<![CDATA[
شاغلو المناصب
خلال عام 1923، شغل السيد تشارلز كوغلان منصب رئيس وزراء روديسيا الجنوبية. لعب كوغلان دورًا محوريًا في تشكيل السياسات واتخاذ القرارات التي أثرت على مسار البلاد في ذلك الوقت.
الأحداث
شهد عام 1923 سلسلة من الأحداث الهامة التي تركت بصماتها على روديسيا الجنوبية. فيما يلي تفصيل لأهم هذه الأحداث:
الاستفتاء على الحكم الذاتي
كان الحدث الأبرز في عام 1923 هو الاستفتاء الذي أُجري على الحكم الذاتي. واجه سكان روديسيا الجنوبية خيارًا حاسمًا: إما الانضمام إلى اتحاد جنوب إفريقيا أو الحصول على حكم ذاتي مسؤول. كانت القضية مثيرة للجدل، حيث انقسمت الآراء حول أفضل مسار للمستقبل.
الحجج المؤيدة للانضمام إلى اتحاد جنوب إفريقيا:
- الاستقرار الاقتصادي: كان يُنظر إلى اتحاد جنوب إفريقيا على أنه قوة اقتصادية أكبر، مما يوفر لروديسيا الجنوبية فرصًا تجارية واستثمارية أفضل.
- الأمن: كان الاتحاد يوفر أيضًا حماية أمنية أكبر، خاصة في مواجهة التحديات الإقليمية.
- البنية التحتية: كان يُعتقد أن الاتحاد سيستثمر في تطوير البنية التحتية لروديسيا الجنوبية، مثل الطرق والسكك الحديدية والموانئ.
الحجج المؤيدة للحكم الذاتي المسؤول:
- الاستقلالية: كان الحكم الذاتي سيمكن روديسيا الجنوبية من التحكم في شؤونها الداخلية واتخاذ القرارات التي تخدم مصالحها الخاصة.
- الحفاظ على الهوية: كان هناك قلق من أن الانضمام إلى اتحاد جنوب إفريقيا سيؤدي إلى فقدان الهوية الثقافية والسياسية المتميزة لروديسيا الجنوبية.
- السيطرة على الأراضي: كان المستوطنون البيض حريصين على الحفاظ على السيطرة على الأراضي والموارد، وهو أمر قد يكون صعبًا في إطار الاتحاد.
بعد حملة مكثفة، صوّتت أغلبية ضئيلة لصالح الحكم الذاتي المسؤول. كانت النتيجة بمثابة انتصار للمؤيدين للاستقلال، ومهدت الطريق لفصل جديد في تاريخ روديسيا الجنوبية.
منح الحكم الذاتي المسؤول
في أعقاب الاستفتاء، منحت الحكومة البريطانية روديسيا الجنوبية حكمًا ذاتيًا مسؤولًا. دخل هذا الحكم حيز التنفيذ في 12 سبتمبر 1923. بموجب هذا الترتيب الجديد، حصلت روديسيا الجنوبية على الحق في إدارة شؤونها الداخلية، مع احتفاظ الحكومة البريطانية بالسيطرة على الشؤون الخارجية والدفاع.
كان منح الحكم الذاتي المسؤول بمثابة علامة فارقة في تطور روديسيا الجنوبية. فقد منح المستوطنين البيض درجة كبيرة من السيطرة على البلاد، وأرسى الأساس لنظام حكم الأقلية البيضاء الذي سيستمر لعقود.
تشكيل حكومة جديدة
بعد منح الحكم الذاتي، تم تشكيل حكومة جديدة في روديسيا الجنوبية. بقي تشارلز كوغلان في منصب رئيس الوزراء، وقاد مجلس وزراء مؤلفًا من المستوطنين البيض. كانت الحكومة الجديدة مسؤولة عن إدارة جميع جوانب الشؤون الداخلية، بما في ذلك التعليم والصحة والزراعة.
واجهت الحكومة الجديدة تحديات كبيرة. كان عليها أن تتعامل مع قضايا مثل الفقر والبطالة والتمييز العنصري. كان عليها أيضًا أن تعمل على تطوير اقتصاد روديسيا الجنوبية وجذب الاستثمارات الأجنبية.
التطورات الاقتصادية
شهد عام 1923 أيضًا بعض التطورات الاقتصادية الهامة في روديسيا الجنوبية. استمرت الزراعة في كونها الركيزة الأساسية للاقتصاد، حيث ساهم التبغ والذرة بشكل كبير في الصادرات. كما شهدت صناعة التعدين نموًا، حيث تم استخراج الذهب والنحاس والمعادن الأخرى.
شجعت الحكومة الاستثمار الأجنبي في روديسيا الجنوبية، وقدمت حوافز ضريبية وغيرها من الحوافز لجذب الشركات الأجنبية. ساهم هذا في نمو الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة.
التطورات الاجتماعية
شهد عام 1923 أيضًا بعض التطورات الاجتماعية في روديسيا الجنوبية. ومع ذلك، كانت هذه التطورات في الغالب لصالح المستوطنين البيض. استمر السكان الأفارقة الأصليون في مواجهة التمييز والقمع.
كان نظام التعليم منفصلاً، حيث يتمتع الأطفال البيض بمدارس وموارد أفضل من الأطفال الأفارقة. كانت الرعاية الصحية أيضًا غير متكافئة، حيث يتمتع البيض بإمكانية الوصول إلى خدمات طبية أفضل من الأفارقة.
تم تقييد حقوق السكان الأفارقة بشدة. لم يُسمح لهم بالتصويت أو شغل مناصب سياسية. كما تم تقييد حريتهم في التنقل والتعبير.
قانون الأراضي
في عام 1923، تم سن قانون الأراضي، الذي رسخ الفصل العنصري في روديسيا الجنوبية. قسم القانون الأراضي بين البيض والأفارقة، ومنح البيض معظم الأراضي الزراعية الجيدة، بينما تم حصر الأفارقة في مناطق أقل خصوبة.
كان لقانون الأراضي آثار مدمرة على السكان الأفارقة. فقد أجبر العديد منهم على ترك أراضيهم وأجبرهم على العمل في مزارع البيض مقابل أجور زهيدة. كما ساهم القانون في تفاقم الفقر وعدم المساواة في روديسيا الجنوبية.
تأسيس الكنيسة الإنجيلية الإصلاحية
في عام 1923، تأسست الكنيسة الإنجيلية الإصلاحية في روديسيا الجنوبية. لعبت الكنيسة دورًا هامًا في تقديم التعليم والرعاية الصحية للمجتمعات المحلية. كما عملت الكنيسة على تعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة.
تأثير عام 1923 على المستقبل
كان لعام 1923 تأثير عميق على مستقبل روديسيا الجنوبية. منح الحكم الذاتي المسؤول المستوطنين البيض السيطرة على البلاد، وأرسى الأساس لنظام حكم الأقلية البيضاء الذي سيستمر لعقود. كما ساهم قانون الأراضي في تفاقم الفصل العنصري وعدم المساواة.
ومع ذلك، شهد عام 1923 أيضًا بعض التطورات الإيجابية، مثل تأسيس الكنيسة الإنجيلية الإصلاحية. لعبت الكنيسة دورًا هامًا في تقديم التعليم والرعاية الصحية للمجتمعات المحلية.
تحديات الحكم الذاتي
على الرغم من الفرحة الظاهرية بالحكم الذاتي، واجهت روديسيا الجنوبية تحديات كبيرة في إدارة شؤونها. كان عليها بناء مؤسسات الدولة، وتطوير اقتصادها، والتعامل مع التوترات العرقية المتزايدة. كما كان عليها أن تحافظ على علاقات جيدة مع بريطانيا ودول الكومنولث الأخرى.
السياسة العرقية
أصبح التمييز العنصري أكثر وضوحًا في السياسات والقوانين. تم استبعاد الأفارقة من المشاركة السياسية والاقتصادية، مما أدى إلى تزايد الاستياء والغضب.
التعليم
على الرغم من بعض الجهود لتحسين التعليم، ظل النظام التعليمي غير متكافئ. كان الأطفال البيض يحصلون على تعليم أفضل بكثير من الأطفال الأفارقة، مما حد من فرص الأفارقة في الحصول على وظائف جيدة وتحسين مستوى معيشتهم.
الصحة
كانت الخدمات الصحية أيضًا غير متكافئة. كان البيض يحصلون على رعاية صحية أفضل من الأفارقة، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات والأمراض بين الأفارقة.
الزراعة
استمرت الزراعة في كونها القطاع الرئيسي في الاقتصاد، ولكن سياسات الأراضي أدت إلى تفاوت كبير في توزيع الأراضي. كان البيض يمتلكون معظم الأراضي الزراعية الجيدة، بينما كان الأفارقة محصورين في مناطق أقل خصوبة.
التعدين
شهد قطاع التعدين نموًا ملحوظًا، ولكن الفوائد لم تكن موزعة بالتساوي. كان البيض يسيطرون على معظم شركات التعدين، بينما كان الأفارقة يعملون في وظائف منخفضة الأجر.
العلاقات مع بريطانيا
على الرغم من الحكم الذاتي، ظلت روديسيا الجنوبية تعتمد على بريطانيا في العديد من المجالات، مثل الدفاع والشؤون الخارجية. كان على حكومة روديسيا الجنوبية أن تحافظ على علاقات جيدة مع بريطانيا لضمان استمرار الدعم والمساعدة.
العلاقات مع جنوب إفريقيا
كانت العلاقات مع جنوب إفريقيا معقدة. كان هناك بعض المؤيدين للانضمام إلى جنوب إفريقيا، ولكن الأغلبية فضلت البقاء مستقلة. كان على حكومة روديسيا الجنوبية أن تتعامل مع جنوب إفريقيا بحذر لتجنب أي تدخل في شؤونها الداخلية.
خاتمة
كان عام 1923 عامًا محوريًا في تاريخ روديسيا الجنوبية، حيث شهد الاستفتاء على الحكم الذاتي ومنح الحكم الذاتي المسؤول. ومع ذلك، كانت هذه الأحداث أيضًا بداية لنظام حكم الأقلية البيضاء الذي سيستمر لعقود، وسيشهد تفاقم الفصل العنصري وعدم المساواة. على الرغم من بعض التطورات الإيجابية، مثل تأسيس الكنيسة الإنجيلية الإصلاحية، إلا أن عام 1923 ترك إرثًا معقدًا سيؤثر على مستقبل روديسيا الجنوبية لسنوات عديدة قادمة.