نظرة عامة
نُشرت رواية “بوست مورتيم” في عام 1990، وهي الرواية الأولى التي تظهر فيها الدكتورة كاي سكاربيتا، رئيسة الفاحصين الطبيين في ولاية فرجينيا. تدور أحداث الرواية في ريتشموند، فيرجينيا، حيث تلاحق سكاربيتا قاتلًا متسلسلًا يستهدف النساء الشابات.
تتميز الرواية بأسلوب كورنويل المميز الذي يجمع بين التفاصيل الطبية الشرعية الدقيقة والشخصيات المعقدة والتشويق المتصاعد. استقبلت الرواية بحفاوة كبيرة من قبل النقاد والقراء، وفازت بجائزة إدغار لأفضل رواية أولى.
ملخص الحبكة
تبدأ القصة بالعثور على جثة امرأة شابة في شقتها. تتولى الدكتورة كاي سكاربيتا مهمة تحديد سبب الوفاة، وتكتشف أن الضحية تعرضت للاعتداء الجنسي والخنق. سرعان ما تظهر ضحية أخرى بنفس المواصفات، وتدرك سكاربيتا أنها تتعامل مع قاتل متسلسل.
بينما تحاول سكاربيتا تجميع الأدلة وكشف هوية القاتل، تواجه مقاومة من داخل قسم الشرطة، بالإضافة إلى ضغوط من وسائل الإعلام والرأي العام. تتعمق سكاربيتا في عالم الطب الشرعي، وتستخدم أحدث التقنيات لتحليل الأدلة البيولوجية وتحديد النمط الإجرامي للقاتل.
تتعاون سكاربيتا مع المحقق بيت مارينو، الذي يشك في البداية في قدراتها كفاحصة طبية، ولكنه سرعان ما يكتشف ذكاءها ومثابرتها. معًا، يلاحقان القاتل عبر شوارع ريتشموند المظلمة، ويواجهان خطرًا متزايدًا مع كل خطوة.
تتعرض سكاربيتا لتهديدات شخصية، وتشك في أن القاتل يراقبها. تزداد الأمور تعقيدًا عندما يظهر دليل يشير إلى تورط أحد الأشخاص المقربين منها في الجرائم.
في ذروة الأحداث، تكتشف سكاربيتا هوية القاتل، وتواجهه في مواجهة خطيرة تهدد حياتها. تستخدم سكاربيتا معرفتها بالطب الشرعي ومهاراتها القتالية للدفاع عن نفسها، وتنجح في القبض على القاتل وتقديمه للعدالة.
الشخصيات الرئيسية
- الدكتورة كاي سكاربيتا: رئيسة الفاحصين الطبيين في ولاية فرجينيا، وهي امرأة ذكية وطموحة ومكرسة لعملها.
- المحقق بيت مارينو: محقق شرطة يتمتع بخبرة واسعة في التحقيقات الجنائية.
- لوسي فارينيللي: ابنة أخت كاي، وهي فتاة ذكية وموهوبة في مجال الكمبيوتر.
- بنتون ويسلي: عميل في مكتب التحقيقات الفيدرالي، وهو حبيب كاي.
المواضيع الرئيسية
تتناول رواية “بوست مورتيم” العديد من المواضيع الهامة، بما في ذلك:
- الطب الشرعي: تستكشف الرواية عالم الطب الشرعي بتفصيل كبير، وتعرض التقنيات المستخدمة في تحليل الأدلة البيولوجية وتحديد أسباب الوفاة.
- العنف ضد المرأة: تسلط الرواية الضوء على مشكلة العنف ضد المرأة، وتعرض الآثار المدمرة لهذه الجرائم على الضحايا وعائلاتهم.
- الفساد: تكشف الرواية عن وجود فساد داخل قسم الشرطة، وتعرض الصعوبات التي تواجهها سكاربيتا في محاربة هذا الفساد.
- المرأة في السلطة: تصور الرواية امرأة في منصب قيادي، وتستكشف التحديات التي تواجهها في عالم يهيمن عليه الرجال.
الاستقبال النقدي
حققت رواية “بوست مورتيم” نجاحًا كبيرًا عند نشرها، وفازت بجائزة إدغار لأفضل رواية أولى. أشاد النقاد بأسلوب كورنويل المميز الذي يجمع بين التفاصيل الطبية الشرعية الدقيقة والشخصيات المعقدة والتشويق المتصاعد.
اعتبرت الرواية علامة فارقة في أدب الجريمة، وساهمت في إحياء الاهتمام بالطب الشرعي كأداة لحل الجرائم. أصبحت الدكتورة كاي سكاربيتا شخصية أيقونية في عالم الروايات البوليسية، وألهمت العديد من الكتاب الآخرين.
التأثير الثقافي
تركت رواية “بوست مورتيم” تأثيرًا كبيرًا على الثقافة الشعبية. تم اقتباس الرواية في فيلم تلفزيوني عام 1995 من بطولة هيلين ميرين. كما ألهمت الرواية العديد من المسلسلات التلفزيونية والأفلام التي تركز على الطب الشرعي، مثل مسلسل “CSI” و “NCIS”.
ساهمت الرواية في زيادة الوعي بأهمية الطب الشرعي في التحقيقات الجنائية، وشجعت العديد من الشباب على دراسة هذا المجال. أصبحت كورنويل واحدة من أشهر كتاب الجريمة في العالم، وباعت ملايين النسخ من كتبها.
الجوائز
- جائزة إدغار لأفضل رواية أولى (1991)
الإصدارات
- Hardcover: January 1, 1990 by Charles Scribner’s Sons
- Paperback: December 1, 1991 by Avon
اقتباسات
“الموت ليس نهاية. إنه بداية.”
“الأدلة لا تكذب. الناس يكذبون.”
“لا يمكنك تغيير الماضي، ولكن يمكنك تغيير المستقبل.”
تحليل أسلوب الكتابة
تتميز باتريشيا كورنويل بأسلوب كتابة فريد يجمع بين الواقعية والتشويق. تستخدم كورنويل لغة دقيقة ومفصلة لوصف الإجراءات الطبية الشرعية، مما يضفي على الرواية مصداقية عالية. كما تستخدم كورنويل تقنيات سردية متنوعة، مثل وجهة النظر الأولى والثالثة، لخلق جو من التشويق والإثارة.
تتميز شخصيات كورنويل بالتعقيد والواقعية. تعاني الدكتورة كاي سكاربيتا من صراعات داخلية، وتواجه تحديات شخصية ومهنية. تتطور شخصيات الرواية على مدار الأحداث، وتكشف عن جوانب جديدة من شخصياتها.
تستخدم كورنويل الرمزية والمجاز لتعزيز المعنى العام للرواية. يرمز الموت في الرواية إلى نهاية مرحلة وبداية أخرى. كما ترمز الأدلة البيولوجية إلى الحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها.
تأثير الرواية على أدب الجريمة
أحدثت رواية “بوست مورتيم” ثورة في أدب الجريمة. قدمت الرواية شخصية نسائية قوية في دور البطولة، وهي الدكتورة كاي سكاربيتا. كما ساهمت الرواية في زيادة الاهتمام بالطب الشرعي كأداة لحل الجرائم.
ألهمت الرواية العديد من الكتاب الآخرين لكتابة روايات جريمة تركز على الطب الشرعي. كما ساهمت الرواية في تغيير صورة المرأة في أدب الجريمة، حيث أصبحت المرأة أكثر قوة واستقلالية.
الجوانب الفنية للرواية
تتميز رواية “بوست مورتيم” ببناء متقن وشخصيات عميقة وأسلوب كتابة مشوق. تنجح كورنويل في خلق جو من التشويق والإثارة، وتجذب القارئ إلى عالم الطب الشرعي والجريمة.
تتميز الرواية بحبكة معقدة تتطور تدريجياً، وتكشف عن مفاجآت غير متوقعة. تستخدم كورنويل تقنيات سردية متنوعة للحفاظ على اهتمام القارئ، وتجعله متشوقًا لمعرفة نهاية القصة.
تتميز شخصيات الرواية بالواقعية والتعقيد. تعاني الدكتورة كاي سكاربيتا من صراعات داخلية، وتواجه تحديات شخصية ومهنية. تتطور شخصيات الرواية على مدار الأحداث، وتكشف عن جوانب جديدة من شخصياتها.
خاتمة
تعتبر رواية “بوست مورتيم” نقطة تحول في أدب الجريمة. قدمت الرواية شخصية نسائية قوية في دور البطولة، وهي الدكتورة كاي سكاربيتا. كما ساهمت الرواية في زيادة الاهتمام بالطب الشرعي كأداة لحل الجرائم. رواية مشوقة ومثيرة تأخذ القارئ في رحلة مثيرة إلى عالم الطب الشرعي والجريمة.