الكنيسة الكاثوليكية في كرواتيا
عندما نتحدث عن “الكنيسة الكاثوليكية في كرواتيا”، فإننا نشير بشكل عام إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية الموجودة في كرواتيا. هذه هي أكبر طائفة دينية في البلاد، حيث يتبعها غالبية السكان الكروات. الكنيسة الكاثوليكية في كرواتيا هي جزء لا يتجزأ من الكنيسة الكاثوليكية العالمية، وتخضع لسلطة البابا في روما.
التاريخ: يعود تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في كرواتيا إلى قرون عديدة، حيث كانت المسيحية حاضرة في المنطقة منذ العصور الرومانية. لعبت الكنيسة دورًا مهمًا في تشكيل الهوية الثقافية والوطنية للكرواتيين. خلال فترات الحكم الأجنبي المختلفة، كانت الكنيسة بمثابة حامية للغة والثقافة الكرواتية.
التنظيم: تنقسم الكنيسة الكاثوليكية في كرواتيا إلى عدة أبرشيات وأبرشيات متروبوليتية. يرأس كل أبرشية أسقف، بينما يرأس رئيس الأساقفة الأبرشية المتروبوليتية. تخضع الأبرشيات مباشرة لسلطة الكرسي الرسولي في روما. من بين الأبرشيات الهامة في كرواتيا: أبرشية زغرب، وأبرشية سبليت-ماكارسكا، وأبرشية رييكا.
الدور في المجتمع: تلعب الكنيسة الكاثوليكية دورًا هامًا في المجتمع الكرواتي. بالإضافة إلى توفير الخدمات الدينية، تشارك الكنيسة في مجموعة واسعة من الأنشطة الاجتماعية والخيرية والتعليمية. تدير الكنيسة المدارس والمستشفيات والمؤسسات الخيرية التي تخدم المحتاجين. كما أن للكنيسة صوتًا هامًا في القضايا الأخلاقية والاجتماعية في البلاد.
الكنيسة الكاثوليكية اليونانية في كرواتيا وصربيا
يشير مصطلح “الكنيسة الكاثوليكية الكرواتية” أيضًا إلى الكنيسة الكاثوليكية اليونانية الكرواتية والصربية، وهي كنيسة شرقية كاثوليكية تتمتع بالشركة الكاملة مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. غالبًا ما يُشار إليها بالكنيسة الكاثوليكية المتحدة.
الطقوس البيزنطية: تتبع هذه الكنيسة الطقوس البيزنطية، وهي مجموعة من التقاليد الليتورجية واللاهوتية التي تطورت في الإمبراطورية البيزنطية. على عكس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، التي تتبع الطقوس اللاتينية، تحتفظ الكنيسة الكاثوليكية اليونانية بتقاليدها الليتورجية الخاصة، بما في ذلك استخدام اللغة السلافونية الكنسية القديمة في القداس الإلهي.
التاريخ: يعود تاريخ الكنيسة الكاثوليكية اليونانية في كرواتيا وصربيا إلى القرن السابع عشر، عندما انضمت مجموعات من المسيحيين الأرثوذكس إلى الشركة مع روما. كان هذا الاتحاد مدفوعًا بمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الرغبة في الحماية من الحكم العثماني والبحث عن الوحدة المسيحية.
التنظيم: الكنيسة الكاثوليكية اليونانية في كرواتيا وصربيا منظمة في أبرشية كريزيفسي، التي يقع مقرها في كريزيفسي، كرواتيا. يرأس الأبرشية أسقف، وهو مسؤول أمام البابا في روما.
التحديات: واجهت الكنيسة الكاثوليكية اليونانية في كرواتيا وصربيا العديد من التحديات على مر التاريخ، بما في ذلك الاضطهاد الديني والتمييز. خلال الحروب اليوغوسلافية في التسعينيات، عانت الكنيسة من أضرار كبيرة بسبب القتال.
الكنيسة الكاثوليكية القديمة
أخيرًا، من المهم الإشارة إلى أن مصطلح “الكنيسة الكاثوليكية الكرواتية” قد يشير أيضًا إلى الكنائس الكاثوليكية القديمة الموجودة في كرواتيا. الكنائس الكاثوليكية القديمة هي كنائس مسيحية مستقلة انفصلت عن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في القرن التاسع عشر بسبب الخلافات حول العقيدة والسلطة البابوية.
الخلافات: نشأت حركة الكاثوليكية القديمة كرد فعل على إعلان عقيدة العصمة البابوية في عام 1870. رفض الكاثوليك القدامى قبول هذه العقيدة، وجادلوا بأنها تتعارض مع الكتاب المقدس وتقاليد الكنيسة المبكرة.
الاستقلال: الكنائس الكاثوليكية القديمة مستقلة عن روما ولها تسلسلها الهرمي الخاص. ومع ذلك، فإنها تشترك في العديد من المعتقدات والممارسات مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، بما في ذلك الإيمان بالثالوث القدوس والأسرار المقدسة السبعة.
الوجود في كرواتيا: على الرغم من أن الكنائس الكاثوليكية القديمة موجودة في كرواتيا، إلا أنها تمثل أقلية صغيرة من السكان الدينيين.
التحديات المعاصرة
تواجه الكنيسة الكاثوليكية في كرواتيا، بجميع طوائفها، عددًا من التحديات المعاصرة. وتشمل هذه التحديات: انخفاض الحضور الكنسي، وتزايد العلمانية، وفضائح الاعتداء الجنسي على الأطفال، والتحديات الاقتصادية.
العلمانية: مثل العديد من البلدان الأخرى في أوروبا، تشهد كرواتيا تزايدًا في العلمانية. هذا يعني أن عددًا أقل من الناس يحددون أنفسهم على أنهم متدينون، وأن الدين يلعب دورًا أقل في الحياة العامة. يجب على الكنيسة أن تجد طرقًا جديدة للتواصل مع الناس في مجتمع علماني بشكل متزايد.
فضيحة الاعتداء الجنسي على الأطفال: هزت فضائح الاعتداء الجنسي على الأطفال الكنيسة الكاثوليكية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك كرواتيا. كان لهذه الفضائح تأثير مدمر على مصداقية الكنيسة وثقة الجمهور. يجب على الكنيسة أن تتخذ خطوات ملموسة لمعالجة هذه الفضائح ومنع حدوثها في المستقبل.
التحديات الاقتصادية: واجهت كرواتيا تحديات اقتصادية كبيرة في السنوات الأخيرة. أثرت هذه التحديات على قدرة الكنيسة على توفير الخدمات الاجتماعية والخيرية. يجب على الكنيسة أن تجد طرقًا جديدة لتمويل أنشطتها ومساعدة المحتاجين.
مستقبل الكنيسة الكاثوليكية الكرواتية
مستقبل الكنيسة الكاثوليكية الكرواتية غير مؤكد. ومع ذلك، هناك أيضًا أسباب للتفاؤل. تظل الكنيسة قوة مهمة في المجتمع الكرواتي، ولديها تاريخ طويل من خدمة الشعب الكرواتي. إذا تمكنت الكنيسة من معالجة التحديات التي تواجهها، فيمكنها أن تستمر في لعب دور حيوي في حياة الشعب الكرواتي لسنوات عديدة قادمة.
خاتمة
في الختام، فإن مصطلح “الكنيسة الكاثوليكية الكرواتية” يشمل مجموعة متنوعة من الكيانات الدينية، بما في ذلك الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في كرواتيا، والكنيسة الكاثوليكية اليونانية الكرواتية والصربية، والكنائس الكاثوليكية القديمة الموجودة في كرواتيا. كل من هذه الكنائس لها تاريخها وتقاليدها وتحدياتها الخاصة. على الرغم من التحديات التي تواجهها، تظل الكنيسة الكاثوليكية قوة مهمة في المجتمع الكرواتي.