<![CDATA[
حياته المبكرة وتعليمه
ولد ماريون فريدريك هاوثورن في 24 أغسطس 1928. تلقى تعليمه في جامعة بومونا حيث حصل على درجة البكالوريوس في عام 1949. ثم واصل دراسته في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، وحصل على درجة الدكتوراه في عام 1953.
مسيرته الأكاديمية
بعد حصوله على الدكتوراه، بدأ هاوثورن مسيرة أكاديمية لامعة. شغل مناصب تدريسية وبحثية في العديد من المؤسسات المرموقة، بما في ذلك:
- جامعة ولاية أيوا
- جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد
- جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA)
أصبح أستاذًا متميزًا للكيمياء في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، حيث أمضى معظم حياته المهنية. كان معروفًا بأسلوبه المبتكر في التدريس وقدرته على إلهام الطلاب.
إسهاماته في الكيمياء غير العضوية
اشتهر هاوثورن بأبحاثه الرائدة في مجال كيمياء البورون، وخاصة اكتشافه وتطويره للكاربورانات. الكاربورانات هي مركبات عضوية فلزية ثلاثية الأبعاد تتكون من ذرات البورون والكربون والهيدروجين. تتميز هذه المركبات بتركيبها الفريد واستقرارها الكيميائي، مما يجعلها مفيدة في مجموعة واسعة من التطبيقات.
تشمل بعض إسهاماته الرئيسية ما يلي:
- اكتشاف الكاربورانات: يُعتبر اكتشاف الكاربورانات من أهم إنجازات هاوثورن. فتح هذا الاكتشاف مجالًا جديدًا في الكيمياء غير العضوية وأدى إلى تطوير العديد من المركبات والمواد الجديدة.
- تطوير طرق لتخليق الكاربورانات: قام هاوثورن وفريقه بتطوير طرق فعالة لتخليق الكاربورانات بمجموعات وظيفية مختلفة. سمح هذا بتكييف خصائص الكاربورانات لتطبيقات محددة.
- استخدام الكاربورانات في الطب: استكشف هاوثورن وفريقه استخدام الكاربورانات في العلاج الإشعاعي بالبورون (BNCT) لعلاج السرطان. BNCT هي طريقة علاجية تستخدم نظائر البورون لاستهداف الخلايا السرطانية وتدميرها بشكل انتقائي.
- تطبيقات الكاربورانات في علم المواد: تم استخدام الكاربورانات في تطوير مواد جديدة ذات خصائص فريدة، مثل المواد المقاومة للحرارة والمواد فائقة الصلابة.
لقد كان لعمل هاوثورن تأثير عميق على مجالات الكيمياء غير العضوية وعلم المواد والطب. وقد ألهم العديد من الباحثين لمواصلة استكشاف إمكانات الكاربورانات والمركبات المحتوية على البورون الأخرى.
العلاج الإشعاعي بالبورون (BNCT)
العلاج الإشعاعي بالبورون (BNCT) هو شكل واعد من العلاج الإشعاعي الانتقائي ثنائي المكونات للسرطان. يقوم على التراكم الانتقائي لنظير البورون غير المشع 10B في الورم متبوعًا بالإشعاع بالنيوترونات الحرارية أو فوق الحرارية. عند التقاط النيوترون بواسطة نواة 10B، فإنه يخضع لتفاعل انشطار نووي، وينتج عنه جسيمات ألفا وأيونات الليثيوم عالية الطاقة. هذه الجسيمات ذات المدى القصير تترسب طاقتها في نطاق خلية واحدة، مما يؤدي إلى تدمير الخلايا المحتوية على البورون مع الحفاظ على الخلايا الطبيعية المحيطة. لعبت مساهمات هاوثورن في كيمياء البورون، وخاصة تطوير الكاربورانات، دورًا حاسمًا في تقدم BNCT.
الكاربورانات مشتقة من البورانات، وهي عبارة عن عناقيد من البورون والهيدروجين. تتمتع الكاربورانات بخصائص كيميائية فريدة تجعلها مناسبة لتطبيقات BNCT. على سبيل المثال، فهي مستقرة للغاية وغير سامة نسبيًا، ويمكن تعديلها بسهولة لربطها بالجزيئات النشطة بيولوجيًا. سمح هذا للباحثين بتطوير أدوية BNCT مستهدفة يمكنها توصيل البورون بشكل انتقائي إلى الخلايا السرطانية.
تم اختبار العديد من أدوية BNCT القائمة على الكاربورانات في التجارب السريرية لعلاج أنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك ورم الدبقي الأرومي الدماغي وسرطان الرأس والعنق وسرطان الجلد. أظهرت النتائج الأولية واعدة، حيث أظهرت بعض المرضى استجابات كبيرة للعلاج. ومع ذلك، لا يزال BNCT قيد التطوير، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحسين فعاليته وتقليل آثاره الجانبية.
الجوائز والتكريمات
تقديرًا لإسهاماته المتميزة، حصل هاوثورن على العديد من الجوائز والتكريمات المرموقة، بما في ذلك:
- جائزة جمعية الكيمياء الأمريكية في الكيمياء غير العضوية
- ميدالية كارل بويل من جمعية الكيمياء الأمريكية
- عضوية الأكاديمية الوطنية للعلوم
تعكس هذه الجوائز المكانة الرفيعة التي يتمتع بها هاوثورن في المجتمع العلمي وتقديراً لإسهاماته الرائدة في مجال الكيمياء.
إرثه
ترك م. فريدريك هاوثورن إرثًا دائمًا في مجال الكيمياء. كان رائدًا في مجال كيمياء البورون وقدم مساهمات كبيرة في تطوير الكاربورانات وتطبيقاتها. ألهمت أبحاثه العديد من العلماء الشباب، ولا تزال أفكاره تؤثر على الأبحاث في الكيمياء وعلم المواد والطب حتى يومنا هذا.
بالإضافة إلى مساهماته العلمية، كان هاوثورن أيضًا معلمًا وموجهًا متميزًا. لقد قام بتدريس وإلهام أجيال من الكيميائيين، وساعد في تشكيل مسيرة العديد من العلماء الناجحين. كان معروفًا بالتزامه بطلابه وقدرته على جعل الكيمياء في متناول الجميع وممتعة.
سيظل إرث م. فريدريك هاوثورن مصدر إلهام للأجيال القادمة من العلماء.
خاتمة
كان ماريون فريدريك هاوثورن عالمًا متميزًا قدم مساهمات رائدة في مجال الكيمياء غير العضوية، وخاصة في مجال كيمياء البورون والكاربورانات. لقد ترك إرثًا دائمًا من خلال أبحاثه وتدريسه وإلهامه للآخرين. سيظل عمله يتردد صداه في المجتمع العلمي لسنوات قادمة.