<![CDATA[
البناء والتصميم
بدأ بناء إتش إن إل إم إس فلوريس في عام 1925 في حوض بناء السفن “ماتشي” في مدينة مورديك في هولندا. تم إطلاق السفينة في 5 أغسطس 1925، ودخلت الخدمة في البحرية الملكية الهولندية في 25 مارس 1926. تم تصميم السفينة لتكون سفينة حربية صغيرة نسبيًا، قادرة على العمل في المياه الضحلة لجزر الهند الشرقية الهولندية. كان تصميمها يركز على القدرة على المناورة والسرعة، بالإضافة إلى قوة نيران كافية للاشتباك مع السفن الحربية الأصغر والقوات البرية.
كان الطول الإجمالي للسفينة يبلغ حوالي 85.3 مترًا، وعرضها 10.4 مترًا، وكان غاطسها 3 أمتار. كانت حمولتها القياسية تبلغ حوالي 1475 طنًا. تم تجهيزها بمحركين بخاريين ثلاثيين التمدد، واللذين قادا بدورهما عمودين للمروحة. كان هذا النظام قادرًا على إنتاج قوة حصانية تبلغ حوالي 2500 حصان، مما يسمح للسفينة بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ حوالي 15 عقدة.
التسليح
تم تجهيز إتش إن إل إم إس فلوريس بتسليح متنوع نسبياً بالنسبة لحجمها. شمل تسليحها الرئيسي ثلاثة مدافع بوفورز عيار 150 ملم، والتي كانت موضوعة في أبراج فردية على طول خط الوسط للسفينة. كانت هذه المدافع قادرة على إطلاق قذائف بوزن حوالي 46 كيلوغرامًا على مدى يصل إلى 20 كيلومترًا. بالإضافة إلى ذلك، كانت السفينة مسلحة ببطارية من المدافع المضادة للطائرات، والتي شملت في البداية أربعة مدافع بوفورز عيار 40 ملم ومدفعين أورليكون عيار 20 ملم. تم لاحقًا زيادة هذا التسليح المضاد للطائرات خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تم استبدال المدافع عيار 40 ملم بمدافع أكثر حداثة وأكثر فعالية.
بالإضافة إلى ذلك، كانت السفينة مجهزة بقاذفات قنابل عمق وأجهزة استشعار، مما جعلها قادرة على القيام بدوريات مضادة للغواصات، وإن كان ذلك بقدرات محدودة. كان هذا التسليح المتنوع يسمح للسفينة بالتعامل مع مجموعة متنوعة من التهديدات، بدءًا من السفن الحربية الصغيرة وحتى الطائرات والغواصات.
الخدمة في جزر الهند الشرقية الهولندية
بعد دخولها الخدمة في عام 1926، أمضت إتش إن إل إم إس فلوريس السنوات الأولى من حياتها المهنية في جزر الهند الشرقية الهولندية. خلال هذا الوقت، شاركت السفينة في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك الدوريات الروتينية، وعمليات مكافحة القرصنة، وعمليات الإغاثة في حالات الكوارث. كانت جزر الهند الشرقية الهولندية منطقة واسعة ومتنوعة، وكان على السفن الحربية مثل فلوريس أن تكون قادرة على العمل في مجموعة متنوعة من الظروف. غالبًا ما كانت فلوريس تقوم بدوريات في المياه الضحلة بالقرب من السواحل، مما يتطلب مهارة عالية في الملاحة والتعامل مع السفن.
في ثلاثينيات القرن الماضي، خضعت إتش إن إل إم إس فلوريس لعدد من التعديلات والتحسينات. شمل ذلك تحديث معدات الاتصالات الخاصة بها وتركيب أجهزة استشعار جديدة. تم أيضًا زيادة تسليحها المضاد للطائرات، مما يعكس التهديد المتزايد من الطائرات الحديثة. كانت هذه التعديلات ضرورية لضمان بقاء السفينة فعالة في مواجهة التطورات التكنولوجية.
الحرب العالمية الثانية
عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية في عام 1939، كانت إتش إن إل إم إس فلوريس لا تزال في الخدمة في جزر الهند الشرقية الهولندية. في البداية، كانت السفينة تعمل في دوريات محايدة، حيث كانت تراقب تحركات السفن الأخرى وتضمن عدم انتهاك المياه الهولندية. ومع ذلك، بعد الغزو الألماني لهولندا في مايو 1940، انضمت إتش إن إل إم إس فلوريس إلى قوات الحلفاء وأصبحت نشطة في الحرب ضد دول المحور.
في عام 1942، شاركت إتش إن إل إم إس فلوريس في عدد من المعارك البحرية ضد القوات اليابانية في جزر الهند الشرقية الهولندية. وشمل ذلك معركة بحر جاوة، وهي معركة بحرية كبيرة شاركت فيها العديد من السفن الحربية من كلا الجانبين. خلال هذه المعركة، لعبت إتش إن إل إم إس فلوريس دورًا داعمًا، حيث قدمت الدعم النيراني للسفن الحربية الأكبر حجمًا وساعدت في حماية القوافل التجارية. على الرغم من أنها لم تلعب دورًا حاسمًا في المعركة، إلا أن وجودها ساهم في الجهود المبذولة لعرقلة التقدم الياباني.
بعد سقوط جزر الهند الشرقية الهولندية في أيدي اليابانيين في مارس 1942، تم نقل إتش إن إل إم إس فلوريس إلى أستراليا، حيث انضمت إلى قوات الحلفاء الأخرى. من هناك، أبحرت السفينة إلى المملكة المتحدة، حيث خضعت لعملية تجديد شاملة. شمل ذلك تحديث تسليحها ومعداتها، بالإضافة إلى إجراء إصلاحات ضرورية.
بعد الانتهاء من عملية التجديد، تم إرسال إتش إن إل إم إس فلوريس إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث شاركت في عدد من العمليات الهامة. وشمل ذلك عملية هاسكي، وهي غزو الحلفاء لصقلية في يوليو 1943. خلال هذه العملية، قدمت إتش إن إل إم إس فلوريس الدعم النيراني للقوات البرية التي كانت تتقدم على الشاطئ. كما شاركت في عملية أفالانش، وهي غزو الحلفاء لإيطاليا في سبتمبر 1943. مرة أخرى، قدمت إتش إن إل إم إس فلوريس الدعم النيراني للقوات البرية وساعدت في حماية القوافل التجارية.
خلال الفترة المتبقية من الحرب، شاركت إتش إن إل إم إس فلوريس في عدد من العمليات الأخرى في البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك دعم عمليات الإنزال في جنوب فرنسا والمساعدة في قصف المواقع الألمانية على طول الساحل الإيطالي. اكتسبت السفينة سمعة طيبة لكونها سفينة موثوقة وفعالة، وكثيرًا ما كانت تُستخدم في مهام خطيرة وصعبة.
بعد الحرب
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945، عادت إتش إن إل إم إس فلوريس إلى هولندا. تم استخدام السفينة لفترة وجيزة كسفينة تدريب قبل أن يتم إخراجها من الخدمة في عام 1968. تم بيع السفينة للخردة في وقت لاحق من ذلك العام.
على الرغم من أن إتش إن إل إم إس فلوريس لم تعد موجودة، إلا أنها لا تزال تُذكر لخدمتها المتميزة خلال الحرب العالمية الثانية. كانت السفينة مثالًا على كيف يمكن لسفينة حربية صغيرة نسبيًا أن تلعب دورًا هامًا في الصراع.
الإرث
تُعتبر إتش إن إل إم إس فلوريس رمزًا للشجاعة والمرونة في البحرية الملكية الهولندية. خدمتها في كل من جزر الهند الشرقية الهولندية والبحر الأبيض المتوسط أكسبتها احترام الحلفاء والأعداء على حد سواء. على الرغم من أنها كانت سفينة صغيرة نسبيًا، إلا أنها أثبتت أنها قوة قتالية قادرة وساهمت بشكل كبير في جهود الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.
- شاركت في معركة بحر جاوة.
- قدمت الدعم النيراني في عملية هاسكي (غزو صقلية).
- قدمت الدعم النيراني في عملية أفالانش (غزو إيطاليا).
خاتمة
كانت إتش إن إل إم إس فلوريس سفينة حربية هولندية صغيرة الحجم ولكنها لعبت دورًا هامًا في الحرب العالمية الثانية. خدمت في كل من جزر الهند الشرقية الهولندية والبحر الأبيض المتوسط، وشاركت في العديد من المعارك والعمليات الهامة. على الرغم من إخراجها من الخدمة منذ فترة طويلة، إلا أنها لا تزال تُذكر لخدمتها المتميزة وشجاعتها ومرونتها.