التَلَمُ الانتهائيّ في القلب
التَلَمُ الانتهائيّ في القلب (بالإنجليزية: Sulcus terminalis of heart) هو أخدود ضحل يقع على السطح الخارجي للأذين الأيمن للقلب. يمتد هذا التلم عموديًا بين الوريد الأجوف العلوي والوريد الأجوف السفلي، ويمثل الحدود التقريبية بين الجزء الجيبي (sinus venarum) والجزء الأذيني الأيمن الأصلي. يعد التَلَمُ الانتهائيّ معلمًا تشريحيًا هامًا لتحديد موقع العقدة الجيبية الأذينية، وهي منظم ضربات القلب الطبيعي للقلب. يحتوي التَلَمُ الانتهائيّ على سماكة من العضلات القلبية تسمى العُرفُ المُعَقّد (crista terminalis) والتي تمتد على السطح الداخلي للأذين الأيمن.
الأهمية السريرية:
يُعد تحديد التَلَمُ الانتهائيّ أمرًا بالغ الأهمية أثناء الإجراءات الجراحية التي تتطلب الوصول إلى الأذين الأيمن أو تحديد موقع العقدة الجيبية الأذينية. يمكن أن يساعد تحديد هذا المعلم التشريحي الجراحين وأخصائيي الفيزيولوجيا الكهربية في تجنب إصابة الهياكل الهامة وتحديد موقع العقدة الجيبية الأذينية بدقة لإجراءات مثل الاستئصال بالقسطرة لعلاج اضطرابات نظم القلب.
العُرفُ المُعَقّد (crista terminalis) هو حافة عضلية سميكة تمتد على طول الجدار الداخلي للأذين الأيمن، وتقع مباشرة موازية للتَلَمُ الانتهائيّ على السطح الخارجي. يعمل العُرفُ المُعَقّد على توجيه تدفق الدم نحو الفتحة الأذينية البطينية اليمنى. كما أنه يعمل كموقع ارتباط للألياف العضلية للأذين الأيمن.
التَلَمُ الانتهائيّ في اللسان
التَلَمُ الانتهائيّ في اللسان (بالإنجليزية: Sulcus terminalis of tongue) هو أخدود على شكل حرف “V” مقلوب يقع على سطح ظهر اللسان، ويفصل بين الثلثين الأماميين (الجزء الفموي) والثلث الخلفي (الجزء البلعومي). يشير رأس حرف “V” إلى الثقبة العوراء (foramen cecum)، وهي بقايا قناة الدرقية اللسانية، وهي قناة مؤقتة تتطور أثناء التطور الجنيني للغدة الدرقية. تتميز المنطقة الواقعة أمام التَلَمُ الانتهائيّ بوجود الحليمات اللسانية، بينما تحتوي المنطقة الواقعة خلفه على اللوزتين اللسانيتين.
الميزات التشريحية للتَلَمُ الانتهائيّ:
- الشكل: على شكل حرف “V” مقلوب.
- الموقع: يقع على ظهر اللسان، ويفصل بين الثلثين الأماميين والثلث الخلفي.
- الثقبة العوراء: توجد في قمة حرف “V” وهي بقايا قناة الدرقية اللسانية.
- الحليمات الذوقية: توجد أمام التَلَمُ الانتهائيّ.
- اللوزتان اللسانيتان: تقعان خلف التَلَمُ الانتهائيّ.
الوظيفة:
يعمل التَلَمُ الانتهائيّ كعلامة تشريحية هامة تحدد الحدود بين الجزء الفموي والجزء البلعومي من اللسان. يتميز الجزء الفموي بوجود الحليمات الذوقية، التي تحتوي على براعم التذوق التي تسمح لنا بتذوق الطعام. أما الجزء البلعومي، فيحتوي على اللوزتين اللسانيتين، وهما عبارة عن تجمعات من الأنسجة اللمفاوية التي تلعب دورًا في الاستجابة المناعية.
التطور الجنيني:
يتطور التَلَمُ الانتهائيّ خلال التطور الجنيني كخط فاصل بين الجزء الأمامي والخلفي من اللسان. تتكون الغدة الدرقية في الأصل في قاعدة اللسان، ثم تهاجر إلى موقعها النهائي في الرقبة. تترك قناة الدرقية اللسانية أثرًا على شكل الثقبة العوراء، الموجودة في قمة حرف “V” للتَلَمُ الانتهائيّ.
الأهمية السريرية:
يمكن أن يساعد فهم تشريح التَلَمُ الانتهائيّ الأطباء في تشخيص وعلاج الحالات التي تؤثر على اللسان، مثل التهاب اللسان أو سرطان اللسان. كما يمكن أن يكون مفيدًا في الإجراءات الجراحية التي تتطلب الوصول إلى اللسان.
الحليمات اللسانية هي نتوءات صغيرة على سطح اللسان تعطي اللسان ملمسه الخشن. هناك أربعة أنواع رئيسية من الحليمات اللسانية:
- الحليمات الخيطية: وهي أكثر أنواع الحليمات اللسانية شيوعًا، وتغطي معظم سطح اللسان. لا تحتوي على براعم التذوق.
- الحليمات الكمئية: تقع على طرف وجوانب اللسان، وتحتوي على براعم التذوق.
- الحليمات المحيطة: تقع في الجزء الخلفي من اللسان، أمام التَلَمُ الانتهائيّ، وتحتوي على براعم التذوق.
- الحليمات الورقية: تقع على جوانب اللسان بالقرب من الجزء الخلفي، وتحتوي على براعم التذوق.
اللوزتان اللسانيتان هما تجمعات من الأنسجة اللمفاوية تقع في الجزء الخلفي من اللسان، خلف التَلَمُ الانتهائيّ. تلعب اللوزتان اللسانيتان دورًا في الاستجابة المناعية عن طريق محاربة العدوى في الفم والحلق.
خاتمة
التَلَمُ الانتهائيّ هو مصطلح تشريحي يشير إلى أخدود يقع إما في الأذين الأيمن للقلب أو على ظهر اللسان. في القلب، يمثل التَلَمُ الانتهائيّ الحدود بين الجزء الجيبي والجزء الأذيني الأيمن، ويحتوي على العُرفُ المُعَقّد ويساعد في تحديد موقع العقدة الجيبية الأذينية. في اللسان، يفصل التَلَمُ الانتهائيّ بين الثلثين الأماميين والثلث الخلفي، ويشير إلى موقع الثقبة العوراء ويحدد حدود الحليمات اللسانية واللوزتين اللسانيتين. فهم التَلَمُ الانتهائيّ مهم في السياقات السريرية والجراحية.