<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد رشيد خالدي في مدينة نيويورك عام 1948، لعائلة ذات جذور فلسطينية ولبنانية. والده، إسماعيل رشدي خالدي، كان دبلوماسياً يعمل في الأمم المتحدة، ووالدته، فريال الظاهري، كانت فنانة. نشأ خالدي في بيئة ثقافية متنوعة، مما أثر في اهتمامه المبكر بالشرق الأوسط وتاريخه.
تلقى خالدي تعليمه في مدارس مرموقة في الولايات المتحدة وبريطانيا. حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة ييل عام 1970، ثم نال درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث من جامعة أكسفورد عام 1974. ركزت أطروحته للدكتوراه على السياسة البريطانية تجاه سوريا الكبرى بعد الحرب العالمية الأولى.
مسيرته الأكاديمية
بعد حصوله على الدكتوراه، بدأ رشيد خالدي مسيرته الأكاديمية في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث قام بالتدريس والبحث لمدة عدة سنوات. خلال فترة وجوده في بيروت، انخرط في الحياة السياسية والثقافية للمدينة، وتعمقت معرفته بالقضية الفلسطينية من خلال الاحتكاك المباشر بالواقع.
في عام 1987، انتقل خالدي إلى جامعة شيكاغو، حيث عمل أستاذاً للتاريخ. وفي عام 2003، انضم إلى هيئة التدريس في جامعة كولومبيا، حيث يشغل حالياً منصب أستاذ إدوارد سعيد للدراسات العربية الحديثة. يعتبر خالدي من الأساتذة المرموقين في جامعة كولومبيا، ويحظى بتقدير كبير من قبل طلابه وزملائه.
أعماله ومؤلفاته
ألف رشيد خالدي العديد من الكتب والمقالات التي تتناول تاريخ الشرق الأوسط الحديث، والقضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي. تتميز أعماله بالدقة والعمق والتحليل النقدي، وتعتبر مرجعاً هاماً للباحثين والمهتمين بالشأن الفلسطيني.
من أبرز كتبه:
- “Palestine and the United States: A Century of Dual Visions” (فلسطين والولايات المتحدة: قرن من الرؤى المزدوجة): يستعرض هذا الكتاب العلاقة المعقدة بين فلسطين والولايات المتحدة على مدى قرن من الزمان، ويسلط الضوء على التطورات السياسية والاجتماعية والثقافية التي شكلت هذه العلاقة.
- “Resurrecting Empire: Western Footprints and America’s Perilous Path in the Middle East” (إحياء الإمبراطورية: آثار أقدام الغرب ومسار أمريكا المحفوف بالمخاطر في الشرق الأوسط): يقدم هذا الكتاب تحليلاً نقدياً لدور الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، في الشرق الأوسط، ويحذر من مخاطر السياسات الإمبريالية التي تنتهجها القوى الغربية في المنطقة.
- “The Iron Cage: The Story of the Palestinian Struggle for Statehood” (القفص الحديدي: قصة النضال الفلسطيني من أجل إقامة الدولة): يروي هذا الكتاب قصة النضال الفلسطيني من أجل إقامة الدولة، ويتناول التحديات والعقبات التي واجهت الفلسطينيين في مساعيهم لتحقيق الاستقلال.
- “Brokers of Deceit: How the U.S. Has Undermined Peace in the Middle East” (سماسرة الخداع: كيف قوضت الولايات المتحدة السلام في الشرق الأوسط): ينتقد هذا الكتاب السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، ويتهم الولايات المتحدة بتقويض جهود السلام من خلال دعمها غير المشروط لإسرائيل.
- “Palestinian Identity: The Construction of Modern National Consciousness” (الهوية الفلسطينية: بناء الوعي الوطني الحديث): يتناول هذا الكتاب تطور الهوية الوطنية الفلسطينية، ويسلط الضوء على العوامل التاريخية والاجتماعية والثقافية التي ساهمت في تشكيل هذه الهوية.
بالإضافة إلى كتبه، نشر رشيد خالدي العديد من المقالات في دوريات علمية مرموقة وصحف ومجلات بارزة. كما شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية، حيث قدم أبحاثه وتحليلاته حول قضايا الشرق الأوسط.
مواقفه وآراؤه
يعتبر رشيد خالدي من أبرز المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني، ومن المنتقدين للسياسات الإسرائيلية والأمريكية في الشرق الأوسط. يؤمن خالدي بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، ويدعو إلى حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي.
ينتقد خالدي بشدة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ويعتبره انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. كما ينتقد السياسة الأمريكية الداعمة لإسرائيل، ويرى أنها تعيق جهود السلام في المنطقة.
يدعو خالدي إلى تغيير السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وإلى تبني موقف أكثر توازناً وإنصافاً تجاه القضية الفلسطينية. كما يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي المحتلة عام 1967.
غالباً ما تثير آراء خالدي جدلاً واسعاً، خاصة في الأوساط المؤيدة لإسرائيل. ومع ذلك، يحظى خالدي بتقدير كبير من قبل العديد من الأكاديميين والناشطين الذين يرون فيه صوتاً جريئاً ومستقلاً يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
الجوائز والتكريمات
حصل رشيد خالدي على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لإسهاماته في مجال الدراسات الشرق أوسطية والقضية الفلسطينية. من بين هذه الجوائز:
- جائزة ليونيل ترالينغ من جامعة كولومبيا لكتابه “Palestinian Identity: The Construction of Modern National Consciousness”.
- زمالة مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.
- زمالة مؤسسة جوجنهايم.
تأثيره وإسهاماته
يعتبر رشيد خالدي من أبرز المؤرخين المعاصرين الذين ساهموا في فهم القضية الفلسطينية وتاريخ الشرق الأوسط الحديث. لقد أثرت أعماله بشكل كبير في الدراسات الأكاديمية والسياسة العامة، وساهمت في زيادة الوعي بالقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة والعالم.
لقد ساهم خالدي أيضاً في تدريب وتخريج العديد من الطلاب والباحثين الذين أصبحوا فيما بعد من أبرز المتخصصين في دراسات الشرق الأوسط. يعتبر خالدي مرجعاً هاماً للباحثين والمهتمين بالشأن الفلسطيني، ويحظى بتقدير كبير من قبل زملائه وطلابه.
خاتمة
رشيد خالدي مؤرخ بارز ومفكر مستقل، كرس حياته لدراسة تاريخ الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية. يتميز عمله بالدقة والعمق والتحليل النقدي، ويعتبر مرجعاً هاماً للباحثين والمهتمين بالشأن الفلسطيني. ساهم خالدي بشكل كبير في زيادة الوعي بالقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة والعالم، ويظل صوتاً جريئاً يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني ويدعو إلى حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي.