<![CDATA[
حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت إديث كابلان في ألمانيا عام 1924، وهاجرت إلى الولايات المتحدة مع عائلتها في عام 1936 هربًا من الاضطهاد النازي. هذه التجربة المبكرة شكلت حياتها المهنية وأثرت على اهتمامها بفهم الصدمات النفسية وتأثيرها على الدماغ.
حصلت كابلان على درجة البكالوريوس من كلية رادكليف، ثم تابعت دراساتها العليا في علم النفس في جامعة كلارك. حصلت على درجة الدكتوراه في عام 1952 تحت إشراف هيرمان ويتكين، وهو باحث رائد في مجال الإدراك الحسي.
مسيرتها المهنية
بعد حصولها على الدكتوراه، بدأت كابلان مسيرتها المهنية في مستشفى بوسطن للمحاربين القدامى، حيث عملت كعالمة نفسية عصبية. وفي وقت لاحق، انضمت إلى كلية الطب بجامعة بوسطن، حيث أسست مختبر علم النفس العصبي.
خلال مسيرتها المهنية الطويلة، قدمت كابلان مساهمات كبيرة في مجال علم النفس العصبي. طورت اختبارات نفسية عصبية جديدة، وقامت بتدريس وتدريب العديد من علماء النفس العصبي، وأجرت أبحاثًا رائدة حول تأثير إصابات الدماغ والأمراض العصبية على الوظائف المعرفية.
اختبار عملية بوسطن التشخيصي
أحد أهم إنجازات إديث كابلان هو تطوير “اختبار عملية بوسطن التشخيصي” (Boston Process Approach). هذا النهج يركز على فهم العمليات المعرفية التي يستخدمها الأفراد لحل المشكلات في الاختبارات النفسية العصبية. بدلاً من التركيز فقط على الدرجات النهائية، يشجع هذا النهج على مراقبة سلوك الفرد أثناء الاختبار، وتحليل الأخطاء التي يرتكبها، وفهم الاستراتيجيات التي يستخدمها.
يؤكد اختبار عملية بوسطن التشخيصي على أهمية النظر إلى الفرد ككل، مع الأخذ في الاعتبار نقاط القوة والضعف لديه، وخبراته السابقة، وحالته العاطفية. هذا النهج يسمح لعلماء النفس العصبي بتقديم تقييمات أكثر دقة وشاملة للوظائف المعرفية للأفراد.
يستخدم اختبار عملية بوسطن التشخيصي مجموعة متنوعة من الاختبارات النفسية العصبية، بما في ذلك اختبارات الذاكرة والانتباه واللغة والوظائف التنفيذية. يتم اختيار الاختبارات المستخدمة بناءً على احتياجات الفرد المحدد وأهداف التقييم.
مساهمات أخرى
بالإضافة إلى تطوير اختبار عملية بوسطن التشخيصي، قدمت إديث كابلان مساهمات كبيرة أخرى في مجال علم النفس العصبي، بما في ذلك:
- تطوير اختبارات نفسية عصبية جديدة: قامت كابلان بتطوير العديد من الاختبارات النفسية العصبية الجديدة لتقييم مجموعة متنوعة من الوظائف المعرفية.
- تدريب علماء النفس العصبي: قامت كابلان بتدريب العديد من علماء النفس العصبي الذين أصبحوا قادة في هذا المجال.
- أبحاث حول إصابات الدماغ والأمراض العصبية: أجرت كابلان أبحاثًا رائدة حول تأثير إصابات الدماغ والأمراض العصبية على الوظائف المعرفية.
- التركيز على الجوانب النوعية للتقييم: أكدت كابلان على أهمية مراقبة سلوك الفرد أثناء الاختبار وتحليل الأخطاء التي يرتكبها، وليس فقط على الدرجات الكمية.
تأثيرها وإرثها
كان لإديث كابلان تأثير كبير على مجال علم النفس العصبي. ساعد عملها على تحسين فهمنا للوظائف المعرفية وكيفية تأثرها بإصابات الدماغ والأمراض العصبية. كما ألهمت العديد من علماء النفس العصبي لمتابعة أبحاثهم الخاصة وتطوير ممارساتهم السريرية.
يستمر إرث إديث كابلان في التأثير على مجال علم النفس العصبي حتى اليوم. لا يزال اختبار عملية بوسطن التشخيصي مستخدمًا على نطاق واسع من قبل علماء النفس العصبي في جميع أنحاء العالم. كما أن أفكارها حول أهمية فهم العمليات المعرفية الكامنة وراء الأداء في الاختبارات لا تزال ذات صلة.
تعتبر إديث كابلان شخصية بارزة في تاريخ علم النفس العصبي. لقد ساهمت بشكل كبير في تطوير هذا المجال، وألهمت العديد من علماء النفس العصبي لمتابعة أبحاثهم الخاصة وتطوير ممارساتهم السريرية.
الجوائز والتكريمات
تقديراً لمساهماتها الكبيرة، حصلت إديث كابلان على العديد من الجوائز والتكريمات خلال حياتها المهنية، بما في ذلك:
- جائزة الإسهام المهني المتميز في علم النفس من جمعية علم النفس الأمريكية.
- زمالة الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم.
- جائزة “رائد علم النفس العصبي” من الأكاديمية الوطنية لعلم النفس العصبي.
وفاتها
توفيت إديث كابلان في 3 سبتمبر 2009، عن عمر يناهز 85 عامًا. تركت وراءها إرثًا غنيًا من المساهمات في مجال علم النفس العصبي.
أهمية اختبار عملية بوسطن التشخيصي في العصر الحديث
في العصر الحديث، لا يزال اختبار عملية بوسطن التشخيصي ذا أهمية كبيرة لعدة أسباب:
- تقييم شامل: يوفر اختبار عملية بوسطن التشخيصي تقييمًا شاملاً للوظائف المعرفية، مع الأخذ في الاعتبار نقاط القوة والضعف لدى الفرد.
- فهم العمليات المعرفية: يساعد هذا النهج على فهم العمليات المعرفية التي يستخدمها الأفراد لحل المشكلات، مما يسمح لعلماء النفس العصبي بتقديم توصيات علاجية أكثر فعالية.
- تطبيقات واسعة النطاق: يمكن استخدام اختبار عملية بوسطن التشخيصي لتقييم مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك إصابات الدماغ والأمراض العصبية واضطرابات التعلم.
- المرونة: يمكن تكييف اختبار عملية بوسطن التشخيصي لتلبية احتياجات الفرد المحدد وأهداف التقييم.
- التركيز على الجودة: يركز هذا النهج على الجوانب النوعية للتقييم، مثل مراقبة سلوك الفرد وتحليل الأخطاء التي يرتكبها، مما يوفر معلومات قيمة لا يمكن الحصول عليها من خلال الدرجات الكمية وحدها.
بشكل عام، يظل اختبار عملية بوسطن التشخيصي أداة قيمة لعلماء النفس العصبي في جميع أنحاء العالم. إنه يوفر نهجًا شاملاً ومرنًا لتقييم الوظائف المعرفية، ويساعد على فهم العمليات المعرفية الكامنة وراء الأداء في الاختبارات.
تحديات ومستقبل علم النفس العصبي
يواجه علم النفس العصبي العديد من التحديات في العصر الحديث، بما في ذلك:
- التقدم التكنولوجي: يتطلب التقدم السريع في التكنولوجيا من علماء النفس العصبي مواكبة أحدث التطورات في التصوير العصبي وتقنيات التقييم.
- تزايد شيخوخة السكان: مع تزايد شيخوخة السكان، هناك حاجة متزايدة لعلماء النفس العصبي لتقييم وعلاج المشكلات المعرفية المرتبطة بالعمر.
- التنوع الثقافي: يجب على علماء النفس العصبي أن يكونوا على دراية بالاختلافات الثقافية التي يمكن أن تؤثر على الأداء في الاختبارات النفسية العصبية.
- التكامل مع التخصصات الأخرى: هناك حاجة إلى مزيد من التكامل بين علم النفس العصبي والتخصصات الأخرى، مثل علم الأعصاب وعلم النفس السريري والطب النفسي.
على الرغم من هذه التحديات، فإن مستقبل علم النفس العصبي يبدو واعدًا. مع استمرارنا في تعلم المزيد عن الدماغ والوظائف المعرفية، سنكون قادرين على تطوير طرق أكثر فعالية لتقييم وعلاج المشكلات المعرفية.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يلعب علم النفس العصبي دورًا متزايد الأهمية في مجالات مثل التعليم والطب والقانون. على سبيل المثال، يمكن استخدام علم النفس العصبي لتحديد الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم، وتقييم تأثير الأدوية على الوظائف المعرفية، وتحديد ما إذا كان الشخص مؤهلاً للمسؤولية الجنائية.
خاتمة
كانت إديث كابلان شخصية مؤثرة في مجال علم النفس العصبي، حيث ساهمت بشكل كبير في تطوير الاختبارات النفسية العصبية وفهم العمليات المعرفية. يُعد اختبار عملية بوسطن التشخيصي الذي ابتكرته أداة قيمة لتقييم الوظائف المعرفية وفهم كيفية تأثرها بإصابات الدماغ والأمراض العصبية. سيظل إرثها مصدر إلهام لعلماء النفس العصبي في جميع أنحاء العالم.