نشأته وتعليمه
ولد مايكل فيتزجيرالد في والتامستو، لندن. تلقى تعليمه في كلية القديس فرنسيس كزافييه، ليفربول، ثم انضم إلى جمعية الآباء البيض (المرسلون في أفريقيا). درس الفلسفة واللاهوت في كلية الآباء البيض في تينيلي، بلجيكا، ثم حصل على درجة الدكتوراه في اللاهوت من الجامعة الغريغورية الحبرية في روما.
حياته المهنية
بعد رسامته كاهنًا في عام 1961، عمل فيتزجيرالد في مجال التعليم والبحث، وتركز عمله بشكل خاص على الإسلام والعلاقات المسيحية الإسلامية. قام بتدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية في تونس والسودان. كما عمل في المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية في روما، حيث شغل منصب مدير بين عامي 1978 و 1986.
العمل في الفاتيكان
في عام 1987، تم تعيين فيتزجيرالد أمينًا للمجلس البابوي للحوار بين الأديان. وفي عام 2002، تمت ترقيته إلى رئيس للمجلس، ليخلف الكاردينال فرانسيس أرينز. خلال فترة ولايته، سعى فيتزجيرالد إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين المسيحيين والمسلمين في جميع أنحاء العالم. لعب دورًا حاسمًا في العديد من المبادرات المشتركة بين الفاتيكان والمؤسسات الإسلامية.
من بين أبرز مساهمات الكاردينال فيتزجيرالد في مجال الحوار بين الأديان:
- تعزيز الحوار المؤسسي: عمل فيتزجيرالد على بناء علاقات قوية مع المؤسسات الإسلامية الرائدة، مثل منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الأزهر.
- التصدي للتطرف الديني: أدان فيتزجيرالد بشدة جميع أشكال التطرف الديني والعنف، ودعا إلى حل النزاعات من خلال الحوار السلمي.
- تشجيع التعليم المتبادل: أكد فيتزجيرالد على أهمية التعليم المتبادل حول الأديان والثقافات المختلفة، بهدف تعزيز التفاهم والتسامح.
- الدفاع عن حقوق الأقليات الدينية: دافع فيتزجيرالد عن حقوق الأقليات الدينية في جميع أنحاء العالم، وحث الحكومات على حماية حريتهم الدينية.
الأسقفية والكاردينالية
في 1 أكتوبر 2002، تم تعيين فيتزجيرالد أسقفًا فخريًا لنيبتي. تلقى التكريس الأسقفي في 6 يناير 2003 من البابا يوحنا بولس الثاني.
في 1 سبتمبر 2019، أعلن البابا فرانسيس أنه سيجعل فيتزجيرالد كاردينالًا. تم إنشاؤه كاردينالًا في 5 أكتوبر 2019، كاردينال شماس سانتا ماريا في بورتيكو. نظرًا لأنه كان يبلغ من العمر أكثر من 80 عامًا في ذلك الوقت، فهو غير مؤهل للتصويت في المجمع الانتخابي البابوي.
الاستقالة والتقاعد
في 15 فبراير 2006، عين البابا بندكتس السادس عشر رئيسًا جديدًا للمجلس البابوي للحوار بين الأديان، وهو رئيس الأساقفة بيير لويجي تشلاتا. تقاعد الكاردينال فيتزجيرالد وعاد إلى العمل الأكاديمي والكتابة.
مؤلفاته
نشر الكاردينال فيتزجيرالد العديد من الكتب والمقالات حول الإسلام والعلاقات المسيحية الإسلامية، بما في ذلك:
- “Knowing the Muslim: Reflections on Christian Understanding of Islam”
- “Interfaith Dialogue: A Catholic View”
- “The Vatican’s Relationship with Islam”
مواقفه وآراؤه
يعتبر الكاردينال فيتزجيرالد شخصية بارزة في مجال الحوار بين الأديان، ويحظى بتقدير كبير لجهوده في تعزيز التفاهم والتسامح بين المسيحيين والمسلمين. يُعرف بمواقفه المعتدلة والمنفتحة، ودعوته إلى حل النزاعات من خلال الحوار السلمي. لطالما أكد على أهمية احترام التنوع الديني والثقافي، وعلى ضرورة العمل معًا من أجل بناء عالم أفضل للجميع.
يعتقد فيتزجيرالد أن الحوار بين الأديان ليس مجرد مسألة دبلوماسية، بل هو ضرورة أخلاقية. يرى أنه من خلال الحوار، يمكن للمسيحيين والمسلمين أن يتعلموا من بعضهم البعض، وأن يكتشفوا القيم المشتركة التي تجمعهم. كما يعتقد أن الحوار يمكن أن يساعد في التصدي للتطرف الديني والعنف، وفي تعزيز السلام والعدالة في العالم.
يؤمن الكاردينال فيتزجيرالد بأن الحوار بين الأديان يجب أن يكون حوارًا حقيقيًا، يتسم بالصدق والانفتاح والاحترام المتبادل. يجب أن يكون حوارًا يعترف بالاختلافات بين الأديان، ولكنه يركز أيضًا على القواسم المشتركة. يجب أن يكون حوارًا يهدف إلى فهم الآخر، وليس إلى إدانته أو تحويله.
دعا الكاردينال فيتزجيرالد المسيحيين والمسلمين إلى العمل معًا من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وحماية البيئة، وتعزيز السلام والأمن في العالم. يعتقد أن المسيحيين والمسلمين لديهم مسؤولية مشتركة تجاه الإنسانية، وأنهم يجب أن يتعاونوا من أجل بناء عالم أفضل للجميع.
الإرث
يترك الكاردينال فيتزجيرالد إرثًا هامًا في مجال الحوار بين الأديان. لقد كان له دور فعال في تعزيز التفاهم والتسامح بين المسيحيين والمسلمين، وفي بناء علاقات قوية بين الفاتيكان والمؤسسات الإسلامية. سيظل يُذكر كشخصية بارزة في الكنيسة الكاثوليكية، وكمدافع قوي عن الحوار والسلام.
الجوائز والتكريمات
- حصل على جائزة تامبرا من جامعة نوتردام في عام 2008 لعمله في تعزيز التفاهم بين المسيحيين والمسلمين.
- حصل على جائزة بياتريس من جمعية الدراسات العربية المسيحية في عام 2012 لجهوده في مجال الحوار بين الأديان.
خاتمة
مايكل فيتزجيرالد هو كاردينال بريطاني بارز في الكنيسة الكاثوليكية، اشتهر بخبرته الواسعة في العلاقات المسيحية الإسلامية. شغل مناصب مهمة في الفاتيكان، بما في ذلك رئاسة المجلس البابوي للحوار بين الأديان، حيث سعى لتعزيز الحوار والتفاهم بين المسيحيين والمسلمين. يتميز بمواقفه المعتدلة ودعوته لحل النزاعات بالحوار، وترك إرثًا هامًا في مجال الحوار بين الأديان.