نشأته وتعليمه
ولد آية الله مقتدائي في مدينة أصفهان، وهي مدينة تاريخية في وسط إيران، وتعتبر من المراكز الثقافية والدينية الهامة في البلاد. تلقى تعليمه الأولي في أصفهان، ثم التحق بالحوزة العلمية في المدينة، حيث درس العلوم الدينية على يد كبار العلماء والمراجع. أظهر تفوقًا في دراسته، مما أهله للحصول على مكانة مرموقة في الحوزة. انتقل لاحقًا إلى مدينة قم المقدسة، وهي المركز الرئيسي للدراسات الدينية الشيعية في إيران، لمواصلة دراسته وتعميق معرفته بالعلوم الإسلامية. في قم، تتلمذ على يد العديد من الأساتذة البارزين، ودرس مختلف العلوم الإسلامية، بما في ذلك الفقه والأصول والتفسير والفلسفة الإسلامية. تلقى إجازات علمية من كبار المراجع، مما منحه الحق في الاجتهاد والإفتاء.
مسيرته العلمية والعملية
بعد انتهاء دراسته وتلقيه الإجازات العلمية، بدأ آية الله مقتدائي مسيرته المهنية في الحوزة العلمية. عمل كأستاذ، وقام بتدريس العلوم الدينية لطلاب الحوزة. تميز بأسلوبه الواضح في التدريس، وقدرته على تبسيط المفاهيم المعقدة، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة بين الطلاب. إلى جانب التدريس، شغل مناصب إدارية مهمة في الحوزة، وشارك في إدارة الشؤون التعليمية والإدارية للحوزة العلمية في قم. بالإضافة إلى ذلك، كان له دور فعال في المشاركة في القضايا الاجتماعية والسياسية في إيران، ولا سيما بعد انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.
مشاركته في الثورة الإسلامية
لعب آية الله مقتدائي دورًا نشطًا في الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني. أيد الثورة، وشارك في الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى دعمها. بعد انتصار الثورة، شغل مناصب مهمة في النظام الجديد. شارك في صياغة دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وساهم في وضع أسس النظام السياسي الجديد. كان له دور في تعزيز الوحدة الوطنية، والمساهمة في استقرار البلاد بعد الثورة. عمل على نشر الوعي بالقضايا الدينية والسياسية، وتوجيه الناس نحو فهم صحيح للإسلام والثورة.
مناصبه ومسؤولياته
شغل آية الله مقتدائي العديد من المناصب والمسؤوليات الهامة على مر السنين. من أبرز هذه المناصب:
- نائب رئيس مجلس خبراء القيادة (مجلس صيانة الدستور): شغل هذا المنصب لفترة طويلة، ولعب دورًا هامًا في مراقبة أداء المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، والإشراف على الانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس الخبراء.
- عضو مجلس صيانة الدستور: شارك في هذا المجلس الذي يختص بمراقبة القوانين والتشريعات للتأكد من توافقها مع الشريعة الإسلامية والدستور الإيراني.
- عضو في جمعية المدرسين في الحوزة العلمية في قم: تعتبر هذه الجمعية من أهم المؤسسات الدينية في إيران، وتضم كبار علماء الدين.
- إمام جمعة أصفهان: شغل منصب إمام جمعة مدينة أصفهان لفترة، وكان يلقي خطب الجمعة التي تتناول القضايا الدينية والسياسية والاجتماعية.
أعماله ومؤلفاته
قام آية الله مقتدائي بتأليف العديد من الكتب والمقالات التي تتناول مختلف القضايا الدينية والفقهية والأخلاقية والاجتماعية. من أبرز مؤلفاته:
- شرح على العروة الوثقى: وهو شرح على كتاب العروة الوثقى، وهو من أهم الكتب الفقهية الشيعية.
- رسالة توضيح المسائل: وهي رسالة عملية تشرح الأحكام الشرعية للمكلفين.
- مجموعة مقالات: تضم مقالاته التي كتبها في مختلف الموضوعات الدينية والاجتماعية.
آراؤه ومواقفه
يُعرف آية الله مقتدائي بآرائه المعتدلة والمتوازنة. يدعو إلى الوحدة بين المسلمين، ونبذ الخلافات والنزاعات. يؤكد على أهمية الحوار والتفاهم مع الآخرين، والتعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات. يدعم الإصلاحات السياسية والاجتماعية في إطار الشريعة الإسلامية والدستور الإيراني. يولي اهتمامًا خاصًا بقضايا الشباب والمرأة، ويدعو إلى تمكينهم والمساهمة في تقدم المجتمع. يؤمن بأهمية التعليم والثقافة، ويدعم تطوير الحوزات العلمية والمؤسسات الثقافية.
مكانته وتأثيره
يحظى آية الله مقتدائي بمكانة مرموقة في المجتمع الإيراني، ويتمتع باحترام وتقدير كبيرين من قبل العلماء والسياسيين وعامة الناس. يعتبر من أبرز الشخصيات الدينية التي لها تأثير كبير على الرأي العام. يستفيد الناس من علمه وتوجيهاته في مختلف شؤون الحياة. يعتبر قدوة حسنة للشباب، ويحثهم على التمسك بالقيم الإسلامية والأخلاق الحميدة. يساهم في تعزيز الوحدة الوطنية، وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع الإيراني.
نقد وملاحظات
على الرغم من الاحترام الواسع الذي يحظى به آية الله مقتدائي، فقد تعرض لانتقادات محدودة من بعض الأوساط. تركز بعض هذه الانتقادات على مواقفه السياسية، خاصة فيما يتعلق بدعمه للنظام الإيراني. يرى بعض المنتقدين أن مواقفه متحفظة، ولا تعكس بشكل كامل تطلعات بعض شرائح المجتمع. مع ذلك، تظل هذه الانتقادات محدودة، ولا تقلل من مكانته وتأثيره العام.
حياته الشخصية
يتسم آية الله مقتدائي بالتواضع والبساطة في حياته الشخصية. يهتم بالقراءة والمطالعة، ويسعى إلى التعلم المستمر. يقضي وقته في العبادة والتدريس، والمشاركة في الشؤون الاجتماعية. متزوج، وله أولاد وبنات. يحافظ على علاقات جيدة مع عائلته وأصدقائه. يُعرف بصفاته الحميدة، مثل الصدق والأمانة والتسامح.
خاتمة
آية الله العظمى مرتضى مقتدائي شخصية دينية بارزة في إيران، تركت بصمة واضحة في المجالات الدينية والسياسية والاجتماعية. من خلال مسيرته العلمية والعملية، ومناصبه القيادية، ومؤلفاته القيمة، ساهم في تعزيز الوعي الديني والثقافي، وتوجيه المجتمع نحو القيم الإسلامية. على الرغم من بعض الانتقادات المحدودة، يظل يحظى باحترام وتقدير كبيرين، ويستمر في خدمة دينه ووطنه.
المراجع
“`