خلفية تاريخية
تعود جذور فكرة جمعية كورنوال إلى حركة Cornish nationalism التي نشأت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. سعت هذه الحركة إلى الاعتراف بكورنوال كأمة متميزة ذات هوية ثقافية ولغوية خاصة بها. على مر السنين، تطورت هذه الحركة لتشمل الدعوة إلى قدر أكبر من الحكم الذاتي السياسي لكورنوال.
في عام 2001، اعترفت الحكومة البريطانية بالكورنيين كأقلية قومية بموجب الاتفاقية الإطارية لمجلس أوروبا لحماية الأقليات القومية. وقد أعطى هذا الاعتراف دفعة جديدة لحركة الحكم الذاتي، حيث جادل المؤيدون بأن كورنوال تستحق نفس مستوى الحكم الذاتي الذي تتمتع به الأمم الأخرى المعترف بها في المملكة المتحدة.
مقترحات جمعية كورنوال
توجد العديد من المقترحات المختلفة لجمعية كورنوال، لكنها تشترك جميعًا في هدف منح كورنوال سلطة أكبر في اتخاذ القرارات التي تؤثر عليها. تتضمن بعض المقترحات الأكثر شيوعًا ما يلي:
- جمعية منتخبة مباشرة: ستتكون هذه الجمعية من أعضاء منتخبين مباشرة من قبل سكان كورنوال. ستكون الجمعية مسؤولة عن سن القوانين والسياسات في مجموعة واسعة من المجالات، مثل التعليم والصحة والنقل والتخطيط.
- جمعية استشارية: ستكون هذه الجمعية هيئة استشارية تقدم المشورة لحكومة المملكة المتحدة بشأن القضايا التي تؤثر على كورنوال. لن يكون للجمعية سلطة سن القوانين، لكنها ستكون قادرة على التأثير على السياسات الحكومية.
- جمعية هجينة: ستجمع هذه الجمعية بين عناصر الجمعيتين المنتخبة مباشرة والاستشارية. ستتمتع الجمعية بسلطة سن القوانين في بعض المجالات، لكنها ستكون مسؤولة أيضًا عن تقديم المشورة للحكومة بشأن قضايا أخرى.
حجج المؤيدين
يقدم مؤيدو جمعية كورنوال مجموعة متنوعة من الحجج لدعم اقتراحهم، بما في ذلك:
- تعزيز الديمقراطية: يجادل المؤيدون بأن جمعية كورنوال ستعزز الديمقراطية من خلال منح سكان كورنوال صوتًا أقوى في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم.
- تحسين المساءلة: يعتقد المؤيدون أن جمعية كورنوال ستحسن المساءلة من خلال جعل المسؤولين المنتخبين أكثر مسؤولية أمام سكان كورنوال.
- حماية الثقافة الكورنية: يجادل المؤيدون بأن جمعية كورنوال ستساعد في حماية الثقافة الكورنية الفريدة من خلال منح كورنوال سلطة أكبر في اتخاذ القرارات المتعلقة باللغة والتراث والفنون.
- تعزيز الاقتصاد الكورني: يعتقد المؤيدون أن جمعية كورنوال ستعزز الاقتصاد الكورني من خلال منح كورنوال سلطة أكبر في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاستثمار.
حجج المعارضين
يعارض بعض الناس فكرة جمعية كورنوال، ويقدمون مجموعة متنوعة من الحجج، بما في ذلك:
- التكلفة: يجادل المعارضون بأن إنشاء جمعية كورنوال سيكون مكلفًا للغاية، وسيثقل كاهل دافعي الضرائب.
- الازدواجية: يعتقد المعارضون أن جمعية كورنوال ستخلق ازدواجية مع وظائف الحكومة المحلية الحالية.
- الانقسام: يجادل المعارضون بأن جمعية كورنوال ستزيد من الانقسامات داخل كورنوال والمملكة المتحدة.
- عدم الضرورة: يعتقد المعارضون أن كورنوال لا تحتاج إلى جمعية خاصة بها، وأن القضايا الكورنية يمكن معالجتها بشكل كافٍ من قبل الحكومة المركزية.
الوضع الحالي
لا يزال اقتراح جمعية كورنوال قيد المناقشة، ولم تتخذ الحكومة البريطانية قرارًا بعد بشأن ما إذا كانت ستدعم إنشاء الجمعية أم لا. ومع ذلك، فإن القضية تحظى بدعم متزايد في كورنوال، ومن المرجح أن تظل موضوعًا مهمًا في النقاش السياسي في المنطقة لسنوات قادمة.
في السنوات الأخيرة، ظهرت مبادرات جديدة تدعم فكرة نقل السلطة إلى كورنوال، بما في ذلك الضغط من أجل اتفاقيات نقل السلطة التي تمنح المنطقة سيطرة أكبر على قضايا مثل النقل العام والإسكان. بالإضافة إلى ذلك، فإن الترويج للغة الكورنية والاعتراف بها المتزايد يؤكد على الهوية الثقافية المتميزة لكورنوال، مما يعزز الحجج المؤيدة للحكم الذاتي.
التحديات والفرص المستقبلية
تواجه حركة جمعية كورنوال العديد من التحديات، بما في ذلك الحاجة إلى بناء إجماع أوسع داخل كورنوال، ومعالجة مخاوف الحكومة المركزية بشأن التكلفة والازدواجية، والتغلب على مقاومة أولئك الذين يعتقدون أن الوضع الراهن مناسب. ومع ذلك، هناك أيضًا فرص كبيرة أمام الحركة، بما في ذلك إمكانية الاستفادة من الدعم المتزايد للحكم الذاتي الإقليمي في المملكة المتحدة، وإبراز الفوائد المحتملة لجمعية كورنوال للاقتصاد الكورني والثقافة الكورنية.
في المستقبل، من المرجح أن يستمر النقاش حول جمعية كورنوال في التطور، مع ظهور مقترحات جديدة ونماذج بديلة للحكم الذاتي. سيكون من المهم أن يظل مؤيدو ومعارضو الجمعية منخرطين في حوار بناء، وأن يبحثوا عن أرضية مشتركة حيثما أمكن ذلك. في نهاية المطاف، سيعتمد مستقبل جمعية كورنوال على إرادة سكان كورنوال وقدرتهم على إقناع الحكومة البريطانية بأن الحكم الذاتي الأكبر هو في مصلحة المنطقة والبلاد ككل.
خاتمة
تعد جمعية كورنوال المقترحة موضوعًا معقدًا ومثيرًا للجدل. يجادل المؤيدون بأنها ستعزز الديمقراطية، وتحسن المساءلة، وتحمي الثقافة الكورنية، وتعزز الاقتصاد الكورني. يعارض المعارضون ذلك بحجة أنها ستكون مكلفة، وتخلق ازدواجية، وتزيد من الانقسامات، وغير ضرورية. لا يزال اقتراح جمعية كورنوال قيد المناقشة، ولم تتخذ الحكومة البريطانية قرارًا بعد بشأن ما إذا كانت ستدعمه أم لا. ومع ذلك، فإن القضية تحظى بدعم متزايد في كورنوال، ومن المرجح أن تظل موضوعًا مهمًا في النقاش السياسي في المنطقة لسنوات قادمة.