادل بين الباحثين والمهتمين بالفلكلور من مختلف أنحاء العالم.
لتحقيق هذه الأهداف، تنفذ الجمعية مجموعة متنوعة من الأنشطة:
- النشر: تنشر الجمعية مجلة “الفلكلور” بشكل دوري، بالإضافة إلى الكتب والمطبوعات الأخرى التي تتناول مواضيع الفلكلور المختلفة.
- المؤتمرات والندوات: تنظم الجمعية مؤتمرات وندوات وورش عمل لتبادل الأفكار والخبرات بين الباحثين والمهتمين بالفلكلور.
- الدعم المالي: تقدم الجمعية منحًا مالية لدعم البحوث والدراسات في مجال الفلكلور.
- التعاون مع المؤسسات الأخرى: تتعاون الجمعية مع المؤسسات الأكاديمية والمتاحف والمنظمات الأخرى لتعزيز دراسة الفلكلور.
- الأرشفة: تقوم الجمعية بأرشفة المواد الفلكلورية الهامة للحفاظ عليها للأجيال القادمة.
مجلة “الفلكلور”
مجلة “الفلكلور” (Folklore) هي المجلة العلمية الرئيسية للجمعية. تأسست في عام 1890، وهي تنشر مقالات حول مجموعة واسعة من موضوعات الفلكلور، بما في ذلك الحكايات الشعبية، والأساطير، والأغاني، والطقوس، والعادات، والمعتقدات، والحرف اليدوية. المجلة بمثابة منبر رئيسي للباحثين والعلماء لنشر أبحاثهم واكتشافاتهم في مجال الفلكلور. وهي مورد قيم للطلاب والباحثين والمهتمين بالفلكلور في جميع أنحاء العالم.
تنشر المجلة مقالات علمية محكمة من قبل الزملاء، مما يضمن جودة وأصالة المحتوى المنشور. يتم توزيع المجلة على أعضاء الجمعية والمكتبات والمؤسسات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى المقالات العلمية، تتضمن المجلة مراجعات الكتب وتقارير عن المؤتمرات والندوات المتعلقة بالفلكلور.
أهمية دراسة الفلكلور
لدراسة الفلكلور أهمية كبيرة ومتعددة الأوجه:
- فهم الثقافة: يساعد الفلكلور على فهم الثقافة والقيم والمعتقدات والتقاليد التي تشكل جزءًا من هوية المجتمعات المختلفة.
- الحفاظ على التراث: يساهم في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي، والذي يمثل جزءًا هامًا من تاريخ الإنسانية.
- تعزيز التفاهم الثقافي: يساعد على تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة، من خلال التعرف على أوجه التشابه والاختلاف في التقاليد الشعبية.
- توثيق التاريخ: يوفر الفلكلور معلومات قيمة عن التاريخ الاجتماعي والثقافي للمجتمعات، خاصة في الفترات التي لم يتم فيها توثيق التاريخ بشكل رسمي.
- الإلهام الفني: يلهم الفنانين والكتاب والموسيقيين لإنشاء أعمال فنية جديدة تعتمد على التقاليد الشعبية.
- العلاج النفسي: يمكن أن يساعد في العلاج النفسي من خلال استخدام الحكايات الشعبية والأساطير في فهم المشاعر والعواطف الإنسانية.
تساعد دراسة الفلكلور في بناء جسور التواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، وتساهم في الحفاظ على التنوع الثقافي العالمي.
الفلكلور في العصر الحديث
على الرغم من التغيرات السريعة في المجتمعات الحديثة، لا يزال الفلكلور يلعب دورًا مهمًا. يمكن رؤية ذلك في:
- الاحتفالات والمهرجانات: استمرار الاحتفال بالمهرجانات والطقوس التقليدية في جميع أنحاء العالم.
- وسائل الإعلام: استخدام الفلكلور في الأفلام والبرامج التلفزيونية والألعاب والفنون الأدائية.
- الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي: انتشار الحكايات الشعبية والأساطير والمعتقدات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يتيح للناس في جميع أنحاء العالم مشاركة وتبادل التقاليد.
- الحركات الثقافية: ظهور الحركات الثقافية التي تهدف إلى إحياء والحفاظ على التراث الثقافي.
يعمل الفلكلور على ربط الناس بجذورهم الثقافية، ويوفر لهم شعورًا بالهوية والانتماء في عالم متغير. تلعب جمعية الفلكلور دورًا حاسمًا في مساعدة الباحثين على فهم هذه الظواهر وتوثيقها.
التحديات التي تواجه جمعية الفلكلور
تواجه جمعية الفلكلور العديد من التحديات في العصر الحديث، بما في ذلك:
- الحفاظ على التمويل: الحصول على التمويل اللازم لدعم أنشطة الجمعية وبرامجها البحثية.
- جذب أعضاء جدد: جذب أعضاء جدد من خلفيات متنوعة لضمان استمرارية الجمعية.
- التكيف مع التكنولوجيا: استخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز جمع وتوثيق الفلكلور.
- مواجهة التغيرات الاجتماعية: فهم التغيرات الاجتماعية والثقافية التي تؤثر على الفلكلور والتكيف معها.
- التنافس مع المنظمات الأخرى: التنافس مع المنظمات الأخرى التي تعمل في نفس المجال للحصول على الدعم والاعتراف.
تعتبر الجمعية قادرة على مواجهة هذه التحديات من خلال التخطيط الاستراتيجي والتعاون الفعال مع المؤسسات الأخرى، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتعزيز أنشطتها.
مستقبل جمعية الفلكلور
تسعى جمعية الفلكلور إلى الاستمرار في دورها القيادي في دراسة الفلكلور. تتضمن خططها المستقبلية:
- التوسع في النطاق الجغرافي: توسيع نطاق أنشطتها لتشمل دراسة الفلكلور في مناطق جديدة.
- تعزيز التعاون الدولي: تعزيز التعاون مع الباحثين والمؤسسات في جميع أنحاء العالم.
- الاستثمار في التكنولوجيا: استخدام التكنولوجيا الحديثة لرقمنة مجموعاتها وتوفير الوصول إليها للجمهور.
- زيادة الوعي العام: زيادة الوعي بأهمية الفلكلور وتعزيز قيمته في المجتمع.
- تطوير برامج التعليم: تطوير برامج تعليمية وموارد لدعم دراسة الفلكلور في المدارس والجامعات.
تهدف الجمعية إلى ضمان استمرار دراسة الفلكلور والاحتفال به للأجيال القادمة، مما يساهم في الحفاظ على التراث الثقافي العالمي.
خاتمة
جمعية الفلكلور هي مؤسسة رائدة في مجال دراسة التقاليد الشعبية والثقافة الشعبية. على مدار تاريخها الطويل، لعبت الجمعية دورًا حاسمًا في جمع وتوثيق وحفظ الفلكلور، ودعم البحث العلمي، ونشر المعرفة حول هذا الموضوع الهام. من خلال مجلتها “الفلكلور” وأنشطتها الأخرى، تواصل الجمعية مساهمتها في فهم الثقافة والتراث الإنساني، وتعزيز التفاهم الثقافي في جميع أنحاء العالم. تواجه الجمعية تحديات في العصر الحديث، لكنها ملتزمة بالاستمرار في دورها القيادي في الحفاظ على الفلكلور للأجيال القادمة.
المراجع
- الموقع الرسمي لجمعية الفلكلور
- مجلة الفلكلور على JSTOR
- مقال ويكيبيديا حول جمعية الفلكلور
- موسوعة أكسفورد للفلكلور
“`